الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين الهوية والهواية

18 نوفمبر 2008 00:49
صديقي عبيد، شاب إماراتي طموح يرغب في التخرج بتفوق كي يعمل مهندساً ليصمم لنا أجمل ناطحات سحاب في دولتنا الحبيبة، يحب القراءة و يهوى الاستماع إلى الشعر النبطي، كما يحب مشاهدة سباقات الهجن ومباريات كرة القدم المحلية بالرغم من أنه لا يشجع نادياً محدداً، كما أنه يحب أن يكشخ و يصر على أن يكون ذلك على الطريقة المحلية فيحرص على اقتناء أجود الملابس فيختار القماش الياباني الممتاز من أجل الكندورة ، و أما النعال فيشتريه من أفخر أنواع الأحذية الإيطالية التي تستخدم الجلد الألماني في صناعتها، بالنسبة لـ الغترة فهو لا يرضى إلا بالصناعة الإنجليزية الأصلية، و المشكلة أن عبيد هو أحد الشباب المواطنين الذين يعتقدون أن النظارة الشمسية تعد إحدى أهم ملامح كشخة الشاب الخليجي، فلا يكفي كون النظارة عنصراً دخيلا على الزي الشعبي الإماراتي، لا بل اقتناها من إحدى أشهر محال الماركات الفرنسية، و ليتها كانت على الأقل أصلية، بل تبين له فيما بعد أنها تقليد صيني، باختصار يمكننا القول إن عبيد عالمي في مظهره إماراتي في جوهره· و مع ذلك يبقى عبيد أفضل حالاً من بعض أصدقائه الشباب المواطنين أيضاً، و أحدهم هو سالم الذي لا يمانع في فكرة التغير والتجديد لذلك فهو أكثر تقبلا لفكر الغرب حيث إنه يحب ارتداء آخر صيحات الموضة من الجينز و التي شيرت الملون والمكتوب على صدره بالخط العريض عبارة نيو مان ، و أحياناً يرتدي الكاب الذي يبرز شعار أحد الأندية الغربية التي يشجعها سالم على الدوام، و يميل للاستماع إلى الأغاني الأجنبية مهما كانت جنسيتها لأنها على حد قوله تحتوي على الحماس و الخرشة أكثر من غيرها· لعل هذه الصداقة هي أفضل مثال للمقارنة في مدى التوازن في التعامل من العولمة، ففي حالة عبيد يمكننا أن نستفيد من الخبرات الغربية أو غيرها في سبيل إشباع الهوية لدينا من خلال صناعاتهم التي تدخل في توفير المواد الأولية لصناعات محلية كملابسنا الشعبية على سبيل المثال، أما في حالة سالم فالشباب يستخدمون الجزء الغربي من الظاهرة في سبيل إشباع هواياتهم لا هويتهم في البقاء متأنقين متطورين على حساب المعطيات الوطنية، و هنا تكمن المسألة في كيفية استخدام العولمة إما لإشباع الهوية أو الهواية·· همسة: 2008 عام الهوية الوطنية ··قد شارف على الانتهاء··فهل حققنا ما كنا نصبوا إليه··؟ قيس محمد المرزوقي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©