السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محاولات قطر تسييس الحـج فاشلــة وخــاب فـألـهـا

محاولات قطر تسييس الحـج فاشلــة وخــاب فـألـهـا
13 أغسطس 2017 00:37
عمار يوسف (الرياض) دان مسؤولون وسياسيون سعوديون محاولات النظام القطري المستمرة لتسييس الحج وترويج الشائعات بوجود عراقيل وعقبات أمام إتمام الحجاج القطريين فريضة الحج، مؤكدين أن هذه المحاولات فاشلة ولن تحقق أي نجاح، وأن لجوء السلطات القطرية لهذه الأساليب مفضوحة للمواطنين القطريين والعرب والمسلمين. فمن جانبه، أكد وكيل وزارة الحج حسين الشريف أن مخيمات حجاج قطر والتي تستوعب أكثر من 2400 حاج قطري ظلت جاهزة ومهيأة لاستقبالهم منذ عدة أسابيع بالضبط مثلما هي الحال في كل عام، مشيراً إلى أن مخيمات الحجاج القطريين في مشعر منى تمتد على مساحة أكثر من 4000 متر مربع، موضحاً أنه تم استكمال فرشها والبنية التحتية المتمثلة في التمديدات الكهربائية ودورات المياه والصرف الصحي والمياه وشبكة الإطفاء والإنذار المبكر عن الحرائق وتجهيز المطبخ الرئيس وتوفير ثلاجات حفظ الأطعمة وثلاجات مياه الشرب والمكيفات المركزية. وتقع مخيمات الحجاج القطريين في موقع إستراتيجي ما بين أشهر طريقين في مشعر منى، هما طريقا سوق العرب والجوهرة، علاوة على قرب هذه المخيمات من منشأة الجمرات وطريق المشاة المظلل وطريق قطار المشاعر، ما يساهم في وصول الحجاج إلى الجمرات دون عناء، إضافة إلى قربها من الخدمات كافة من مستشفيات حكومية ومراكز صحية أولية ومراكز إسعافية وأسواق تجارية. وكان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد قد وصف في وقت سابق محاولات «تسييس الحج بأنه انحدار سياسي تسعى من خلاله حكومة قطر إلى خلط الأوراق واستغلال هذه الشعيرة العظيمة لأهداف سياسية ضيقة». وأضاف، في كلمته خلال اجتماع وزراء الإعلام للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب مؤخراً في جدة، أنه «لم يحصل في التاريخ الحديث تسييس للحج قبل قطر إلا من إيران، والتي فشلت فشلاً ذريعاً في هذه الغاية»، مؤكداً أن الشعب القطري مرحب به هذا العام مثل كل عام، وأنه قد فُتحت ممرات عدة للحجاج القطريين، وتم توفير احتياجاتهم كافة لأداء نسكهم براحة وأمان. وقال: «يجب على الأشقاء من الشعب القطري الراغبين في أداء مناسك الحج عدم تصديق الدعاية الكاذبة حول منعهم من أداء فريضة الحج، حيث ترحب المملكة كعادتها بجميع المسلمين من كل مكان، وتعمل على تسهيل أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة». ومن جهته، اعتبر الباحث في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى عبد العزيز بن سعيد أن محاولات قطر استغلال الحج لفتح منفذ سلوى البري الحدودي معها قد فشلت تماماً، لم تستطع الترويج والتباكي لدى المؤسسات الدولية بمظالم في هذا الاتجاه لأن السعودية قطعت عليها الطريق بأن فتحت الباب للحجاج القطريين بأن يصلوا عبر منافذ عدة، بل وانطلاقا من مطار الدوحة نفسه، ولكن باستخدام شركات طيران أخرى غير الخطوط القطرية، إذن فالموضوع ليس فيه أي عرقلة للحجاج القطريين أو المقيمين في قطر وإنما الموضوع هو أن النظام الحاكم في قطر