الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبراء : إيران تبتز قطر بصادراتها الغذائية

خبراء : إيران تبتز قطر بصادراتها الغذائية
14 أغسطس 2017 01:01
عمار يوسف (الرياض) استمراراً لسياسة الاصطياد في المياه العكر، استغلت إيران الأزمة الخليجية التي تسببت فيها قطر بإصرارها على دعم الإرهاب وإيواء عناصره، والمقاطعة التي فرضتها الدول العربية عليها بسبب ذلك، في التغلغل في العمق الخليجي، وتنفيذ مخططات توسعية معادية للأمن القومي الخليجي والعربي، في ابتزاز سياسي وعسكري واقتصادي واضح. فقطر ترتبط بإيران بعلاقات سياسية واقتصادية وعسكرية وثيقة، بعضها مكشوف، وأكثرها تحت الطاولة باستخدام «التقية السياسية» التي يجيدها الإخوان والإيرانيون على حد سواء، وخلافاً لأغلب دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً السعودية والإمارات العربية المتحدة، فإن علاقات قطر قوية مع إيران، بل وتتعاون معها منذ عقود رغم الحصار والمقاطعة الدولية التي كانت مفروضة على طهران حتى توقيع الاتفاق النووي عام 2015. واتفق خبراء ومحللون سياسيون على أن طهران وأنقرة استغلتا الأزمة الخليجية لابتزاز قطر اقتصادياً، بعد أن امتلأت أرفف المتاجر والأسواق المركزية القطرية بمختلف أنواع المنتجات الغذائية والاستهلاكية من البلدين، فضلاً عن إرسال قوات عسكرية ضاربة لقطر في تحدٍ واستفزاز كبيرين لدول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية. وقال الخبير الاستراتيجي الدكتور خالد بن محمد الغامدي، إن قطر لا تزال تكابر وتستفز جاراتها الخليجيات بزيادة تعاونها مع طهران والسماح لها بالتدخل بشكل كبير في إدارة أزمة الدوحة مع الدول العربية، خاصة بعدما سربت مواقع إلكترونية إيرانية وثيقة من الخارجية القطرية، تمنح رجال الأعمال الإيرانيين بصفة عاجلة تأشيرات دخول إمارة الإرهاب لمدة ستة أشهر، بعد أن دعا المسؤولون الإيرانيون أمير قطر تميم بن حمد لإصدار التأشيرات الخاصة للتجار من أجل رفع حجم التبادل التجاري، والتغلغل في الدوحة، وزيادة عدد الشركات الإيرانية. وقال إن إيران تبتز قطر اقتصادياً بعد أن صارت المزود الرئيس للسوق القطرية بالمنتجات الغذائية والاستهلاكية، فقد أصبحت قطر عجينة طيعة في يد الإيرانيين، ومعروف أن لإيران طموحاتها في قطر، ومن خلال قطر في بقية دول مجلس التعاون الخليجي. وأوضح الغامدي أن طهران تستغل الأزمة الخليجية الحالية التي تسببت فيها قطر لاستكمال محاولاتها السابقة لإضعاف منظومة مجلس التعاون الخليجي، ويساعدها على ذلك التقارب القطري معها، على الرغم من أن الدوحة تدرك مخاطر الاستعانة بطهران ضد جيرانها في الخليج والمنطقة. ومن جانبه، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية وشؤون الخليج العربي بجامعة المجمعة الدكتور عبد العزيز بن سعيد، أن قطر بسبب الأزمة التي خلقتها مع شقيقاتها الخليجية والعربية، أصبحت مطمعاً ليس لإيران فقط بل لكل دول أوروبا، فالجميع يعتبر قطر نافذة فتحت للنفاذ من خلالها إلى تنفيذ أطماع وأجندة خاصة بكل هؤلاء الطامعين في خيرات دول الخليج، مشيراً إلى أن قطر تنسلخ الآن من النسيج العربي، وتتجه إلى إيران وتركيا اللذين يزودانها بالماء والغذاء. وأوضح أن إيران أصبحت مقصد دولة قطر لتزويدها بالمواد الغذائية «1100» طن يومياً من الخضراوات والفواكه، بحسب تصريح محمد بونشري مدير شركة موانئ بوشهر الإيرانية، مشيراً إلى أن أحداً في الخليج العربي لم يكن يتصور يوماً أن الشعب القطري الشقيق يستهلك مواده الغذائية من دولة تصنف أنها عدو طامع لخيرات بلادنا الخليجية، ولكنه الطيش السياسي للنظام القطري. وتساءل بن سعيد ماذا تم خلال اجتماع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في طهران مع المسؤول الإيراني قائد القدس الجنرال قاسم سليماني، قائد القوات الإيرانية في العراق وسوريا، والذي عقد عقب القمة العربية الأميركية التي استضافتها الرياض خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة؟ وأضاف قائلاً: ألا يثير ذلك قلقاً خليجياً وعربياً مشروعاً؟. ومن جهته، قال الباحث والمحلل السياسي عمر بن سالم الزهراني إن قطر وضعت نفسها في موضع ابتزاز إيران اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، غير أن الشعب القطري لا يقبل مثل هذا الابتزاز وهو مكره حالياً لأن يأكل من الطبق الإيراني، على أمل أن تنجلي الأزمة وتعود قيادتها السياسية إلى رشدها وتعود قطر إلى حاضنتها الطبيعية في دول مجلس التعاون الخليجي. وأوضح أن المتأمل في نسق العلاقات الإيرانية العربية، يدرك أن طهران تسعى دوماً للاستفادة من أي خلافات تحدث في المنطقة، سواء على مستوى الدول أو أقل (خلافات داخل الدولة العربية الواحدة)، وهذا سببه تعنت بعض الدول والتنظيمات الموجودة داخلها من دون النظر إلى الأمن القومي العربي، مشيراً إلى أن ذلك هو ما دفع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لتضمين مطالبها لقطر بنوداً تخص علاقاتها مع طهران، لأنها لو كانت علاقات طبيعية لما ضمنت في المطالب المعلنة. وأضاف أن الدبلوماسية القطرية تنتهج النهج الإيراني في اتباع ما يعرف بـ «التقية السياسية» واتخذت منه ستاراً، تتخفى وراءه لتنسج خيوطها العنكبوتية بهدوء، مشيراً إلى أن هذه التقية السياسية هي أيضاً نهج إخواني، لذلك فإن ممارسات قطر في العلن كانت تظهر وكأنها مؤيدة للسياسات والتوجهات الخليجية، المرتبطة بعلاقاتها الإقليمية أو في إطار تناولها وتعاملها مع القضايا والأزمات، لكن في الكواليس ظلت قطر تغرد دوماً خارج السرب، وتحاول أن تصنع لنفسها طريقاً مختلفاً عن الآخرين. أما الكاتبة السياسية السعودية نوال الشهري، فقد أكدت أن إيران ستقدم مزيداً من الدعم لقطر في أزمتها الحالية، ليس حباً في الشعب القطري ولا في النظام القطري، بل رغبةً منها في أن يطول أمد هذه الأزمة، وعلى نحو يحقق مصالحها الخاصة، سواء السياسية المتمثلة في شق الجبهة الخليجية والتوسع بشكل أكبر داخل المنطقة أو الاقتصادية من خلال زيادة عدد الطائرات القطرية العابرة للمجال الجوي الإيراني، فضلاً عن تعزيز صادرات طهران الغذائية إلى الدوحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©