طلاب معاهد التكنولوجيا يتدربون على تطبيقات النانو ويطلعون على مراكز صناعية كبرى في تايوان

ابتعثت معاهد التكنولوجيا التطبيقية عددا من طلابها للتدريب العملي في مجال تكنولوجيا النانو بتايوان. ويتضمن برنامج التدريب زيارات ميدانية لـ8 جامعات ومراكز أبحاث كبرى تختص بعلوم النانو تكنولوجي وتطبيقاته الصناعية كجزء من برنامج التدريب الصيفي في المعاهد. ويهدف البرنامج التدريبي إلى تعريف الطلبة بعلم النانو تكنولوجي “تكنولجيا المواد المتناهية في الصغر” وكيفية عمل الباحثين في هذا المجال، كما يهدف إلي تعريف الطلبة بالجامعات التي توفر فرصا لدراسة هذا العلم الذي اثرى الصناعات الدقيقة بنتائجه المهمة. وقال الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير عام معاهد التكنولوجيا التطبيقية إن التدريب العملي يضمن تطبيقات عملية بإشراف خبراء وباحثين في مجال النانو تكنولوجي، إضافة إلى زيارتهم لأهم المراكز الصناعية في مدينة هيسينسو والتي يتم فيها صناعة التقنيات الدقيقة كأشباه الموصلات والإلكترونيات البصرية. استراتيجية المعهد وأوضح الدكتور الشامسي أن إستراتيجية المعاهد ترتكز على التدريب العملي في مجالات التخصص لطلابها على أحدث الوسائل التكنولوجية والتطورات المتلاحقة فيها. ولفت إلى أن تايوان تعد من أكثر الدول تقدماً في مجال النانو تكنولوجي ومن ثم اختارتها المعاهد بالإضافة إلى فنلندا وألمانيا ليتدرب طلابنا فيها على هذا المجال المهم في عالم التكنولوجيا.?وأشار مدير عام معاهد التكنولوجيا التطبيقية إلى أن اختيار الطلاب الموفدين للتدريب حسب التقييم الأكاديمي، وكذلك درجاتهم في الأفرع الهندسية، إضافة إلى ميول الطالب نفسه ورغباته. ويأتي برنامج التدريب الصيفي في تايوان كجزء من الاستراتيجية التعليمية التي تتبعها المعاهد في تطوير قدرات طلابها وصقل خبراتهم الأكاديمية بتطبيقات عملية في أفضل المؤسسات العالمية الأمر الذي يساهم في رفع المخرجات التعليمية المواطنة المتميزة والذي يعتبر من أهم أهداف المعاهد، حيث تم الإعداد لهذا البرنامج بالتعاون مع معهد الفيزياء بأكاديمية سينيكا (Instit te of Physics Academia Sinica ) في العاصمة التايوانية تايبيه. وتعتبر هذه الأكاديمية من أهم مراكز الأبحاث العلمية في تايوان وهو المركز الوحيد المدعوم من قبل رئاسة الدولة. ومن أهم البرامج التي ترعاها هذه الأكاديمية هو البرنامج الوطني لبحوث النانو تكنولوجي. وقد فتحت هذه الأكاديمية أبواب مختبرات بحوثها العلمية لطلاب المعهد، حيث تدربوا في سبعة مختبرات لبحوث النانو تكنولوجي وتعرفوا على أهم التقنيات المستخدمة في هذا المجال. وتسنى للطلبة التعرف على أهم المجاهر الميكروية المستخدمة في البحث. ولفت الدكتور الشامسي إلى أن المعهد سباق دائم في تطوير المناهج المتوافقة مع أحدث التطبيقات التكنولوجية المواكبة للجيل الخامس للنانو، مؤكداً أن برنامج التدريب العملي يعكس الجهود التي تبذلها معاهد التكنولوجيا التطبيقية في دعم وتأهيل الكوادر الوطنية في جميع القطاعات الصناعية بالدولة وخاصة في المجالات الحيوية ضمن إستراتيجية حكومة أبوظبي ورؤية 2030. وأضاف بأن هذه البرامج التدريبية توفر فرصا ثمينة لطلاب معاهدنا لاكتساب مهارات تقنية متميزة وخبرة صناعية متطورة تمكنهم من التنافس بقوة في سوق العمل، فالتدريب العملي يعد فرصة سانحة للقيام بتطبيق الدراسة الأكاديمية في الواقع، وهو أفضل خبرة تساعد الطالب على رسم خطة مستقبله المهني وإنشاء شبكة من الاتصالات المهنية. تدريبات عملية من جانبه أوضح احمد الملا نائب مدير معهد دبي ورئيس البعثة الطلابية لتايوان أن الطلاب تلقوا تدريبات علمية في مختبر الغرفة النظيفة Clean Room والذي يتم فيه دراسة وتطوير أشباه الموصلات، إضافة لتدريبهم في مركز بحوث النانو تكنولوجي في مدينة هسينزو، وهو أهم مركز للبحوث العلمية ذات التطبيق الصناعي. وقد تعرفوا على أهم مختبرين في المركز وهما مجهزان بأحدث التقنيات العلمية والتي توجد في مراكز محدودة في العالم. وبهذا يكون طلاب معهد التكنولوجيا التطبيقية أول طلبة ثانوية إماراتيين يتدربون في مثل هذه المختبرات حيث يتم في هذه المختبرات تطوير رقائق متناهية الصغر حيث استمع طلاب المعهد إلى شرح مفصل من قبل الباحثين وتعرفوا على طريقة عملهم في المختبر. وقال إن جامعة سينغ- هوا الوطنية فتحت أبواب مختبراتها في مجال الطاقة النووية لطلاب المعهد. فقد استقبل عميد كلية الهندسة النووية والعلوم الطلاب والمشرفين وقدم شرحا تفصيليا عن أقسام الكلية وعن المفاعلات النووية الموجودة في تايوان. وتعتبر هذه الكلية الرائدة في مجال بحوث الطاقة النووية في تايوان، وتمتلك مفاعلا نوويا لأغراض البحث العلمي. وقد تسنى لطلاب المعهد زيارة هذا المفاعل والدخول إلى غرفة التحكم والاستماع إلى توضيح عن آلية عمل المفاعل. ومن المختبرات الأخرى التي تعرف عليها طلاب المعهد، مختبر قياس الإشعاع النووي، وقدم المشرف على المختبر شرحا تفصيليا عن بعض التقنيات المستخدمة في قياس الإشعاع النووي، كما شرح للطلاب كيفية عمل بعض أجهزة الكشف عن الإشعاع النووي ومنها جهاز (Geiger-M ller). يبلغ مجموع الجامعات والمراكز العلمية التي يتعرف عليها الطلاب ويتدربون فيها ثمانية موزعة في أسبوعين، وسيكون الأسبوع الأخير مخصص للتطبيقات العملية في علم النانو تكنولوجي. وعبر طلاب المعهد عن مدى استفادتهم من البرنامج التدريبي وأصبح لديهم الدافع لفتح الباب لعلم النانو تكنولوجي ان يتطور في دولة الإمارات.