يريد استغلال الحج لتشغيل طائرات الخطوط القطرية عبر الأجواء السعودية، بمعنى أنه يريد كسر المقاطعة ولا أكثر من ذلك. وأضاف ابن سعيد قائلاً «لا يجوز شرعاً أن تلجأ السلطات القطرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر صحفها ومواقعها الإخبارية إلى ترويج الشائعات عن عرقلة الحج أو مضايقة الحجاج القطريين وغيرها من أساليب التنفير والتخويف والترهيب، لمنع مواطنيها والمقيمين فيها من أداء الفريضة»، مشيراً إلى أن هناك أقلام قطرية ومأجورة من قطر تتحدث عن تردد المواطن القطري في أداء فريضة الحج بسبب تخوفه من سوء المعاملة المتوقعة له في المملكة. ومن جهته، أكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة المجمعة د. خالد بن محمد الغامدي أن مزاعم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر بان السعودية تضع (العراقيل والعقبات أمام حجاج دولة قطر) هو كذب مفضوح؛ لأن المواطن القطري يعلم قبل غيره أن السعودية التي يحمل حكامها لقب «خادم الحرمين الشريفين» لا تدخر جهدا ولا نفسا ولا مالا من أجل ضمان راحة الحجاج من كل بقاع العالم بغض النظر عن مواقفها من سياسات حكوماتهم. وأشار إلى أن مطالب اللجنة القطرية المذكورة بفتح خطوط مباشرة أمام الطيران القطري لتيسير الحج جواً هو التفاف على المقاطعة ولا علاقة له الحج، لأن من يريد الحج يجب أن يكون غير مجبرا على استخدام شركة الطيران القطرية، بل يجب أن يكون له الحق والحرية في استخدام أي خطوط طيران أخرى للوصول إلى الأراضي المقدسة. وقال إن المواطنين القطريين يعلمون أن حكومتهم تحاول تسييس الحج خلال هذه الأزمة التي أوقعت نفسها فيه لأن المواطن القطري يدرك تماما أكثر من غيره أن السعودية شعبا وحكومة يرحبون بكل الحجاج من مختلف جنسيات العالم فما بالكم بالأشقاء القطريين، الذين يعلمون أن أفضل المعاملة تنتظرهم فور وصولهم إلى الأراضي السعودية. ومن جانبه، اعتبر عضو جمعية حقوق الإنسان السعودية د. ناصر بن عبدالله الجهيمي أن إصرار اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر على تسييس الحج وإطلاقها مزاعم غير حقيقية والتقدم بشكاوى لمؤسسات دولية كلها محاولات فاشلة، إذ إن إيران جربتها قبل قطر بعشرات الأعوام ولم تحصد إلا خيبة الأمل، لأن العالم بأكمله شعوبا وحكومات تعلم جيدا أن المملكة العربية السعودية ترفض تسييس الحج وتفتح أبوابها لاستقبال الحجاج من كل بقاع العالم مهما كانت الخلافات السياسية، ولكن قطر تشترط استخدام طائراتها تحديداً وفتح ممرها البري مع السعودية تحديداً وتعتبر أن رفض ذلك هو نوع من العرقلة. وأضاف الجهيمي أن قطر دولة يعرف كل مواطن ومواطنة فيها ما تقوم به المملكة، ويجب على السلطة القطرية تسهيل إجراءات الحجاج القطريين، مشيرا إلى أن هناك مئات الحجاج القطريين قد وصلوا بالفعل إلى الأراضي المقدسة وقوبلوا بكل ترحاب وكرم ضيافة، وهم يعلمون أن السعودية رغم الظروف السياسية الحالية لا ولن تعاملهم كغرباء، بل كأشقاء وأصحاب بيت، فالخلاف السياسي لا يؤثر على علاقات الشعوب ولن يؤثر على النسيج الاجتماعي الواحد بين السعوديين والقطريين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©