الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«شعراء أم النار».. من التاريخ إلى الكتاب

«شعراء أم النار».. من التاريخ إلى الكتاب
14 مايو 2015 22:25
أبوظبي (الاتحاد) بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أصدرت دار الكتب في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، كتاب «شعراء أم النار» للكاتب أحمد فرحات، وتقديم الشاعر عبد العزيز الجاسم، وتعليق الكاتب عبد الله عبد الرحمن. وفي تقديمه للكتاب يقول عبد العزيز جاسم رئيس القسم الثقافي في صحيفة الاتحاد الإماراتية: «تعرضت منطقة الخليج العربي عموماً للإهمال والنسيان مدة طويلة، وبقيت تعاني نسياناً منظماً وتجاهلاً مزدوجاً غربياً وعربياً، حتى بدت المنطقة كما لو أنها أُخرجت من التاريخ. ويأتي كتاب (شعراء أم النار) بمثابة بشرى سارة، واكتشاف حقيقي، فهو يسلط الضوء على تجارب خمسة شعراء فينيقيين، تعود أصولهم إلى حضارة أم النار الظبيانية، في عصر التمدد الثقافي لحضارة فينيقيا الزاهرة». يتناول الكتاب الشعراء الهيلينستيين مركبي الهوية، الذين امتزجت دماؤهم وثقافاتهم الوجدانية والروحية بتراث حضارات الشرق، وذلك بفعل الهجرات من جنوب الجزيرة العربية إلى ساحلها في الشمال، لتنطلق منه في ما بعد إلى معظم جزر البحر المتوسط وسواحله المديدة. يرى أحمد فرحات أنه طبقاً للمؤرخ اليوناني هيرودوت فإن الفينيقيين شعب بحري جرئ، قدم من منطقة شبه جزيرة العرب «منطقة الخليج العربي اليوم» إلى الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وذلك في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد. ويشير إلى أن هذا الكلام تؤيده الآثار الموجودة حتى اليوم في الإمارات، ولاسيما في جزيرة أم النار القريبة من مدينة أبوظبي، وفي سلطنة عُمان التي تحمل بعض أسماء المدن فيها اليوم أسماء مدن على الساحل السوري واللبناني، مثل: صور وصيدا وأرواد وطرطوس. وأم النار اكتشفتها عام 1959 بعثة آثار دنماركية، قالت في تقريرها: «إن هذه الجزيرة تمثل منجماً لحضارة عريقة، سكنها أناس مهرة، اشتغلوا في الصيد وصهر النحاس، وزاولوا التجارة امتداداً إلى وادي الرافدين، ثم امتدت لاحقاً هجراتهم وقوافل أجيالهم التجارية إلى سواحل البحر المتوسط» . وكشفت آثار أم النار عن مقبرة تضم 50 مدفناً، بنيت بحجارة خاصة فوق سطح الأرض، بعضها دائري، وفي قلب المدافن عثرت البعثة الدنماركية على جواهر وعقود ودبابيس، ما يدل على غنى حياة قوم أم النار. من الشعراء الذين يتوقف عندهم فرحات الشاعر الفينيقي اليوناني العربي «ملياغروس» أو «ملياغر»، كما يعبر الفرنسيون، وهو شاعر فينيقي عربي أيضاً، ولد سنة 140ق.م في مدينة غادارا التي ذكرتها الأناجيل بأرض الجدريين نسبة إلى مدينة أخرى هي جيراسا أو جرش حالياً، وتسمى غادارا بأم قيس، وهي تشكل صلة وصل بين الأردن وفلسطين وسورية. يفخر الشاعر ملياغر الذي يعد رائد المدرسة السورية في الشعر الهلينستي بأصول آبائه وأجداده الذين جاءوا من جنوب شبه الجزيرة، وتحديداً من جزيرة أم النار التي تقع على بعد 20 كم من مدينة أبوظبي. وثمة شاعر آخر يتوقف عنده أحمد فرحات وهو أنتيباتروس الذي يفخر بسلالته الفينيقية المتحدرة من أم النار. أيضاً هناك الشاعر تيفريكاتوس «زارع النار الأبدية في أعلى قمم جبال جزيرة كريت «قمة بسيلوريتيس»، وذلك «تيمنا بالنار الأولى التي كان زرعها أجداده في أم النار الظبيانية». وللشاعرات الفينيقيات ممن استغرقهن الحنين الطاغي إلى أصلهن الأولي في أم النار الشاعرة إيرينا التي لها قصيدة بعنوان «سيدة أم النار.. سيدة فينيقيا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©