الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لغز الكوكب الجديد سايدنا

30 يناير 2006
'الاتحاد' ـ خاص:
أثار الكوكب 'سايدنا'، المكتشف عام ،2003 انقساماً حاداً بين علماء الفيزياء الفلكية: هل كان جزءاً من النظام الشمسي ثم تسلل قسم منه إلى الخارج، أم انه من منشأ لا شمسي اختطفت الشمس قسماً منه إلى داخل نظامها؟!
أسرار علمية غامضة ما تزال تحيط بهذا الكوكب، إذا تكشفت قد تفتح الباب على فهم الكثير من أسرار الشمس ذاتها· تفاصيل في التحقيق التالي:
لماذا الذهاب بعيداً في الفضاء لاستكشاف كواكب من خارج النظام الشمسي، ما دامت مثل هذه الكواكب في متناول يدنا وفي داخل هذا النظام الشمسي نفسه بكل بساطة؟
هذه الفكرة، وإن كانت تبدو كدعابة للوهلة الأولى، فقد جرى تأكيدها فعلاً، وعلى يد فريقي أبحاث مختلفين من كبار اختصاصي الفيزياء الفلكية، واللذين توصلا أخيراً إلى اكتشاف بالغ الأهمية والاثارة، تتعلق بكوكب 'سايدنا'!
كوكب 'سايدنا'، الذي كان قد جرى اكتشافه في نوفمبر ،2003 والذي تبين أخيراً انه، ورغم كونه أبعد كواكب النظام الشمسي يجري اكتشافه حتى الآن، هو من مصدر وأصل من خارج النظام الشمسي! لكنه انسلخ عن نظامه ودخل في النظام الشمسي، وذلك منذ حوالي الأربعة مليارات سنة، أي في الوقت الذي تكونت فيه الشمس هي وباقي كواكب نظامها·
الكوكب التاسع
على أي حال، لطالما كان النظام الشمسي حافلاً بالألغاز، وفي طليعتها عدد الكواكب التي يتألف منها· وعلى ضوء ما حصل في العام ،2000 مع اكتشاف كواكب 'فارينا' و'إكسيون' و'كوار'، والتي اكتشفت في المنطقة نفسها (منطقة 'بلوتون')، وبحيث لم يكن الكوكب التاسع في عدادها· في الاطار نفسه، فإن الكواكب الثلاثة الأخرى المكتشفة في منطقة 'نبتون'، تجعل من كوكب 'بلوتون' أحد أكبر الأجسام الفضائية التابعة لما يسمى 'حزام كويبر'، وعلى أي حال فإن المكتشف حتى الآن من تلك الأجسام التابعة لمنطقة 'نبتون' هو 1000 جسم حتى الآن، والعلماء يعولون على اكتشاف المزيد منها لاكتشاف المزيد من المعلومات·
بيضاوي وليس كروياً
لكن، وبالعودة إلى مسألة الكوكب 'سايدنا'، لابد من التساؤل: لماذا كل هذا السيناريو الفضائي الغامض؟
السبب الأساسي، كما يقول الخبراء الاختصاصيون، هو: أن مدار 'سايدنا' ليس دائري الشكل، كباقي كواكب النظام الشمسي، بل ان شكله اهليجي بيضاوي· إلى ذلك، فإن كوكب 'سايدنا'، الواقع على بعد 70 وحدة فلكية من أقرب نقطة من الشمس، فهو يمتد في الوقت نفسه إلى مسافة 100 وحدة بعيداً عنها· وبالتالي، فإن كوكب 'سايدنا' هو بعيد جداً عن أن يكون في حزام 'كويبر'، حيث يوجد 'بلوتون'، وهو في الوقت نفسه قريب بما يكفي ليكون جزءاً من 'غيمة أوورت' التي تأتي منها الأجرام·
هذا الوضع بحد ذاته، الذي ينفرد به كوكب 'سايدنا' هو من الأسباب الأساسية التي تجعل منه كوكباً فريداً من نوعه بين باقي كواكب النظام الشمسي·
نظرية موربيدلي
لكن، ما سبب وجود الكوكب 'سايدنا' في هذا الموقع الفضائي الملتبس؟
بالعكس من معظم الأجرام التي يتبرر وجودها من خلال قربها من 'نبتون'، فإن بعد كويكب 'سايدنا' عن هذا الكوكب العملاق (نبتون) يجعله غير متأثر على الاطلاق بقوة جاذبيته·
