الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الثقافة الطبية ضرورة اجتماعية

23 يونيو 2018 22:47
إن التزود بالمعلومات والحقائق الطبية، أصبح اليوم ضرورة من ضرورات الحياة، فالإنسان المثقف طبياً يحسب حساباً لمستقبله الصحي، ويكون على صلة بأحدث التطورات والمستجدات في ميدان الطب والأدوية بصفة عامة، فصاحب المرض المزمن يصبح قادراً على إكمال رحلة علاجه بعد استشارة طبيبة الخاص، إذ لا بد له، والحال كذلك من مراقبة وضعه الصحي ومتابعة علاج مرضه بنفسه، فمثل هذه الثقافة ضرورية للغاية، وتكاد تفوق في أهميتها أحياناً أهمية مراجعة الطبيب، كما هي الحال في حالة مريض السكري مثلاً. أحب أن أشير إلى أنني عندما أتحدث عن الثقافة الطبية لا أقصد بها الثقافة المتخصصة، والخوض في بحر الطب والمعلومات الطبية العميقة، وإنما أقصد بها التعرف إلى حقائق طبية عامة يستحب أن يعرفها جميع الناس، بهدف نشر المفاهيم الصحية السليمة في المجتمع، والتعرف إلى أخطار الأمراض وتوعية الأفراد للوقاية منها قبل وقوعها كالوقاية من الأمراض الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب، والوقاية بالتدخل المبكر لحديثي الولادة، والكثير من البرامج الوقائية للحد من انتشار الإعاقات بأنواعها. والثقافة الطبية تعتبر من الضمانات لأن تبقى الصحة تاجاً على رؤوس الأصحاء ولا يراه المرضى، وأنا في هذا المقال أسلط بعض الضوء على هذا التاج.. فهو المفتاح الأول للوصول إلى جيل خالٍ من الأمراض، لقد اعتنى الإسلام بصحة الفرد عناية فائقة، فمن مقاصد الدين الحنيف الحث على الوقاية من الأمراض والتماس الصحة والسلامة للفرد والمجتمع. والثقافة الطبية، إحدى السبل التي تبني فرداً قوياً واعياً قادراً على أداء دوره الجليل في مواصلة السير نحو مستقبل أفضل لنفسه ومجتمعه والإنسانية جمعاء. وأخيراً يمكن القول إن جوهر الفلسفة الطبية في الإسلام: يتركز بشكل كبير على الرعاية الأولية للمجتمع، فينشر الإرشادات للوقاية من الأمراض ومن ثم كانت التوجيهات الدينية التي وردت كثيراً في هذا المجال. سارة ذعار العصيمي باحثة دكتوراه - المملكة العربية السعودية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©