الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«التغذية السليمة» الطريق السحري لتألق نجوم المونديال

«التغذية السليمة» الطريق السحري لتألق نجوم المونديال
22 يونيو 2018 22:50
عبدالله القواسمة (أبوظبي) يخضع لاعبو المنتخبات المشاركة في المونديال إلى نظام غذائي صارم، تفرضه طبيعة هذه المنافسة العالمية التي لا تحتمل الأخطاء مهما كانت صغيرة، سواء تعلقت بنظام وطبيعة الوجبات الغذائية التي تسبق المباريات والتدريبات، أو طبيعة السوائل التي يشربها اللاعبون خلال المباراة نفسها والغنية بالعناصر التي تعينهم على البذل والعطاء. ورغم أن أمر التغذية ينحصر عادة وفي كل حدث رياضي، بإبداء الجماهير اهتمامها بطبيعة الغذاء الذي يتناوله نجوم المونديال، إلا أن هذه الاهتمامات تكون بعيدة عن طبيعة العناصر الغذائية التي يفترض باللاعب تناولها، كالكربوهيدرات، دون معرفة العناصر الغذائية المحظورة التي تحتويها المشروبات الغازية أو الطعام الذي يحتوي على الدهون المهدرجة. وتبدي بعض المنتخبات اهتماماً منقطع النظير بالنواحي الغذائية، حتى أنها تحظر على لاعبيها تناول الطعام الروسي، كحال المنتخب الإنجليزي الذي منع لاعبيه من طلب أية وجبات غذائية في مقر إقامتهم، إذ جعل هذا الأمر منوطاً بطباخين إنجليز تم استقدامهم خصيصاً للإشراف على تغذية اللاعبين، فيما يأتي هذا الإجراء الإنجليزي خوفاً من تعرض لاعبي المنتخب إلى التسمم، بحسب ما أكدته وسائل الإعلام الإنجليزي مؤخراً. ويؤكد الدكتور أسامة اللالا اختصاصي البرامج الصحية والتغذية في إدارة التغذية والصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم، أن تغذية اللاعبين في المونديال، مرتبطة بدرجات الحرارة التي تصل أثناء المباريات الحالية إلى 16 درجة مئوية، ومن هنا فإن البرودة تلعب دوراً كبيراً في زيادة حاجة اللاعبين إلى مصادر الطاقة، وعلى رأسها الكربوهيدرات، لذلك تزداد نسبة تناولهم لهذه العنصر الذي يوجد في المكرونة والخبز الأسمر والأرز الأسمر والفواكه والموز والتمر، إلى جانب الفواكه الغنية بالمياه والألياف سواء الطازجة أو المجففة. وكشف اللالا أن الملاحظ تناول لاعبي المونديال لـ «الكربوهيدرات جل»، وهو المنتج الذي لوحظ توافره ما بين الشوطين، حيث يعتبر صحياً ومعتمداً من قبل الجهات الطبية، إذ لا يحتوي على آثار جانبية، فاللاعبون يظهرون على الشاشة، وكأنه يشربون الماء، لكنهم في الواقع يتناولون الكربوهيدرات لتزويد أجسادهم بالطاقة السريعة. ويؤكد اللالا أن اللاعبين المصريين إلى جانب لاعبي المنتخبات العربية، يتناولون الكربوهيدرات جل، أثناء التوقفات خلال المباريات وليس بين الشوطين فقط، وهذا دليل على وجود مساعي لتغذية أجسادهم على الشكل الأمثل لرفع الأداء وتجنب القصور البدني، لافتاً إلى أن منظومة التغذية لدى المنتخبات المشاركة أثناء بطولة عالمية كبطولة كأس العالم، يجب أن تأخذ في عين الاعتبار تنظيم عملية التغذية بالكربوهيدرات والألياف التي من شأنها منح الطاقة، إلى جانب وجود آلية خاصة لتعويض نقص السوائل. وعن حجم السوائل التي يشربها لاعبو المنتخبات المشاركة، أكد خبير التغذية، أن الملاحظ هو عدم وجود تعويض كبير للسوائل لدى اللاعبين، وذلك عائد إلى درجات الحرارة المنخفضة على عكس مونديال البرازيل، لافتاً إلى أن منسوب التعرق لدى اللاعبين قليل، لأن الأجواء حالياً تعتبر مثالية لممارسة كرة القدم، لكنه في الوقت نفسه ليس مؤشراً على عدم وجود جفاف لدى اللاعبين، والذين يفترض بهم شرب كميات كبيرة من المياه في فترات الاستشفاء التي تعقب المباريات التي يكون فيها التركيز شديداً على تناول السوائل الغنية بالمغنسيوم والبوتاسيوم. وأردف اللالا: العامل الرئيسي لاكتمال المنظومة التدريبية والوصول بالأداء البدني إلى أفضل حالاته، تتمثل في المحافظة على مواعيد النوم كذلك، فمن يلعب في كأس العالم يجب عليه النوم من 9 إلى 10 ساعات ليلية، للعمل على الاستشفاء والعودة، بالجسد إلى وضعه الطبيعي، وإعادة بناء مصادر الطاقة، كي يعطي في المباراة القادمة. وأضاف الحبير الغذائي: النظام الغذائي يختلف من منتخب لآخر بحسب العادات والتقاليد، فلاعبي المنتخب الروسي يتناولون طعاماً مختلفاً عن طعام المنتخب المصري أو البرازيلي. في