الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اقتصاديون: مصر على أبواب قطف ثمار القرارات الصعبة

اقتصاديون: مصر على أبواب قطف ثمار القرارات الصعبة
20 يناير 2018 20:55
القاهرة (رويترز) توقع اقتصاديون أن تجني مصر في الأعوام القليلة المقبلة ثمار الإجراءات الاقتصادية الصعبة التي اتخذتها في السنوات الماضية مع استمرار العمل على استكمال الإصلاحات بشتى القطاعات، خاصة الصناعية، لزيادة الصادرات. وقالت رضوى السويفي رئيسة قسم البحوث في بنك الاستثمار فاروس «وضعت مصر قدميها على الطريق الصحيح اقتصاديا خلال السنوات الأربع الماضية، خاصة منذ الدخول في مفاوضات مع صندوق النقد في النصف الثاني من 2016». ووافق صندوق النقد الدولي في نوفمبر 2016 على قرض لمصر قيمته 12 مليار دولار على مدار 3 سنوات وتبنى برنامج الإصلاح الاقتصادي لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقالت السويفي «مهدنا الطريق وسنجني الثمار وسنرى طفرة اقتصادية خلال 3 إلى 5 سنوات، كل الإصلاحات في الفترة الماضية كانت مالية، نحتاج الآن لإصلاحات على المستوى الصناعي والزراعي لنتحول من دولة مستوردة إلى مصدرة». وقالت ريهام الدسوقي محللة الاقتصاد المصري في بنك الاستثمار أرقام كابيتال «مصر غيرت هيكلها الاقتصادي تماما الفترة الماضية، النمو قد يكسر حاجز الـ6% سنويا خلال الفترة المقبلة، لو واصلنا العمل على إصلاحات أخرى والقضاء على البيروقراطية». تتوقع مصر نموا اقتصاديا بين 5.3 و5.5% في السنة المالية الحالية التي تنتهي في يونيو 2018 على أن يصل إلى 6% في 2018-2019. لكن مصر تعاني بيروقراطية شديدة ولم تفلح قوانين تيسير الاستثمار في التعامل معها أو القضاء عليها، ويقول نعمان خالد محلل الاقتصاد المصري الكلي في بنك الاستثمار سي.آي كابيتال «2014 و2015 ومعظم 2016 كانت سنوات الفرص الضائعة على الاقتصاد المصري، حيث كان يمكن خلالها اتخاذ إصلاحات عظيمة بتكلفة أقل بكثير من الوقت الحالي». وكان سعر صرف الجنيه المصري نحو 7.15 جنيه للدولار في البنوك عندما تولى السيسي في يونيو 2014 مقاليد السلطة في حين كان السعر في السوق السوداء نحو 9 جنيهات. وعند تحرير سعر الصرف في نوفمبر كان السعر الرسمي للدولار في البنوك 8.88 جنيه وفي السوق الموازية ما يقارب 18 جنيها. ويبلغ سعر الدولار نحو 17.75 جنيه حاليا بينما اختفت السوق الموازية تماما بعد تحرير سعر الصرف. ودخل السيسي في مشروعات عملاقة كثيرة تكلفت مليارات الجنيهات خلال الأربع سنوات الماضية من ضمنها قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية وشبكة ضخمة من الطرق بجانب مشروعات صناعية وسمكية وزراعية. ويتوقع الاقتصاديون أن يقطف المواطن المصري والمستثمرون ورجال الأعمال ثمار تلك المشروعات خلال السنوات القليلة المقبلة. ويرى علي عيسى رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين أن الفترة الأولى للسيسي كانت «صعبة لأن الاقتصاد كان منهكا ومنهارا بعد اضطرابات 2011. لم يكن هناك كهرباء ولا غاز طبيعي للمصانع وكانت الطرق والبنية التحتية متهالكة. وقال «انظر الآن ستجد لدينا فائضا في الكهرباء وتوفير الغاز بانتظام للقطاع الصناعي بجانب شبكة كبيرة من الطرق الجاري تنفيذها، مصر كانت مسرحا للانطلاق الاقتصادي الفترة الماضية وسيكون 2018 هو عام الانطلاق بإذن الله». وأضافت مصر 8 آلاف ميجاوات قدرة كهربائية منذ 2014 ليصل الإجمالي إلى نحو 37 ألفا و800 ميجاوات حاليا وهو ما ساعد في القضاء على انقطاعات الكهرباء التي عاني منها المصريون قبل 2014. وتوسعت مصر في الاقتراض الداخلي والخارجي لتمويل المشاريع العملاقة وغيرها وقد ساعدها في ذلك شهادة الثقة المتمثلة في قرض صندوق النقد الدولي وتحرير سعر صرف الجنيه الذي زاد جاذبية أدوات الدين المصرية. إلا أن عالية المهدي أستاذة الاقتصاد بجامعة القاهرة قالت «عدد كبير من المشروعات القومية التي تنفذ مثل الكهرباء وغيرها تكون بقروض.. لا بد أن نتعامل مع فكرة التوسع في القروض بكثير من الحذر، خاصة أننا وصلنا لمرحلة غير مسبوقة من الدين الخارجي وهو ما يشكل مزيدا من الضغط على الموازنة العامة للدولة». وقفز الدين الخارجي لمصر إلى 79 مليار دولار بنهاية يونيو 2017 من 46.067 مليار دولار في نفس الشهر من عام 2014 بينما قفز الدين المحلي إلى 3.16 تريليون جنيه من 1.8 تريليون جنيه في يونيو 2014 وفقا لبيانات البنك المركزي. ومن أهم المشروعات التي تعلق عليها الحكومة المصرية آمالها في الفترة المقبلة أكبر حقل غاز طبيعي في البحر المتوسط وهو حقل ظُهر الذي تديره شركة إيني الإيطالية والذي اكتشف أواخر 2015، ليساعد مصر في التحول إلى مركز إقليمي لصناعة الغاز الطبيعي. وهيمنت إيني وبي.بي البريطانية وشل الهولندية وإديسون الإيطالية على أنشطة استكشاف وإنتاج النفط والغاز في مصر خلال السنوات الماضية لكن الشركات عانت في الفترة الأخيرة من تأخر تحصيل مستحقاتها. وقال مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول المصرية سابقا «على الرئيس المصري الاستمرار في الالتزام بسداد مستحقات شركات النفط الأجنبية العاملة في البلاد لتحفيزها على زيادة استثماراتها». ولشركات النفط الأجنبية العاملة في البلاد نحو 2.4 مليار دولار مستحقة لها على الحكومة المصرية في نهاية يونيو 2017. ووعد وزير البترول طارق الملا بسداد 750 مليون دولار من مديونية الشركات الأجنبية في ديسمبر، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن، وتركزت أغلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مصر في قطاع الطاقة، خاصة النفط والغاز، وبلغت 7.9 مليار دولار في السنة المالية 2016-2017 التي انتهت في 30 يونيو الماضي مقابل 6.8 مليار دولار في 2015-2016. وقال أسامة كمال وزير البترول المصري السابق «على الرئيس تطبيق خطة للإصلاح الإداري، إضافة إلى تعديل أنظمة وقوانين العمل»، لا بد أن نهتم بمناخ الاستثمار، هذا المناخ ليس جاهزا حتى الآن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©