الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علماء الأمة: الهجرة النبوية أهدت البشرية أرقى نماذج التعايش

علماء الأمة: الهجرة النبوية أهدت البشرية أرقى نماذج التعايش
30 سبتمبر 2016 01:22
إبراهيم سليم (أبوظبي) أكد علماء الأمة أن حب الأوطان والذود عنها من الإيمان، وأن الإسلام دين الفطرة السليمة، والتعاون، والتراحم والتعايش الإنساني الراقي، بين جموع البشر، وأن الهجرة النبوية المباركة أهدت للبشرية أرقى نماذج التعايش الإنساني، في ظل القيم والآداب والتشريعات، والتي نعمت بها المجتمعات في نسيج وطني متلاحم متعاون متراحم، وأن ما يشهده العالم العربي والإسلامي وحتى المجتمعات غير المسلمة من ممارسات رعناء، لا تجر إلا إلى العداوات والبغضاء والدماء، هي خروج عن رسالات السماء ومناهج الأنبياء، مؤكدين أن حياة المسلمين الأوائل كانت خالية من التطرف والتشدد والغلو، وثرية بالتيسير والرحمة والعدل، وأن نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم أصدر أول دستور التعايش الوطني والاجتماعي بين جميع مكونات المجتمع فيما سمي بصحيفة المدينة، فسعدت كل أطياف سكان يثرب. وأكد العلماء أن الهجرة اقترنت بالإعداد البشري والتأييد الإلهي وفي ذلك عبرة للمسلمين في كل مكان وأننا مكلفون بالأخذ بالأسباب دون تقصير أو تكاسل، وعدم إشاعة الخراب والدمار والفزع في قلوب الأبرياء، وتجنب سفك الدماء، وبينت الهجرة، قيمة وشرف العمل وأنه سبيل العفة التي هي ركنٌ من أركان المروءة التي يُنال بها الحمد والشرف، وأن الهجرة أخلاق عالية وقيم رفيعة، يجب علينا أن نحياها ونتخلق بها حتى نتغلب على الفتن التي تحيط بأمتنا من كل جانب، والتسامح والتعايش السلمي. جاء ذلك خلال احتفال الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بذكرى الهجرة النبوية الشريفة، أمس، بحضور الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة والمديرين التنفيذيين ومديري الإدارات وعلماء من الأزهر الشريف، وحشد كبير من علماء الدولة وممثلي الكنائس المسيحية. ورفعت الهيئة، التهنئة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى إخوانهم أعضاء المجلس الأعلى، حكام الإمارات، وإلى شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، بحلول العام الهجري الجديد 1438. وأكد الدكتور محمد مطر الكعبي في كلمته أن الهجرة النبوية المباركة التي أهدت للبشرية أرقى نماذج التعايش الإنساني، في ظل القيم والآداب والتشريعات، والتي نعمت بها المجتمعات في نسيج وطني متلاحم متعاون متراحم. وأضاف: إن رسل الله وأنبياءه هم أصحاب التحولات الكبرى في حياة البشر، حيث جاؤوا بمنظومات قيمية، وفكرية قابلة للتطبيق، ومبشرة بالتحولات الحياتية الأكثر سعادة وكرامة وعمارة للأرض، والأزهى حضارة، يعتز بها الإنسان.. وأن ما حملوه من عقائد وقيم وأفكار هي أكثر إقناعا وإمتاعا للبشر. وتابع الكعبي أن نبينا عليه الصلاة والسلام استطاع أن يجعل من العرب وأهل الصحراء والأميين الذين لا يقرأون ولا يكتبون، قادة وصناع حضارة مع انفتاح إنساني على كل ما هو جميل، مشيراً إلى أن الهجرة النبوية الشريفة، حققت للبشرية إنجازات وتحولات كبرى يلمسها المليار ونصف المليار من المسلمين وبقية العالم، بما حمله القرآن الكريم من قوى إيمانية دافعة للسلم العالمي وللتقدم البشري: من علوم وفنون وإمداد لحضارة إنسانية، وأخرجت الناس من الظلمات إلى النور، ودعت إلى التآلف والتعارف بين الشعوب. وأضاف: نجدد لأتباع الديانات كافة روح وثقافة التفاؤل والتراحم والتعايش الإنساني الراقي، الذي دعا إليه الأنبياء والرسل كافة، وبهذه المناسبة ندعو شعوب العالم الإسلامي أن يتأسوا برسولهم الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم الذي أصدر دستور التعايش الوطني والاجتماعي بين جميع مكونات المجتمع فيما سمي بصحيفة المدينة، فسعدت كل أطياف سكان يثرب. تحولات كبرى للهجرة النبوية وقال إن هذه التحولات الكبرى نهجا وأهدافا نستلهمها اليوم من الهجرة النبوية في ذكراها، تحولات آمن بها الناس لأنها خالية من التطرف والتشدد والغلو، وثرية بالتيسير والرحمة والعدل، فتفاعلوا بها وعاشوا عليها، وأن احتفالنا اليوم بهذا الحدث التاريخي الكبير إحياء لهذه القيم والأهداف، وإعادة نشرها وتمكينها في المجتمعات المعاصرة، مؤكدا أن الأجيال بمسيس الحاجة إلى إحيائها وتفعيلها، تعزيزا للتسامح والتعايش الاجتماعي بين كل مكونات المجتمع، ونبذا لكل أشكال التطرف والإرهاب، وهذا هو المنهج الذي أرساه لنا القائد المؤسس الشيخ زايد -طيب الله ثراه- الذي كان يولي تاريخنا الناصع وحضارتنا العريقة بالغ الاهتمام، مشيدا في هذا المقام بمواقف الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف التي تعزز السلم، وتنتهج الوسطية، وتنبذ التشدد والتطرف. كما ألقى الدكتور محمد محمد حسن سبتان أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر في القاهرة كلمة نقل فيها تحيات الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة –حفظه الله – وإلى القيادة الرشيدة وشعب الإمارات مشيدا بالدعم الكبير الذي ناله الأزهر الشريف وشعب مصر من قيادة وشعب الإمارات العربية المتحدة ثم تحدث عن دروس من الهجرة. فيما تناول الدكتور بشير عبد الله علي إبراهيم من علماء الأزهر كلمة عنوانها الهجرة النبوية والتربية والأخلاقية قال فيها، إن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليتمم مكارم الأخلاق، بفعله وسلوكه وحاله، لا بمجرد كلامه ومقاله، وإن الهجرة كانت واقعًا عمليًا علمنا جملةً من أخلاق الإسلام والتي كان من بينها: خلق الأمانة . وشاركت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي بكلمة بعنوان الهجرة ومعايير السعادة والنجاح ألقاها فضيلة الشيخ طارق عبد القادر العمادي رئيس قسم الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية بدبي أبرز فيها قيم السعادة والرحمة والنجاح التي نستفيدها من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم في إعداده للهجرة وفي سيره إلى المدينة وفي مسيرته الشريفة في المجتمع الجديد. كما ألقت الواعظة في الهيئة شمة الظاهري كلمة تحدثت فيها عن الهجرة والمواطنة الإيجابية أشادت فيها بجهود الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في إعداد جيل مؤمن بدينه وأصالته ويعمل لإعلاء شأن وطنه والاعتزاز والانتماء بقيادته الرشيدة. وقدمت مجموعة من أطفال مراكز تحفيظ القرآن الكريم وصلة إنشادية استعادت فيها أنشودة أهل المدينة المنورة حين استقبلوا رسول الله بالفرح.. طلع البدر علينا من ثنيات الوداع..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©