السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«بطاقة المشجع» بوابة أوروبا عبر روسيا!

«بطاقة المشجع» بوابة أوروبا عبر روسيا!
22 يونيو 2018 22:27
محمد حامد (دبي) رغم نجاحها حتى الآن في تنظيم المونديال، وتدفق الآلاف عليها للاستمتاع بحضور المباريات وكذلك رحلة سياحية شاملة، وقدرتها على توفير أعلى درجات الأمن والإقامة المناسبة والتنقلات المجانية الميسرة لضيوفها، إلا أن روسيا التي يجاورها 18 دولة منها 14 دولة لها حدود برية معها وجدت نفسها تعاني من بعض المشكلات التي لم تكن في الحسبان تزامناً مع بدء وتواصل مباريات المونديال. واحدة من هذه المشكلات هي تسلل ضيوف روسيا ممن أتوا لحضور مباريات المونديال إلى الدول المجاورة لها، وهم من اللاجئين الذين لم يكن هدفهم في المقام الأول حضور مباريات كأس العالم، بل البحث عن ثغرة متاحة للدخول إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي، من أجل طلب اللجوء أو الاستقرار بها بصورة غير قانونية، بحثاً عن فرصة جديدة للحياة. الدول التي تقع على الحدود الروسية وتتضرر من ظاهرة تسلل المهاجرين ممن يحملون بطاقة هوية مشجع هي فنلندا والنرويج، وهي من دول الاتحاد الأوروبي، وأشارت تقارير نشرتها الصحافة الأوروبية إلى أن عدداً كبيراً من اللاجئين من أفريقيا وبعض الدول العربية شدوا الرحال إلى الأراضي الروسية، مستفيدين من عدم طلب الحصول على تأشيرة دخول، حيث قررت روسيا قبل انطلاق البطولة منح جميع ضيوفها ممن يحملون تذاكر دخول المباريات بطاقة هوية، وبموجبها ليس مطلوباً الحصول على تأشيرة دخول، أو تقديم أي بيانات بنكية أو ضمانات أو غيرها من الإجراءات، مما دفع عدداً كبيراً من اللاجئين إلى السفر صوب روسيا بحثاً عن العبور عبر حدودها إلى دول الاتحاد الأوروبي، وربما البقاء في روسيا بحثاً عن الاستقرار بها. تقارير موقع دويشته فيله الألماني أكدت أن الحدود بين روسيا وبيلاروسيا على سبيل المثال لا تشهد إجراءات أمنية مشددة، وكذلك مع دول أخرى، مما يتيح للاجئين النفاذ إلى الأراضي البولندية، ومنها إلى ألمانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي بسهولة، فضلاً عن وجود حدود مشتركة بين روسيا والسويد وفنلندا تتيح لهم دخول أوروبا. التقارير كذلك أكدت أن السلطات المكلفة بمراقبة مع روسيا من دول الجوار نجحت في القبض على عدد كبير من اللاجئين الذين حاولوا الدخول إلى أراضيها، واللافت أن غالبيتهم كان يحتفظ ببطاقة المشجع التي حصل عليها من روسيا، والتي تتيح له دخول روسيا بطريقة شرعية وحضور مباريات كأس العالم. وأكدت التقارير أن نوايا من يطلبون اللجوء لم تكن تتعلق بحضور مباريات كأس العالم، بل بالدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهي الفرصة الأكثر سهولة بالنسبة لهم، في ظل التشديد الكبير على تحركات اللاجئين والمهاجرين في الآونة الأخيرة، جراء انفجار الأوضاع في عدد من الدول، ومعاناة دول أخرى في أفريقيا وآسيا من ظروف اقتصادية خانقة مما يشجع على حركة اللجوء والهجرة غير الشرعية صوب أوروبا. وكانت تقارير صحفية غربية قد أكدت أن قرار روسيا بفتح مطاراتها وحدودها البرية والبحرية للجماهير بموجب بطاقة المشجع فقط هو أمر يثير القلق، إلا أن السلطات الروسية أصرت على تطبيق هذه التسهيلات لضمان تدفق جماهيري كبير أثناء المونديال، ولتأكيد قدرتها على تنظيم البطولة وفقاً لأعلى المقاييس الأمنية وفي الوقت ذاته تسهيل تدفق الجماهير والسياح، ونجحت روسيا في هذه الخطوة بامتياز، حيث يتجاوز عدد الجماهير والسياح الذين أتوا إلى روسيا حاجز المليون، وهو رقم كبير في بلد كانت تحاصره اتهامات وشكوك قبل سنوات بأنه بلد منغلق على العالم. ومن بين المكاسب الروسية من تنظيم المونديال الحالي أن الآلاف ممن تدفقوا إليها بحضور المونديال، ووجدوا ترحيباً كبيراً، واستقبالاً جيداً، وتنظيماً مثالياً، سوف يصبحون سفراء دعاية مجانية لها في كافة أنحاء العالم، فقد سبق لعدد كبير من الجماهير الإنجليزية التأكيد على أن الاستقبال الروسي الرائع يؤكد أن تقارير الصحف اللندنية والإعلام البريطاني عن روسيا لم تكن صحيحة، بل كانت تحمل قدراً كبيراً من المبالغات، والتي كان لها تأثيرها في امتناع عدد كبير من عشاق المنتخب الإنجليزي عن السفر إلى روسيا، إلا أن هؤلاء الذين ذهبوا إليها أكدوا أن كل الأمور تدعو للإعجاب، سواء فيما يتعلق بالتنظيم أو الحداثة التي تتميز بها روسيا، وكذلك فيما يخص الاستقبال الرائع لضيوفها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©