الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤلفون ومخرجون: الإعلانات تقود الدراما المصرية

مؤلفون ومخرجون: الإعلانات تقود الدراما المصرية
29 سبتمبر 2016 20:40
سعيد ياسين (القاهرة) تسابقت غالبية جهات الإنتاج طوال الفترة الماضية على التعاقد مع النجوم من الفنانين والفنانات من مختلف الأجيال، ومنهم: عادل إمام، ومحمود عبدالعزيز، ويسرا، وأحمد السقا، وكريم عبدالعزيز، وغادة عبدالرازق، ومحمد هنيدي، ومحمد رمضان، ونيللي كريم، ومنة شلبي، وعمرو سعد، ويوسف الشريف، وطارق لطفي، واللافت أنه رغم توقيع هؤلاء النجوم على تقديم مسلسلات لعرضها خلال شهر رمضان المقبل، إلا أنهم لا يعرفون النصوص التي سيقدمونها، والتي لا يزال غالبيتها في مرحلة البحث عن فكرة تتم موافقة النجم عليها، ثم تفصيلها في عمل درامي. وأكد المخرج عمر عبدالعزيز، أن ما يحدث يمثل ظاهرة مرعبة وسلبية، وقال: «كارثة أن نعود إلى الدراما التي تعتمد على التفصيل للنجم الذي يتصور البعض أن المسلسل يسوق باسمه، وقد يستمر ذلك عاماً أو اثنين، ولكن النتيجة في النهاية خسارة كبرى للطرفين، أصحاب العمل والنجم نفسه، فقواعد الدراما تقوم على كتابة الموضوع أولاً، ثم اختيار الممثلين الصالحين للأدوار، ومن يقوم باختيارهم هو المخرج حتى تكون هناك وجهة نظر واحدة، ولكن للأسف ما يحدث في بعض الأعمال هو اختيار البطل من قبل المنتج، ثم البحث عن الموضوع، ثم اختيار المخرج الذي يرتاح له النجم، وهنا لا نضع عربة واحدة أمام الحصان، وأعتقد أن من يفعل ذلك يضر بنجمه ضرراً بالغاً». هذه حقيقة وقال المخرج يوسف أبوسيف: «ما يحدث أمر طبيعي لأن من يقوم بعملية الإنتاج هم أصحاب شركات الإعلانات العملاقة، وهم يهدفون في المقام الأول لتحقيق أعلى نسب مشاهدة لجذب أكبر كم من الإعلانات، ومن هنا يصبح النجم بمثابة الطعم الذي يتم من خلاله جذب أكبر عدد من المشاهدين لعرض الإعلانات من خلاله، والأثر واضح من خلال موضوعات تدور في مجملها في عوالم غريبة عن المجتمع المصري، ورغم الإنتاج الضخم إلا أنه بلا محتوى، ومعظم المسلسلات منقولة من مسلسلات أميركية، وهو ما يجعلها تزول بزوال العرض ولا تبقى في ذاكرة المشاهد، ووصل الأمر ببعض المخرجين بذهابه لمكان التصوير وهو يحمل جهاز «الآي باد» الخاص به، ويقوم بتشغيل المشهد الأجنبي ويطلب ممن معه أن ينفذوا له المشهد المعروض أمامهم، وهذه حقيقة وليست تجنياً على أحد». انحدار ويرى المؤلف سليمان دياب أن تعاقد الفنانين والنجوم تحديداً مع جهات إنتاجية على مسلسلات من دون وجود ورق فعلي مكتوب، من أكبر أسباب انحدار الدراما كماً وكيفاً، خصوصاً أن هذا الاتفاق يجعل النجم متحكماً في الموضوع ومستواه الفني، ويضعف استحواذ النجم على القدر الأكبر من التكلفة من بقية الترشيحات التي تقلل من القيمة الفنية للعمل، ويتسبب في ضياع قدر من المال الذي يمكن أن يعود على الدولة، ما يجعلها لا تهتم بتلك الصناعة، وتكون الخسارة أشمل. أما المخرج عبدالحي المطراوي، فقال: «النجم يتعاقد على العمل مع شركة الإنتاج ثم يبدأ البحث عن سيناريو، وهو غالباً لديه من يكتب ويسمع دائماً كلامه ويقوم بتفصيل الدراما على مقاسه، ودلل على كلامه بما حدث في رمضان قبل السابق مع أحمد السقا في مسلسل «ذهاب وعودة»، وكريم عبدالعزيز «وش تاني»، حيث لم يحقق العملان النجاح المأمول مقارنة بما حدث مع طارق لطفي مثلاً في «بعد البداية»، حيث كان السيناريو جيداً للغاية، وتم اختيار طارق لطفي لبطولته بعد كتابته، وهذا هو الفرق بين تفصيل العمل حسب رغبات النجم ووضع أحداث درامية بطريقة المكعبات الملونة التي تسعده، وكتابة عمل دون النظر لمن يقوم ببطولته. وقال المؤلف هشام أبوسعدة: «بدأت هذه الظاهرة مع انعدام قيمة الكاتب وفكره، وقيمة المخرج ورؤيته، وحتى انعدام قيمة المنتج ورأسماله، فأصبح النجم هو الكل في الكل، ولا قيمة لأي ورق مهما وصل مستواه وفكره من دون نجم يحلبه كبقرة مقدسة تتمثل في الإعلانات، ومن هنا فالكل أصبح يجري وراء النجم ويحصل على توقيعه أولاً، ثم يتركون للنجم حرية اختيار أي ورق مهما كانت سطحيته، لقد انتهى زمن أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ، بل انتهت ريادة مصر في فن الدراما بمعنى أكثر وضوحاً». دراما غير ناضجة المؤلفة وأستاذة السيناريو في معهد السينما سناء هاشم، قالت إن تعاقد شركات الإنتاج مع النجوم من دون ورق لم يكتب بعد، يكون مع النجوم الكبار الذين يثقون في أنهم قادرون على التسويق، مثل: عادل إمام، ونيللى كريم، وغادة عبدالرازق، ويحيى الفخراني كنوع من الاحتكار، واحياناً يدفعون مقدمات مالية كبيرة قبل كتابة أي نص، ويبدأ النجم في تفصيل دوره مع الكاتب وبمعرفة المنتج طبعاً، وأشارت إلى أنه لم يعد هناك كاتب سيناريو يحمل أحلامه وكتاباته الحرة لمنتج ثم يتم تسكين النجوم كما كان يحدث في الماضي، وأن السيناريوهات تكتب بعد الاتفاق مع النجم حلقة بحلقة بمعايير التسويق التجارية، والغريب أنهم يبدأون التصوير قبل أن تكتمل الكتابة، وتكون النتيجة دراما غير ناضجة لا تحمل أفكاراً حرة منطلقة، حيث يتم تفصيل السيناريو لحساب النجم وليس لمصلحة الدراما، ولعل أبرز ما عكس هذا النموذج هذا العام مسلسل «مأمون وشركاه» لعادل إمام، حيث بدا المسلسل هزيلاً ساذجاً ومكرر الأفكار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©