علم التدريب الرياضي يجب مراعاة الحالة النفسية للرياضي، فكل منتخب لديه نظام غذائي خاص، إلى جانب طباخين متخصصين تم استقدامهم لصناعة الأطعمة التي تلائم الرياضيين، في حين أن العناصر الغذائية التي يحتاجها اللاعبون المشاركون كافة في المونديال هي متشابهة، فالمنتخب الإنجليزي قد يلجأ إلى البطاطا للحصول على الكربوهيدرات، أما المنتخب الروسي فقد يحصل عليها من الخبز أو من الأرز، فاحتياجات اللاعب من الكربوهيدرات واحدة، ويجب أن تكون من 60% إلى 70%. ويشدد اللالا على أن تركيز المنتخبات المشاركة في المونديال على البروتين لا يكون كبيراً، إذ يصل المعدل المفترض أن يحصل عليه اللاعب من البروتينات 20 إلى 30%، في حين يتم التركيز يوم المباراة على البروتينات سريعة الهضم من اللحوم البيضاء التي يتم الحصول عليها من الأسماك والدواجن على سبيل المثال، مع الابتعاد قدر الإمكان عن اللحوم الحمراء، لأنها تأخذ فترة أطول في الهضم وتتسبب بإرهاق الكبد والكلى. «الأطعمة الصحية».. خلطة رونالدو للعطاء يعتبر البرتغالي كريستيانو رونالدو، أحد النماذج الفريدة من نوعها في التعامل مع جسده الرياضي، فسلوكه كإنسان مختلف تماماً عن معظم لاعبي العالم، إذ يعتبر أحد أكثر اللاعبين احتراماً لجسده الذي ينظر إليه على أنه رأس ماله، ومن هنا نرى أن جسد رونالدو يخلو من الوشوم، على عكس معظم اللاعبين العالميين المشهورين. ومن المتعارف عليه أن اللياقة البدنية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعمر، فكلما زاد عمر الإنسان قل عطائه الجسدي، لكن أسلوب حياة رونالدو «33 عاماً» والمنظومة الغذائية التي يتبعها تجعله فريداً من نوعه، فهو يحترم مواعيد نومه، كما يجتهد في التدريبات التي تتخطى التدريبات النمطية مع فريقه وصولاً إلى التدريبات الذهنية إلى جانب العمل على التخيل والاسترخاء، في حين أن نظامه الغذائي يعتبر الأكثر صرامة لدى لاعبي كرة القدم المحترفين، فوزنه لا يزداد على الإطلاق، كما أنه يحافظ على بنيته العضلية كما ظهر أول مرة على سطح الأحداث الكروية العالمية. قبل 10 أعوام نفذ رونالدو ركلة حرة مباشرة مع مانشستر يونايتد في مرمى بورتسموث، ومن المنطقة والزاوية التي أحرز منها هدف منتخب بلاده في مرمى إسبانيا قبل أيام عدة، إذ كان ينتهج الأسلوب ذاته في الوقوف والتنفس والتأمل قبل تنفيذ الركلة، وقبل كل شيء تخيل طريقة التسديد وإلى أين ستمضي الكرة، وهذا إن دل فإنما يدل على أن اللاعب لم ينحسر حضوره الفني والذهني طوال السنوات العشر الماضية، وذلك بفضل التغذية السليمة والعمل الجاد الذي يقوم بها يومياً. محسن مصبح: المطبخ الإماراتي لم يغب في مونديال 90 أكد النجم المونديالي محسن مصبح، أن التغذية الصحية مسؤولية اللاعب نفسه بالدرجة الأولى، مؤكداً أن تعزيز حس المسؤولية لدى الرياضي يكون عادة من خلال التنشئة الرياضية منذ الصغر، وحتى نهاية مسيرته في الملاعب. وعن تفاصيل النظام الغذائي الذي كان يتبعه المنتخب الوطني في مونديال 90، قال مصبح: المطبخ الإماراتي كان حاضراً في مقر إقامة بعثة «الأبيض» خلال الاستحقاق العالمي، لافتاً إلى أنه يذكر جيداً اسم الطباخ إبراهيم، والذي كان يعد يومياً الوجبات الغذائية الصحية والنموذجية. ويقول محسن مصبح: كان التركيز على الوجبات الغذائية الغنية بالكربوهيدرات قبل المباراة، في حين كان هناك العديد من المحظورات، والتي كنا نبتعد عنها كالدهون واللحوم الحمراء، إلى جانب المشروبات الغازية الضارة، والتي من شأنها إرهاق الجسد قبل خوض المباريات، في حين كان اللاعبون لديهم بعض الحرية في تناول الوجبات الغذائية المحببة بعد المباريات وضمن معايير خاصة. وشدد مصبح على عدم وجود ضوابط أو قوانين صارمة تتعلق بالنظام الغذائي الخاص بلاعبي كرة القدم، فهذا الأمر يتعلق باللاعب نفسه ومسؤوليته اتجاه جسده أولاً، والذي يفرض عليه اتباع النظام الغذائي الذي يضعه له خبراء التغذية في فريقه، في حين يكون في حل من أمره متى ما عاد إلى المنزل، وهذا الأمر ينطبق على اللاعبين كافة، سواء العربي أو الأوروبي واللاتيني، فالجميع يتبع للعادات والتقاليد الغذائية التي نشأ وترعرع عليها فلا وجود لقيود على أي لاعب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©