الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أبو العلاء المعري يغلب الشعراء الخمسة

أبو العلاء المعري يغلب الشعراء الخمسة
14 مايو 2015 22:57
أبوظبي (الاتحاد) مع بداية الحلقة، ولأن كل حلقة من المرحلة الثانية تتضمن جزأين كالعادة، الأول يتضمن كتابة قصيدة حرة الموضوع من اختيار الشعراء، فيما أعلن عن الجزء الثاني الذي يتوجب على الشعراء خلاله مجاراة قصيدة، لأبي العلاء المعري كان قد جارى بها المتنبي، وجاء فيها: توقَّتك سرّاً وزارت جهاراً وهل تطلعُ الشَّمس إلاَّ نهاراً ومن ثم قام المقدم باسم ياخور بتوزيع المغلفات على الشعراء، ليأخذوا وقتهم في كتابة المجاراة، على ألا تتجاوز الأربعة أبيات، مستوفية شروط الوزن والقافية، أما اللجنة فتقسّم الدرجات على جزأي الحلقة، الجزء الأول المرتبط بالنصوص التي اختارها الشعراء، والجزء الثاني المتعلق بالنصوص المرتجلة. بشير والتغريدة أول شعراء الأمسية السوداني خالد بشير الذي قال إن هناك نقلة نوعية في الكتب المعروضة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب معبراً عن سعادته بزيارة المعرض، ثم قرأ قصيدة بعنوان «تغريدة» جاء فيها: قَمَرٌ بِنَهْرِ الْحُبِّ.. سِحْرٌ فائحُ وَضِفَافُ زَنْبَقَةٍ.. وَعِطْرٌ نافحُ بداية قال الدكتور صلاح فضل: قصيدتك هذه الليلة تخلو من المرارة، كأنك في حلم راقٍ، وعلى الرغم من أنك تعيب الشعر الحديث إلاّ أنك جعلت الحديقة تمازح زوارها، كيف أصبح الناس عندك وروداً وقد كانوا شوكاً؟ ومن ثم قال الدكتور علي بن تميم: إن أجلست الحرب في هذه القصيدة وقام السلام، فتكون الحرب قد احتشدت، أقول هذا لأن عناصر الطبيعة اجتمعت في هذه القصيدة، وعلى الرغم من جمالها إلاّ أنها كانت حرباً ولم تستغل وجودها بصورة حية متفاعلة. وبعدها قال الدكتور عبدالملك مرتاض: أنت أفضل منك مما سبق، قصيدتك وهيئتك والإلقاء وكل شيء، لقد أبدعت في هذه القصيدة. الحناطي وهامش الحزن ثاني الشعراء المصري محمد عبدالمنعم الحناطي الذي أكد إيمانه بالشعر وقدرته على مواجهة كل الصعوبات، مشيراً إلى أنّ معرض الكتاب مولد للثقافة، وقرأ قصيدة بعنوان «متن لهامش الحزن» جاء فيها: ضوء بمفترق الضباب تكدسا فبمن ألوذ! إذا الأمان توجسا بداية بن تميم: إن تجاوز المحن بصيرة وتبصر، لكن في قصيدتك طغى الصراخ على الهمس الذي ينبغي أن يكون في الشعر، جمعت فيها كل شيء لكأننا في بقالة، التأويل ضروري لتجاوز المحن، أنت من دعاة الشكل، والهامش أكثر شعرية من المتن. وبدوره قال مرتاض: كان الأجدى بك قراءة نصك دون المقدمة والتقديم لأنها قصيدة أخرى، لقد قلبت الهامش فجعلته متناً، لقد سعيت إلى تفعيل الشعرية بإمدادها بأدوات الحوار القلق، وهذه لغة النقاد وليست لغة شعراء. أمّا فضل فقال: ماذا فعلت بنفسك يا محمد هذه المرة، صراخ قصيدتك لا يمشي مع هذا العصر، لأنه لا يتطلب تلك النبرة الحماسية، لعبت لعبة ماهرة لعبة تفكيكية، أنت شاعر تفعيلة جيد وليس عليك أن تكتب العامودي. بيروتية وخطف البطاقة ثالث الشعراء السوري مصعب بيروتية الذي استطاع أن يخطف بطاقة التأهل من أعضاء لجنة التحكيم تاركاً خلفه 4 شعراء يعيشون القلق والترقب لمدة أسبوع كامل، وقرأ قصيدة بعنوان «قبس من نخيل» جاء فيها: إلى أي طور... سوف يمضي المدى... معك؟ وأي محب منهك الروح ودعك؟ بداية قال مرتاض: لقد سلكت يا مصعب طريقاً في الشعر صعباً لكنه بديع وجميل ويحسب لك، لقد أعدت صياغة قصيدة ابن زيدون مجدداً أو ربما قصيدة شوقي التي عارضه فيها، لكنك أعدتها بطريقتك الخاصة وأسلوبك المتميز، فأطربت وأدهشت. أما فضل فقال: قطعة شعرية محكمة تغني على السلالة الشعرية الجميلة، قصيدتك لها حركة متماسكة وقوية تبدأ بسؤال وتختتم بدلة الحب، أنت تغرق القارئ بالحب والجمال. ومن جهته قال بن تميم: لقد انتشيت بهذه القصيدة الجميلة فهي تذكرنا بايقاع ابن زيدون، هي مولودة مستقلة جميلة بذاتها بعيدة كلياً عن ابن زيدون. الشقيقي والأم رابع الشعراء السعودي مفرح الشقيقي الذي قرأ قصيدة بعنوان «تبتُّلٌ في محراب الصحراءِ» جاء فيها: لي ضحكة النايات، لي وجعي، وَلي ‍ تسبيحةٌ تستنطقُ الآفاقَا بداية قال فضل: لقد كشفت عن وجهك الشعري الجميل والرائع يا مفرح، قد يغلب على تعليقاتنا بهذه المرحلة نوع من الحفاوة في شعركم لأننا وصلنا لمرحلة التوهج في المنافسة بينكم. أما بن تميم فقال: أنت بار في والدتك وحينما تتجسد الأمومة في نصك فنحن نمر بها، حتى جنان الشعر واللغة تحت أقدام الأمهات. وذهب مرتاض إلى القول بأن النص مليء بالتفاؤل والشعرية والجمال اللغوي المتقن العالي، إنه نص شعري بديع، والشاعر له شأن رفيع، وبخاصة في هذا النص. نذير وغيوم الذات خامس الشعراء العراقي نذير الصميدعي الذي قرأ قصيدة بعنوان «برقٌ في غيومِ الذات» جاء فيها: أمدُّ يداً فيخذلُها الغيابُ ويغري نورسَ الذكرى إيابُ بداية قال بن تميم: أتمنى أن تفتح عليك الأبواب كلها مشرعة، لكن هذا الميثاق الخطابي ليس في لغة الشعر، لكنني أصف الأبيات الأولى في هذا النص بالجميلة لكن هناك أبيات فيها برق ورعد فقط. أما مرتاض فقال: ولأن الشعر العربي يستهويه أن يكون عراقياً، كنت أنتظر أن تقدم نصاً أفضل وأجمل، هناك بعض الضرورات الشعرية التي اضطررت إلى ارتكابها أحياناً كثيرة في النص. أمّا فضل فقال: تعود في هذه القصيدة إلى قوقعة الذات، فيصبح الشعر إمّا غناء وإمّا فلسفة ولقد ضعت في هذا النص فلم أجد لا هذا ولا ذاك، ولا أدري بأي مسار سرت قصيدتك. الشعراء والمعري وبعد انتهاء الجزء الأول من الحلقة قام الشعراء بقراءة الأبيات التي جاروا فيها قصيدة أبي العلاء المعري، وعبر أعضاء لجنة التحكيم عن سعادتهم بما سمعوه من الشعراء، إلاّ أنهم لم يوفقوا كثيراً في المجاراة شعرياً لكنهم وفقوا بالوزن والقافية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©