دبي (وام) - أظهرت دراسة حديثة أن قادة الرأي العام الغربي يعتقدون أن ربيع الثورات العربية سيحدث تحولاً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط بالتزامن مع تغيير حقيقي في السياسات والمجتمعات العربية.
ووجدت الدراسة، التي قدمت خلال الدورة العاشرة من منتدى الإعلام العربي الذي يقام في فندق جراند حياة بدبي، أن نحو ثلاثة أرباع الذين شملهم الاستطلاع يرون أن الأحداث الأخيرة قد جعلت العرب أكثر قرباً من المجتمع العالمي.
وأعرب المشاركون في الدراسة التي أجرتها “أبكو إنسايتس”، ذراع أبحاث الرأي في شركة أبكو العالمية لاستشارات الاتصالات والعلاقات العامة، عن تفاؤلهم حيال مستقبل العالم العربي في ضوء الأحداث الأخيرة.
وتظهر الدراسة التي حملت عنوان “ربيع عربي: تصورات وآراء قادة الرأي في الغرب” أن وسائل الإعلام العربية حققت نجاحات واضحة مع قادة الرأي العام الغربي، وأنها تلعب دوراً فاعلاً في صياغة تصورات إيجابية حول الأحداث الجارية في الشرق الأوسط.
وأوضحت أن الغالبية العظمى من الذين شملهم الاستطلاع ينظرون بشكل إيجابي إلى المجتمعات والمواطنين العرب نتيجة للثورات والانتفاضات التي تشهدها المنطقة.
وقال مأمون صبيح مدير عام “أبكو العالمية” في المنطقة العربية إن هذه الدراسة تعد الأولى التي تسلط الضوء على تأثير الأحداث التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط على آراء قادة الرأي في العالم الغربي.
وأوضحت الدراسة أنه في حين قد يكون هناك قلق حول من سيتولى السلطة في المرحلة المقبلة، فإن الغرب ينظر بشكل إيجابي ومتفائل إلى الأحداث الجارية في المنطقة، وإن هذه الأحداث تعزز إلى حد بعيد النظرية القائلة إن العرب باتوا يحتلون مكانة متنامية في المجتمع العالمي. ومن النتائج الرئيسة التي خلصت إليها الدراسة أن هذه الأحداث سيطال تأثيرها كامل المنطقة وسيغير من وجهها وسيكون المعيار الرئيس للقياس هو مقدار التقدم الذي سيتم تحقيقه في ما يتعلق بالقيم الديمقراطية، وستقود مصر عملية التغيير على مستوى المنطقة، إلى جانب وجود مخاوف بشأن الاستثمارات الأجنبية في البلدان التي تشهد تغييرات، بينما يساعد الإعلام العربي على نقل ما يجري للغرب، ومن المتوقع أن يتميز بالمزيد من الانفتاح والحرية.
كما سيحظى العرب بنظرة أكثر إيجابية، وتعزى التطورات الأخيرة إلى مطالبهم بحقوقهم وتطلعاتهم، بينما يرتبط التفاؤل حول مستقبل العالم العربي بطبيعة الحكومات التي ستنشأ في المستقبل.
وقالت الدراسة إنه وفي حين يرصد قادة الرأي في العالم الغربي الأحداث الجارية في تونس وسوريا واليمن والبحرين عن كثب، إلا أن مصر ستعد المفتاح الرئيسي لمستقبل العلاقة بين الشرق الأوسط مع الغرب. ورأى 40 في المائة من المشاركين في الدراسة عدم وجود تغيير مستقبلي في علاقة مصر مع الغرب، وتوقعت نسبة 42 في المائة من المشاركين أن تنطوي الثورة المصرية على تأثيرات سلبية على عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
وأشار حوالي 47 في المائة المشاركين في الدراسة إلى أن الأحداث الأخيرة ستؤثر بشكل سلبي على الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البلدان التي تشهد التغيير.
يذكر أن الدراسة استندت إلى عينة مثلت قادة الرأي في الولايات المتحدة وأوروبا، بمن في ذلك مسؤولون حكوميون أو سابقون ودبلوماسيون وقادة المنظمات غير الحكومية وممثلون عن وسائل الإعلام والقانونيون والمفكرون والإعلاميون والمؤسسات الحقوقية ومراكز البحوث ومجموعات التأييد والضغط.
عدد اليوم