لتفسير طبيعة مدار الكويكب 'سايدنا' لابد من أن يكون قد خضع للنضوج خارج النظام الشمسي، وهذا ما يرجح نظرية كونه كوكباً مجاوراً للشمس'، حسبما يقول أليسندرو موربيدلي، الباحث في مرصد الكوت دازور الفلكي، والذي نشر مع زميله هارولد لوفيزن في العدد الأخير من صحيفة 'الفيزياء الفلكية' خلاصات أبحاث هامة أجرياها في هذا الموضوع·
نظرية 'موربيدلي ـ لوفيزن' هذه تطابقت، وبالصدفة، مع خلاصة أبحاث مماثلة كان أجراها العالمان الأميركيان بنجامين بروملي وسكوت كانيون ونشراها في مجلة 'ناتشور'·
متى حصل؟
رغم تباين تفسيرات وأبحاث هؤلاء العلماء الأربعة، فإنهم توافقوا على نقطة جوهرية: وهي احتمال أن يكون هذا التقارب الجغرافي ما بين الكوكب 'سايدنا' وكوكب الشمس قد حصل خلال مئات ملايين السنين الأولى من ولادة الشمس! وإذا صحت هذه النظرية يصبح كل شيء ممكناً في فك لغز هذا الكوكب الشمسي/ اللاشمسي معاً! وبحيث انه إما أن يكون 'سايدنا' قد تكون حول كوكب آخر لتعود الشمس وتجذبه إليها جزئياً بفعل قوة جاذبيتها، وفي هذه الحالة، يصبح من المؤكد أن 'سايدنا' ذو مصدر وأصل من خارج النظام الشمسي·
أما الاحتمال الثاني فيقوم على أن 'سايدنا' كان يشكل جزءاً من النظام الشمسي، ثم تغير مداره لاحقاً بفعل التجاذب ما بين قوة جاذبيته وقوة جاذبية الشمس، وهذا ما يفسر شكله البيضاوي الذي يظهر فيه الآن·
اختطاف كوكب
الأوساط العلمية المعنية تميل إلى الأخذ بالنظرية الثانية، وعلى أساس عدم توافر الشروط اللازمة لتمكن الشمس من اجتذابه، كما يقول موربيدلي، خصوصاً وأن حجم الكوكب 'سايدنا'، ووزنه، ليس صغيراً بحيث تستطيع الشمس 'اختطافه' إلى داخل نظامها· إضافة إلى وجوب أن تكون سرعة الكوكبين بطيئة، وإلى وجوب أن يكون لهما الاتجاه نفسه، وهذا كله ما لا يتوافر ما بين 'سايدنا' والشمس مما يجعل العلماء يستبعدون نظرية اجتذابها له· وعلى أي حال، وبهدف اثبات صحة أو بطلان هذه النظريات والتفسيرات المتعلقة بالكوكب الغامض 'سايدنا'، سوف يصار قريباً إلى تركيب أربعة مراصد عملاقة في هاواي مهمتها البحث عن الأجرام الفضائية الواقعة ما بعد الكوكب 'نبتون'، وعلى هذا الأساس، إذا ثبت وجود كواكب أخرى مشابهة له، يكون 'سايدنا' مجرد واحد من عائلة كبيرة من الكواكب المشابهة له، ومن شأن ذلك إذا حصل أن يثبت حقيقة منشأ 'سايدنا' من خارج النظام الشمسي، إضافة إلى إثبات أن ولادة الشمس قد حصلت في مكان مزدحم بالكواكب والأجرام·
الغبار الفضائي
من شأن هذه الأبحاث الميدانية أيضاً، اتاحة فرصة ذهبية أمام علماء الفيزياء الفلكية لفهم أشياء كثيرة حول طريقة تفاعل المادة اللاشمسية مع المادة الشمسية لدى التقائهما، إضافة إلى فتح ثقب كبير في جدار الغموض المتعلق بغيوم الغبار الفضائي، وبالترسبات المحيطة بالكواكب المولودة منها·
ويبقى أن التوصل إلى حل ألغاز الكوكب 'سايدنا'، من شأنه أن يساعد العلماء أيضاً علًى فهم سبب الشكل البيضاوي (وليس الدائري) الذي تتخذه غالبية الكواكب الخارج شمسية المكتشفة حتى الآن·
ويبقى أنه في حال اتضاح الكثير من الألغاز حول هذه الكواكب ـ وفي طليعتها الآن كوكب 'سايدنا' ـ فقد ينفتح الباب واسعاً على معرفة لغز كوكب الشمس نفسها·
'أورينت برس'
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©