السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«اليرقان» شائع بين حديثي الولادة

«اليرقان» شائع بين حديثي الولادة
6 أكتوبر 2016 09:14
القاهرة (الاتحاد) يكتسب أكثر من نصف المواليد لوناً مصفراً في ثاني أو ثالث يوم بعد الولادة نتيجة للصفراء أو ما يعرف بـ«اليرقان» ومعناها تلون الجلد وبياض العينين بلون أصفر بسبب تراكم مادة «البيليروبين» بالدم - هو النتاج الأخير لتحليل خلايا الدم الحاملة للأكسجين- وهي مادة صفراء اللون تنتج من تكسير كرات الدم الحمراء. وبحسب الدكتورة سحر البرادعي، استشارية النساء والولادة والأطفال حديثي الولادة، عادة ما يبدأ مرض الصفراء بمنطقة الرأس، ويتخذ طريقه حتى يصل إلى أصابع القدمين، ثم يذوي ويختفي بعد أسبوع أوعشرة أيام. وفي حالة المواليد الذين يولدون قبل موعدهم - المبتسرين - فيظهر متأخراً (اليوم الثالث أو الرابع أو بعد هذا)؛ نظراً لأن أكبادهم تكون غير مكتملة النضج. وتظهر الصفراء أكثر في المواليد الذكور أو في الأطفال الذين يفقدون كثيراً من أوزانهم بعد الولادة أو هؤلاء الذين تعاني أمهاتهم مرض السكري أو الأطفال الذين يولدون عن طريق محفز الولادة الصناعي «الطلق الصناعي». وأحياناً يُبقى الأطباء الأطفال المصابين بالصفراء الجسدية في المستشفى أياماً عدة إضافية للملاحظة والعلاج. وفي أغلب الحالات تقل معدلات الصفراء تدريجياً، ويتقرر هذا بوساطة التحليلات، ويذهب الطفل إلى منزله معافى. نوعان تلفت الدكتورة البرادعي إلى أهمية الانتباه إلى وجود نوعين من الصفراء التي تصيب حديثي الولادة، النوع الأول «صفراء فسيولوجية»، وتظهر عادةً في اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة، وهي حالة شائعة بين الأطفال حديثي الولادة سواء الذكور أو الإناث. ولا تعد الصفراء الفسيولوجية لحديثي الولادة مرضاً، ولا تحتاج إلى علاج. فمن الطبيعي أن يقوم الكبد بالتعامل معها والتخلص منها عن طريق الإخراج. لكن كبد الطفل المولود حديثاً لا يكون قد نضج تماماً، وكثيراً ما لا يستطيع التعامل مع البيليروبين بسرعة، لذلك نجد أن هذا النوع شائعاً بين الأطفال حديثي الولادة، عندما يصل مستوى البيليروبين إلى 16 إلى 18 ملليجراماً في كل ديسيلتر من الدم. أما النوع الثاني، وهي «الصفراء المرضية»، فتبدأ عادة في وقت مبكر أو متأخر عن الصفراء الجسدية. وهي نادرة وأخطر كثيراً، حيث ترتفع نسبة البيليروبين بشكل خطير، وحينما تكون موجودة عند الولادة أو تتطور سريعاً خلال الأيام الأولى التي تعقبها فقد تكون مؤشراً على وجود مرض متعلق بحال الدم «هيمولايتك» يتسبب فيه عدم تجانس إحدى مجموعات الدم، مثلاً، حينما يكون لدى الطفل موروث من العامل «روديوم» يختلف عن الدم، ويمكن أن تكون الصفراء التي لا تتطور حتى وقت متأخر عادة بين أسبوع أو أسبوعين بعد الولادة مؤشراً إلى وجود صفراء معوقة، حيث يتدخل الكبد في عملية معالجة عنصر الصفراء. كما يحتمل أن تكون أمراض الدم والكبد الوراثية هي سبب الصفراء المرضية، وكذلك حدوث إصابات مختلفة عند الولادة أو داخل الرحم والعلاج من أجل خفض عنصر أحمر الصفراء مهم للحيلولة دون تراكم المادة في المخ. وتلك الحالة تعرف بدلالتها أو علاماتها وهي البكاء الضعيف، وردود الأفعال الكسولة، وضعف الرضاعة. وإذا تركت هذه الحالة بغير علاج فقد تؤدي إلى تدمير تام للمخ. الصفراء والرضاعة توضح البرادعي، أن الرضاعة الطبيعية في الساعات الأولى بعد الولادة قد تقلل من معدلات الصفراء. ويشك في وجود صفراء الرضاعة الطبيعية إذا ارتفع معدلات عنصر الصفراء سريعاً في نهاية الأسبوع الأول مع استبعاد المسببات الأخرى للصفراء المرضية. ويعتقد أن المتسبب فيها هو وجود مادة في لبن النساء تتدخل في تحلل عنصر الصفراء، وتقدر نسبة حدوثها باثنين من بين كل مائة طفل يتعاطون لبن الأم. وقد تأكد هذا التشخيص بحدوث انخفاض مفاجئ في عنصر الصفراء، حينما تستخدم تركيبات الألبان الصناعية بدلاً من لبن الأم تقترب من سته وثلاثين ساعة، وحينما يعود الطفل للرضاعة الطبيعية ترتفع نسبة عنصر الصفراء لكن لا تبلغ المستويات السابقة وتختفي هذه الحالة في غضون أسابيع. العلاج التصويري عادة لا تحتاج الصفراء المعتدلة إلى علاج، ويمكن علاج الحالات الشديدة بنجاح بواسطة العلاج التصويري الذي يتم بوضع الطفل تحت ضوء مصباح للأشعة فوق البنفسجية، ويسمى عادة أشعة الصفراء، ويكون الأطفال عرايا أثناء هذه الجلسات مع تغطية أعينهم لحمايتها من الضوء. ويتم أيضاً إعطاؤهم قدراً أكبر من السوائل للتعويض عن فقدان الماء الزائد عن طريق الجلد وقد يبقوا في غرفة المواليد باستثناء فترات الإرضاع. أما علاج الصفراء المرضية، فيشمل العلاج التصويري ونقل الدم، أو إجراء جراحة لإزالة الانسداد. وقد يستعمل أيضاً علاج دوائي يمنع تكوين عنصر أحمر الصفراء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©