الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شباب تهددهم أعراض الكهولة بسبب نمط الحياة العصرية

شباب تهددهم أعراض الكهولة بسبب نمط الحياة العصرية
14 مايو 2013 23:52
على الرغم من تقدم العلوم الطبية إلا أن الأجيال الجديدة تشكو بصورة متكررة من تدهور صحتها، واللافت في الأمر أن كبار السن لا يشتكون من معظم الأمراض التي يعانيها الشباب والأطفال، بما يؤكد أن صحة أبناء الجيل الماضي كانت أفضل بكثير، وأن الجيل الحالي عرضة للكثير من الأمراض، خصوصاً أن أمراض السمنة أصبحت منتشرة بكثرة بين الأطفال والشباب، في ظل اتهام بأن الاهتمام بالتنوع الغذائي أو تناول الأطعمة الصحية بين الشباب والنساء والأطفال حلقته مفقودة. أجرى عدد من الباحثين الألمان دراسة على سته آلاف راشد في سن العشرين والثلاثين والأربعين والخمسين على مدى خمسة وعشرين عاماً، واكتشفوا في نهاية الأمر أن الجيل الأصغر أسوأ من الناحية الصحية، ويعاني مجموعة كبيرة من الأمراض، من بينها ارتفاع ضغط الدم والسمنة والسكري. نمط متغير حول التطورات التي حدثت في محيط الأمراض العضوية في الفترة الأخيرة يبين اختصاصي طب الأسرة بأحد المستشفيات في أبوظبي الدكتور أحمد مدني أن نمط الحياة المتسارع جعل الكثير من أبناء هذا الجيل يفتقدون إلى مقومات الحياة الصحية بمعناها البسيط في الماضي، حيث اعتاد الكثيرون على الجلوس أمام شاشات التلفزيون والكمبيوتر، وتناول كميات كبيرة من الأطعمة أثناء المتابعة، وخصوصاً فئة الأطفال، إذ إن نسبة كبيرة من الأطفال تعاني السمنة، ما يهيئ هذه الفئة إلى الدخول في دوامة أمراض خطيرة، منها ضعف الجسم، وربما تصل إلى الإصابة بأمراض القلب. ويشير إلى أن الناس قديماً كانت تتناول الأطعمة في فترة الظهيرة، وتذهب إلى أماكن التجمعات الرياضية، ويمارسون كرة القدم، وهذا النشاط الرياضي البسيط كان يجنبهم الوقوع في دوامة الأمراض العصرية التي يعانيها الشباب، ويرى أن الرفاهية أيضاً أثرت بشكل كبير على مستوى صحة الإنسان بوجه العام، فالطبيعة البشرية مجبولة الكد والعمل، لكن ابتعاد الإنسان عن الغذاء الصحي والاستسلام للراحة بشتى أنواعها تسبب في تفشى أمراض خطيرة، مثل داء السكري، ولا شك في أن الوجبات السريعة التي تفتقد إلى العناصر الغذائية الرئيسية تسبب السمنة التي قد تؤثر أيضاً على سلامة القلب في المدى البعيد. ويلفت إلى أن قلة الحركة من العوامل التي أضعفت النشاط لدى الكثير من الناس، وهي مرتبطة بالتكنولوجيا الحدثية وثورة المعلومات، ما إلى ظهور أمراض لم تكن معروفة وغير منتشرة في العصور الماضية، وتختلف الأمراض بصفة عامة، فأغلب الناس يعانون مشكلات صحية، وهي ما تسمى اصطلاحاً بأمراض القرحة وآلام الظهر والحموضة والصداع، وأخرى مثل مرض القولون العصبي والاكتئاب والربو وآلام المفاصل والروماتيزم، فضلاً عن الفشل ألكلوي والزهايمر والسرطانات بأنواعها. أجواء الطبيعة ولم يكن يتصور راشد محمد المنصور، موظف، أن يصاب ابنه البالغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً بارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن أنه عندما أجرى له بعض التحاليل الطبية وجد أنه على وشك الإصابة بداء السكري، ويقول: تربينا في الماضي في أجواء طبيعية، ولم يكن في جيلي من ينفعل إلا إذا كان هناك أمر بالغ الخطورة، أما أبناء هذا الجيل فهم لا يرون الدنيا إلا بمنظورهم، وأقرب مثال على ذلك ابني الوحيد الذي أدخلته أفضل الجامعات ولم أبخل عليه بشيء لكنه كان دائم الانفعال ويصرخ في كل أفراد الأسرة على أشياء لا تستحق ذلك، والغريب أنه كان يدخل في نوبات اكتئاب كثيرة، ويرفض الأطعمة الغنية بالفيتامينات، ولا يستجيب إلى والدته التي بذلت معه مجهوداً