الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«الانفلات الإعلاني».. خطر يهدد الهوية

30 سبتمبر 2016 00:27
حسام محمد (القاهرة) انتشرت في الفترة الأخيرة مجموعة من الإعلانات التي تأخذ منحى غير أخلاقي، والعديد منها يصاحبها صور لرجال ونساء شبه عراة تستخدم خلفيات دينية للترويج لأدوية كي تعطي لمنتجاتها ستاراً شرعياً، وهناك مئات، بل ألوف الإعلانات التي تستخدم المرأة بصورة غير أخلاقية، فأصبحت الإعلانات بهذه الجرأة والشركات التجارية تتنافس في عرض منتجاتها بطريقة فجة لا تراعي أخلاقنا ولا مجتمعاتنا؟ نزع القيم بداية تقول الدكتورة ماجي الحلواني، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن انتشار الإعلانات التي تروج لكل ما يخالف تعاليم الدين بهذا الشكل يؤكد أن هناك حملة ممنهجة لغسيل مخ المواطن العربي تهدف إلى نزع القيم والأخلاقيات التي تربى عليها، وإثارة الرغبات، ومحاربة للأخلاقيات الحميدة عن طريق استخدام العري، والترويج للأكاذيب، وللأسف فإن من ينفذ ذلك المخطط هم بعض العرب والمسلمين الذين أعمتهم شهوة المال وأصبحوا يروجون لتلك الإعلانات التي تحتوي على ألفاظ وصور مرفوضة أخلاقياً ودينياً. العفاف والحياء وعلى سبيل المثال كان مقياس جمال المرأة العربية في السابق، هو العفاف والحياء ومدى تمسكها بالقيم والأخلاقيات الإسلامية، ولكن نظرة واحدة على ما يحدث حولنا اليوم سنلاحظ ما فعلته الإعلانات المنفلتة في الشارع العربي، فأصبحت المرأة الشرقية تسعى لإظهار أنوثتها دون مراعاة لقيم وتعاليم الدين، وهكذا أصبح غض البصر قيمة نسخر ممن يلتزم بها رجلاً كان أو امرأة حتى تغيرت مواصفات القدوة، كما تقدمها الإعلانات، وصارت أبعد ما تكون عن المعايير الإسلامية وعن التصدي لتلك الظاهرة تقول الحلواني: لا بد من وجود ميثاق شرف إعلاني يمنع تماماً إعلانات المنشطات الجنسية من أن تطل علينا عبر أي وسيلة إعلامية، فمكان تلك المنشطات هو عيادات الأطباء والمراكز الطبية المتخصصة. استهداف العقل الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق يقول من جانبه: لا بد أن نعي أن الإعلانات، التي غزت بيوتنا من خلال الفضائيات تستهدف عقل المشاهد العربي المسلم وجيبه، تلعب دوراً كبيراً في صياغة عقول المشاهدين ومثل هذه الإعلانات الرخيصة تسيء إلى المجتمع المسلم، وهذا لا يقره الدين ولا الأعراف العربية. أما الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، فيقول: يجب أن ندرك أن الصورة الإعلانية أصبحت سلاحاً خطيراً يهدد هويتنا وأخلاقياتنا، بل ويهدد أيضاً لغتنا العربية بعد أن أصبحت كل الإعلانات دون استثناء تستهدف تدمير اللغة العربية وابتكار لغة جديدة، خارجة عن القيم والأخلاقيات، بل أصبح من المعتاد استخدام المرأة بشكل بعيد عن تعاليم الدين الإسلامي كأداة جذب لجمهور المستهلكين، والحقيقة إن ذلك التحلل والامتهان للمرأة والرجل أيضاً، لا ينبغي أن يجد له طريقاً إلى المنظومة الإعلانية الإسلامية. ستار مرفوض تقول الدكتورة عفاف النجار الأستاذ بجامعة الأزهر: الطامة الكبرى هو أنه من النادر اليوم أن تجد قناة لا تذيع مثل هذه الإعلانات، وللأسف فمعظمها قنوات تعرض الأفلام والمسلسلات، وهو ما يعني أن لها جمهوراً كبيراً من المشاهدين، وللأسف فإن أصحاب تلك الأدوية أو الإعلانات يزعمون أن اللجوء إلى إعلانات ترويجية للأدوية الجنسية بادعاء أنها نوع من التداوي، وأقول لهم إن هذا الكلام لا أساس له من الصحة، بل حجة واهية يستخدمونها لخداع المشاهد، وهو بمثابة ستار مرفوض شرعاً، كما أن استخدام الآيات أو الأحاديث النبوية لا يعني صحة الدواء الذي تروج له تلك الفضائية أو غيرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©