الفارط

لفتت نظري كلمة متداولة في دول المغرب العربي وهي الفارط بمعنى الماضي وهي صحيحة، فالفارِطُ في «لسان العرب»: المتقدّم السابقُ، فرَطَ يَفْرُط فُروطاً، وفرَّطَ غيرَه. وفرَّطَه في الخصومة: جَرَّأَه، وفرَط القومَ يفرطهم فَرْطاً وفَراطاً وفَراطةً: تقدمهم إلى الوِرْدِ لإصلاح الأرْشِيةِ والدِّلاء، وفرَطْتُ القومَ أَفْرِطُهم فَرْطاً أي سبقْتُهم إلى الماء. ومنه قول النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: أنا فرَطُكم على الحوْضِ أي أنا متقدِّمُكم إِليه؛ رجل فرَطٌ وقوم فرَطٌ ورجل فارِطٌ وقوم فُرَّاطٌ. والفُراطةُ: الماء يكون شَرَعاً بين عدَّةِ أحْياء مَن سبَق إليه فهو له، وبئر فُراطةٌ كذلك. وقيل الماء بينهم فُراطةٌ أَي مُسابَقة. وفرَطُ الولد: صِغاره ما لم يُدْرِكوا، وجمعه أَفراط، وقيل: الفرَطُ يكون واحداً وجمعاً. وفي الدعاء للطِّفل الميت: اللهم اجعله لنا فَرَطاً أي أجراً يتقدَّمُنا حتى نَرِدَ عليه. وفرَطَ فلانٌ وُلْداً وافْتَرطَهم: ماتوا صغاراً، وافْتُرِطَ الوَلدُ: عُجِّلَ موتُه؛ وأفرطَتِ المرأةُ أولاداً: قدَّمتهم. وأفْرَطَ فلان ولداً إذا مات له ولد صغير قبل أَن يبلغُ الحُلُم. والإِفْراط: أن تَبعث رسولاً مجرَّداً خاصاً في حوائجك. وفارَطْتُ القومَ مُفَارَطة وفِرطاً أي سابقتُهم وهم يتَفارَطون؛ وفلانٌ لا يُفْتَرَطُ إِحسانه وبِرُّه أَي لا يُفْتَرص ولا يُخاف فَوْتُه؛ وفي الدعاء: على ما فرَط مِنِّي أي سبق وتقدَّم. وتكلم فلانٌ فِراطاً أَي سبقت منه كلمة، وفَرَّطْته تركتُه وتقدّمته. وفي التنزيل العزيز: «.. إنّا نَخاف أن يفرُط علينا أَو أَن يَطْغَى» طه 45؛ والفُرُطُ: الظُّلْم والاعتداء. قال اللّه تعالى: «.. وكان أَمْرُهُ فُرُطاً».الكهف 28. وأَمره فُرُطٌ أي مَتْروك. وقوله تعالى: «وكان أَمرُه فُرُطاً»، أي متروكاً تَرَك فيه الطاعة وغَفَل عنها، ويقال: إِيّاك والفُرُطَ؛ وفَرَط في الأَمر يَفْرُط فَرْطاً أَي قصَّر فيه وضيَّعه حتى فات، وكذلك التفريطُ. والفُرُط الفرَس السريعة التي تَتَفَرَّط الخيلَ أيُ تتقدَّمُها. وفرس فُرُط: سريعة سابقة؛ قال لبيد: ولقد حَمَيْتُ الحيَّ تحمِل شِكَّتي ....فُرُطٌ وِشاحي، إِذ غدوتُ، لجامُها وافترَط إِليه في هذا الأَمر: تقدّم وسبَق. والفُرْطة، بالضم: اسمٌ للخروج والتقدّم، والفَرْطة، بالفتح: المرّة الواحدة منه مثل غُرْفة وغَرْفة وحُسْوة وحَسْوة؛ والفارِطان: كوكبان متباينان أمام سَرِير بَنات نَعْشٍ يتقدَّمانها.وأفراطُ الصَّباح: أَولُ تَباشيره لتقدّمها وإِنذارها بالصبح، واحدها فُرْطٌ. وأَفْرَطَ في الأمر: أسرف وتقدَّم. والفُرُط الأمر يُفْرَط فيه، وقيل: هو الإِعجال، وقيل: النَّدَم. وقال الفراء في قوله تعالى: «إنّا نَخاف أَن يَفْرُط علينا» طه 45، قال: يَعْجَل إِلى عُقوبتنا. والإفْراط: إعجالُ الشيء في الأمر قبل التثبُّت، وكلُّ شيء جاوز قَدْرَه، فهو مُفْرِط. والإفراط الزيادة على ما أُمرت. وفرَّط في الشيء وفرَّطه: ضيعه وقدَّم العجز فيه. وفي التنزيل العزيز: «أن تقولَ نفسٌ يا حَسْرتا على ما فرَّطْت في جنْب اللّه»الزمر56 أَي مخافة أن تصيروا إِلى حال الندامة للتفريط في أمر اللّه، وفرَّطَ في جَنْب اللّه: ضيَّع ما عنده فلم يعمل له. وأَفْرَط الشيءَ: نَسِيه. وفي التنزيل: «وأَنَّهم مُفْرَطون»؛ أي منسيُّون مضيَّعون متروكون. أبو إسحاق الألبيري: أحمامةَ البيدا أطلْتِ بُكــــاكِ فبحسن صوتك ما الذي أبكاكِ إن كان حقاً ما ظننتُ فإن بي فوق الذي بكِ من شديد جـواكِ لكنّ ما أشكوهُ من فَرْط الجَوى بخلاف ما تجدين من شكـــواك أنا إنما أبكي الذنوبَ وأسرهـــا ومناي في الشكوى منال فكـاكي وإذا بكيتُ سألت ربي رحمة .. وتجاوزا فبكاي غير بكاكِ إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae