الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما··· طريق سريع للفعالية

16 نوفمبر 2008 03:11
يستعد الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما لوراثة حكومة تعاني الكثير من الاختلالات: ذلك أن عملية التعيين غير هينة وغير قصيرة قطعاً، والوزارات تعاني الكثير من البيروقراطية وتغرق في سلسلة طويلة من تراتبيات المرؤوسية، ونظام الخدمة المدنية ما فتئ يفشل في كل المهمات التي تعهد إليه تقريباً؛ هذا في وقت يصول فيه المتعاقدون ويجولون بحرية بسبب غياب إشراف واضح وصارم· وبالتالي، فمن أجل تنفيذ الإصلاحات البيروقراطية واسعة النطاق التي نحن في أمسِّ الحاجة إليها اليوم، يتعين على أوباما أن يبعث روحاً جديدة في صلاحية ''الطريق السريع'' التي يتمتع بها الرئيس بخصوص تمرير مخططات إعادة التنظيم عبر الكونجرس· ولو عدنا قليلاً مع الزمن إلى الوراء نجد أنه خلال الفترة من 1932 إلى 1983 كان الرؤساء يتمتعون بهذه السلطة، وكانوا يستعملونها في مناسبات كثيرة من أجل إنشاء أو دمج أو إلغاء الوكالات الفيدرالية، وتنظيم العمليات الإدارية، بل وحتى رفع سقف التوظيف في الإدارات الفيدرالية أيضاً· وكان الكونجرس يتعاون لأنه كان يتوفر على ''فيتو تشريعي'' -أي أن أياً من المجلسين كان يستطيع عرقلة قرار رئاسي معين بأغلبية بسيطة- بخصوص مخططات إعادة التنظيم هذه· غير أنه عندما أعلنت المحكمة العليا في 1983 أن هذا ''الفيتو'' التشريعي غير دستوري، أصبحت عمليات إعادة التنظيم تمر عبر العملية التشريعية العادية في الكونجرس، وعلى نحو متزايد، بدون مساهمة الرئيس· ولعل وزارة الأمن الداخلي التي تغرق في فوضى عارمة مثال جيد على مدى نجاح ذلك الأسلوب· وبتبني شكل جديد من هذه الصلاحية القديمة، يمكن للإدارة الجديدة أن تشكل لجنة من الخبراء في مجال الإدارة والتسيير من أجل النظر في كل الأمور التنظيمية وإصلاحها، وذلك بغض النظر عمن قد تغضبه توصياتها ومقترحاتها؛ حيث يمكن لهذه اللجنة أن تضع مخططات لإعادة التنظيم على الأمد الطويل، من قبيل تعزيز وتقوية برامج حمل المراهقين المتعددة والمتداخلة، وبرامج التدريب الوظيفي، وبرامج المشردين، أو إنشاء مكتب يعنى بإدارة المؤسسات الفيدرالية (من أجل تجنب التكرار والهدر)، على أن تذهب هذه المخططات إلى الرئيس من أجل مراجعتها ورفعها بشكل رسمي إلى الكونجرس· وفي هذه الحالة، سيتعين على الكونجرس أن يرد في غضون 45 يوماً، مثلما يفعل في حالة المقترحات الخاصة بإغلاق أو إعادة تنظيم القواعد العسكرية؛ وذلك لأنه كلما طال بقاء مخططات إعادة التنظيم في الكونجرس، كلما تم تقويضها من قبل اللجان والمجموعات الضاغطة· ومن الأهمية بمكان أن يكون ثمة تصويت حول كل مخطط من مخططات إعادة التنظيم الحكومي، بدون السماح بإدخال تعديلات، وذلك لأنه إذا سُمح للكونجرس بالاختيار والانتقاء فيما يتعلق بعمليات الإدماج والفصل والإنهاء والإصلاحات الإدارية، فإن كل المخططات سيكون مصيرها الانهيار تماماً مثلما ينهار البيت المصنوع من الورق· إن لدى الكونجرس، شأنه في ذلك شأن الرئيس المنتخب أوباما، الكثير ليربحه من بناء بيروقراطية فيدرالية تعمل على نحو جيد وفعال؛ وسلطة إعادة التنظيم، التي من المنتظر أن يتعاطى معها الكونجرس قبل تجديده، تمثل أفضل فرصة للإصلاح الحقيقي· بول سي· لايت كاتب وأكاديمي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©