الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إعلاميون: كان مجلسه برلماناً ومنتدى

إعلاميون: كان مجلسه برلماناً ومنتدى
14 مايو 2015 22:57
ساسي جبيل (أبوظبي) مسك ختام معرض أبوظبي الدولي للكتاب شهد ندوة بعنوان «زايد والإعلام» قدمها الإعلامي عبدالوهاب قتاية، وشارك فيها كل من علي عبيد الهاملي مدير تلفزيون دبي الذي اشتغل 18 عاماً مديراً لتلفزيون أبوظبي أيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والإعلامي حمدي تمام الذي بكى أثناء تقديم مداخلته أكثر من مرة وهو يستذكر الأيام الخوالي، حيث قال في كلمته المستفيضة: «كان الإعلام منذ البداية العون الكبير للإرادة السياسية المتمثلة في الشيخ زايد وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، كما كان الجسر الذي يربط بين القائد والشعب في منظومة متكاملة، وكان الإعلام لاعباً وشريكاً أساسياً في تحقيق التقدم والتطور الذي ساد كافة قطاعات الدولة». وأضاف: «وكان زايد «طيب الله ثراه» دائماً ما يرى أن الإعلام هو صوت الاتحاد.. كما أنه صوت الشعب الموجه للمسؤولين، وعليه أن يقوم بهذا الدور على خير ما يقوم به دون أية عراقيل من أي نوع. كان مؤمناً بأن الحرية الإعلامية هي امتداد لحرية الإنسان وحقه في التعبير عن رأيه، لذلك رأيناه مؤمناً داعماً للإعلام بكل صوره وأشكاله». وتابع: «لقد كان سموه يفتح أبواب الحرية في كل شيء.. وكانت الحرية عنده هي حرية الالتزام بالقيم والأخلاق والتراث والأصالة، وكان يعرف أن إصدار صحيفة لا يقل أهمية عن بناء مستشفى أو إقامة مصنع، وفي أغلب الأحوال كان مجلس الشيخ زايد يتحول كل ليلة إلى برلمان مصغر ومنتدى إعلامي سياسي واجتماعي نعرض فيه كل القضايا الجماهيرية اليومية». حوارات وتوجيهات وأضاف: «كان مجلس زايد لا يخلو كل ليلة من نخبة من رجال الإعلام والصحافة المحلية، وأذكر منهم على سبيل المثال عبدالله النويس، وخالد محمد أحمد وعبيد وأحمد الجابري وراشد عويضة، وأحبهم إلى قلبه الأخوان تريم وعبدالله عمران». وختم بالقول: «أقول كان هناك من يسأل وكان هناك من يعرض الشكاوى والمطالب وثالث يستفسر عن موقف سياسي.. أو يتناول قضية اقتصادية راهنة تهم قطاع المال والتجارة، وكان زايد يجيب بصراحة ويشرح المواقف بلا مواربة، مؤكداً الحاجة إلى إعلام واع رشيد يضع نصب أعينه مصالح الوطن ولا يتجه إلى الإثارة، وكان، رحمه الله، يردد مقولته الشهيرة: ما أحوجنا في هذا البلد الأمين إلى صحافة تجوس المسالك باحثة منقبة في الشؤون الأهلية. وكثيراً ما كان الحديث يتطرق إلى دور الإعلام وشؤونه وشجونه، مؤكداً أهمية وجود إعلام إماراتي قوي يستطيع حشد الطاقات وإبراز صوت الإمارات للعالم ونقل صورة الدولة الجديدة إلى العالم الخارجي. وكان، رحمه الله، يرى في وسائل الإعلام العين اليقظة التي تقوى ولا تضعف وتنبه وتكشف السلبيات في أي موقع من مواقع العمل الوطني، فقد كان كثيراً ما يردد: إن الصحيفة يجب أن تكون حرة وتعبر بصدق وإخلاص عن رأي الناس وتخدم الشعب، وإذا فقدت أي صحيفة حريتها فقدت حياتها وماتت». واسترسل في شهادته قائلاً: وفي موطن آخر سمعته، رحمه الله، يقول أنا مع النقد البناء. وكل مجاملة على حساب المصلحة العامة أرفضها رفضاً باتاً فالذين يربطهم مصير واحد لا تجوز بينهم المجاملة في غير الحق، ويضيف رحمه الله: مطلوب الصدق لا التصديق وكان زايد يطالب كل مسؤول أن يرحب بالنقد وألا ينزعج من الآراء التي تنشرها وسائل الإعلام. وكانت لتوجيهات زايد اليومية والمستمرة أثرها الكبير في تحديد سمات وأسس ومعايير العمل الإعلامي الإماراتي والتي تركزت في تلك الفترة بالتحدي على بيان وإيضاح أهمية وفوائد قيام الاتحاد أهمية رص الصفوف». علاقة ود وتدخل علي عبيد الهاملي، مشيراً إلى أنه مثلما كانت الإمارات محظوظة بقيادة تاريخية مثل زايد، رحمة الله عليه، كان الإعلام محظوظاً بقائد يهتم بالإعلام ويعرف قيمته ويتابعه، كما أن كم الأحاديث الصحفية والإذاعية والتلفزيونية التي أدلى بها الشيخ زايد، رحمة الله عليه، للصحف والمجلات ووكالات الأنباء ومحطات التلفزيون العالمية قبل قيام الاتحاد من 1966 إلى 1971 دليلاً على انجذاب وسائل الإعلام للشيخ زايد وتجاوبه رحمة الله عليه. وأضاف أن كل الصحف والمجلات والإذاعات والمحطات انطلقت مع زايد قبل وبعد الاتحاد، فإيمان الشيخ زايد بحرية الصحافة عميق وقديم، فقد كان يهتم بكل التفاصيل وأسس لثقافة إعلامية إماراتية صميمة، وجديرة بالدراسة، وخلص إلى أنه كان من خلاله ما يفعله كان المدرسة الإعلامية التي لا يمكن أن تنسى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©