روان الضامن: شباب ثورة يناير لا يتابعون «الجزيرة»

دبي (الاتحاد) – بعد 18 يوماً من انطلاق ثورة الشباب المصري في يناير 2011 وسقوط النظام السابق، وضعت روان الضامن المخرجة والمنتجة في قناة الجزيرة الفضائية نشوة الفرح جانباً، وغاصت في دهاليز الشبكة العنكبوتية لاستنباط جذور الثورة من مركزها الافتراضي، لكي تشهد أخيراً ولادة الفيلم الوثائقي “الطريق إلى 25 يناير”. ولا تخفي الضامن أن شباب ثورة 25 يناير المصرية لا يشاهدون قناة “الجزيرة”، وهم بالتالي جزء لا يختلف عن بقية الشباب من الطبقة المتوسطة في المنطقة العربية المأخوذون بشبكات التواصل الاجتماعي بالدرجة الأولى. وتشير الضامن وهي أيضاً صاحبة الأفلام الوثائقية “النكبة”، و”أصحاب البلاد”، إلى أن الثغرة الموجودة في القنوات العربية دفعت بالشباب العربي إلى خلق عوالم افتراضية، وقنوات إعلامية خاصة تمكنت من توحيد الشعوب العربية بمشكلاتها وكبتها وفقرها ومآسيها، وأدت إلى ما أدت إليه من ثورات لا تزال مستمرة حتى اليوم. وأشارت إلى أن الفيلم الوثائقي الذي أخرجته بعنوان “الطريق إلى 25 يناير” على سبيل المثال، لم يشاهده شباب الثورة أنفسهم إلا من خلال موقع “يوتيوب”. ولفتت إلى أن بعد مرور 12 ساعة من بثه عبر “اليوتيوب” بلغ عدد المشاهدين حوالي 14 ألف، بينما يبلغ هذا العدد حالياً أكثر من 100 ألف. وقالت إن الشباب قد عزفوا عن متابعة الإعلام المحلي في مختلف الدول العربية، وهو ما يشكل تحدياً أمام الصناعة الإعلامية لكي تزاوج بين وسائل الإعلام الجديد والإعلام التقليدي. وقالت إن جمهور “الجزيرة”، على سبيل المثال، هم من الرجال تحديداً الذين تخطت أعمارهم 40 عاماً، ومهتمين بالسياسة، ألا أنها لا تُتابع من قبل الشباب وفقاً لدراسة أجرتها القناة. ولفتت الضامن إلى أن الثورات جسدت واقع التشابه الذي تعيشه البلدان العربية من خلال سوء الخدمات التعليمية والصحية والتعليمية التي تنطبق على جميع هذه الدول، وان وقود الثورة هم الشباب الذين يعانون من هذه الآفة. وعن الإعلام الإماراتي، لفتت الضامن إلى أنه تقدم بشكل ملحوظ مقارنة بدول أخرى في المنطقة فسبقها وتخطاها، إلا أنه يحتاج إلى رفع سقف الحرية قليلاً لكي يقبل عليه الشباب بشكل أكبر.