كبيراً كي تجعله يتجنب الصوت العالي، ويضيف: أشعر بالأسى لشبابه إذ إنه في عرفنا أن الذي يصاب بارتفاع في ضغط الدم هم كبار السن الذين أضنتهم الحياة وأثقلت كواهلهم الأمراض، وما زاد من آلامي أيضًا أن المتابعة الطبية الأخيرة أظهرت أنه على وشك الإصابة بداء السكري، وأنا أعلم أن هذا المرض الذي لا علاج له يقترن في الغالب بارتفاع ضغط الدم، ولا أمتلك في هذه الأيام سوى مواساة نفسي وأم هذا الشاب. قوام رشيق ومن جهة أخرى يشكو الطفل حمد الظاهري من السمنة المفرطة، وعلى الرغم من أنه تابع حالته أطباء في مؤسسات علاجية كثيرة إلا أنه لم يظفر بأي نتيجة، وظل «كرشه» المتدلي أمامه كما هو، ويذكر أن زملاء في المدرسة أوسعوه سخرية حتى أنه كان يضطر إلي المكوث في البيت أياماً عدة، ويضطر للغياب عن المدرسة حتى لا يرى العيون التي تقتحمه اقتحاماً، ولا يسمع الكلمات التي تؤذيه وتجرحه، ويشير إلى أنه كان في سن الخامسة بديناً، ولكن ليس بهذا الشكل الذي وصل إليه في الوقت الحالي، وعندما بلغ السن التي هو فيها حاليا، وهي عشر سنوات، ازدادت نسبة السمنة لديه بشكل مؤرق، بسبب أنه اعتاد تناول كميات كبيرة من الأطعمة، والتي تمثل ست وجبات في اليوم الواحد، ويؤكد أنه لم يعد قادراً على الامتناع عن الطعام، وهو يرفض بشدة إجراء عملية تصغير المعدة ويخشاها، حيث إن والده يلح عليه منذ فترة في إجرائها، ويلفت إلى أنه يتعجب حين يقارن نفسه ببعض كبار السن ومن هم فوق الأربعين والخمسين عاماً، الذين يتميزون بالقوام الرشيق واللياقة البدنية. خلطة أمراض الحال تختلف تماماً مع بطي عبيد الذي لديه ثلاثة أبناء، تتراوح أعمارهم ما بين العشر والعشرين عاماً، وفي الوقت نفسه تتنوع أمراضهم، وعلى الرغم من تنوعها إلا أنهم جميعاً يعانون مرض سوء التغذية، ويذكر أن الابن الأكبر مصاب بأحد أمرض القلب، والسبب يرجع في ذلك إلى أنه كان دائم التدخين بشراهة منذ طفولته، وعلى الرغم من أن أي إنسان يدخن بشكل كبير معرض للإصابة بمشكلات في القلب إلا أن ابني هذا كان بطبيعته منذ الصغر معتل الصحة وذا جسد نحيف، والأطباء أجمعوا على أن المناعة لديه ضعيفة جداً، ويضيف: لا أدري ما الذي أصاب هذا الجيل الذي لا يقوي على شيء، ودائماً يشكو من اعتلال صحته، والغريب أن أطفالي الثلاثة ليست لديهم قابلية لتناول الأطعمة بشكل منتظم مثل كل الناس، وأجد مشقة كبيرة في أن أجعلهم يتناولون الأطعمة بشكل منتظم، ويشير إلى أن الابن الأوسط مصاب بمرض القولون العصبي، ودائماً يتقيأ الطعام، ويعيش حالة نفسية سيئة، بسبب عدم قدته على السيطرة على مشكلاته الصحية بشكل عام، وكذلك الابن الصغر، فهو يعيش حالة من الاكتئاب المزمن، ويتلقى العلاج عند طبيب نفساني منذ فترة، ويتناول علاجات مختلفة، ولم تتحسن صحته، ولم نلمس أي آثار إيجابية لأبنائي الثلاثة بعد خضوعهم إلى العلاج في العديد من المؤسسات الطبية. وصفة سبعيني للحفاظ على الصحة من جهته ينظر سيف بن حماد إلى ما يحدث من تدهور في مستوى صحة أبناء هذا الجيل من منظور أننا نعيش في عصر الأمراض، خصوصاً في ظل الثورة الصناعية التي يعيشها العالم، ويلفت إلى أن الحياة لم يعد لها طعم في ظل الأمراض التي أدخلت شباب هذا العصر إلي سن الشيخوخة، ويقول على الرغم من تطور الطب إلا أن هذا التطور مقرون بعدد الأمراض التي لم نسمع عنها من قبل، ويكفي أنني أتمتع بصحة جيدة على الرغم من اقتراب عمري من الثمانين عاماً، وأنا أمتلك وصفة سحرية، وأهديها إلى الشباب، وهي أن رياضة المشي تكفي من كل الأمراض، واعتدت على السير لمدة نصف ساعة بعد كل وجبه أتناولها، فضلاً عن أنني معتاد على منتوجات الألبان وتقريباً معظم طعامي منها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©