تباين أداء البورصات العالمية أمس تحت ضغط المضاربين فيما لم يبدِ المستثمرون حماسة كبيرة لنتائج قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأميركية واشنطن·
وارتفعت الأسهم اليابانية أمس فيما هبطت البورصات الأوروبية، واتجهت التعاملات الآجلة على مؤشرات الاسهم الاميركية أيضا للهبوط·
وصعدت بورصة طوكيو متجاهلة الاعلان الرسمي عن انكماش الاقتصاد، وهو الأمر الذي كان تتوقعه الأسواق منذ فترة، وأقفلت أمس على ارتفاع نسبته 0,71% في تحسن تقني مع تحرك الساعين الى صفقات مربحة·
وأقبلت صناديق معاشات التقاعد العامة اليابانية على شراء الأسهم بصفة عامة، كما أقبل المستثمرون على شراء أسهم الشركات المأمونة مثل ''تاكيدا'' للادوية والتي يرون أنها تتمتع بالمرونة رغم غموض الوضع الاقتصادي العالمي·
وارتفع سهم شركة ''هوندا موتور'' بعد أن قالت مجلة بارونز الاسبوعية إنها ستحقق مكاسب كبيرة بعد انتهاء اضطرابات الاسواق· وعند الاغلاق ارتفع المؤشر نيكي 60,19 نقطة أي 0,7 في المئة إلى 8522,58 نقطة·
وكان مؤشر نيكي الياباني قد هبط بنسبة 1,4 في المئة الاسبوع السابق، وصعد المؤشر توبكس الاوسع نطاقا بنسبة 0,4 في المئة أمس إلى 850,49 نقطة·
وأظهرت بيانات الناتج المحلي الاجمالي التي نشرت قبل بدء التداول في البورصة أن الاقتصاد الياباني انكمش للربع الثاني على التوالي بنسبة 0,1 في المئة في الربع الثالث من العام الجاري·
وكانت الاسواق الاسيوية الاخرى في وضع شبيه تقريبا وقد قلصت خسائرها او انها تحسنت بعدما تأثرت سلبا في بداية الجلسات بغياب النتائج الملموسة خلال قمة الدول الصناعية والناشئة الرئيسية في اطار مجموعة العشرين السبت الماضي في واشنطن·
وأقفلت بورصة سيدني الاسترالية على تراجع نسبته 2,54% ونيوزيلندا 0,93% وسيؤول الكورية 0,91% وتايبيه التايوانية 0,29%·
وفي منتصف الجلسة كانت بورصة هونج كونج الصينية تشهد تحسنا نسبته 0,41% في حين تراجعت بورصة جاكرتا الإندونيسية 0,37% وبانكوك التايلاندية 0,68% لكن سنغافورة كانت متراجعة 0,66%·
وقفزت أسعار الأسهم في بورصتي الصين أمس بنسبة 2% مواصلة اتجاهها الصعودي الذي بدأته الأسبوع الماضي، وارتفع مؤشر شنغهاي المجمع الذي يقيس أداء أسهم الشركات المقومة بالعملات الأجنبية والمحلية بنسبة 05ر44 نقطة أي 22ر2% ليغلق عند 49ر2030 نقطة·
وكسب مؤشر شينزن المجمع الأصغر نطاقا حوالي 2%، حيث انتعشت الأسواق بارتفاع أسهم شركات الطيران عقب تقارير أفادت بأن الحكومة خططت لاستثمار 3 مليارات يوان ( 440 مليون دولار) في شركتي '' تشاينا ايسترن'' و '' تشاينا ساوثرن '' للخطوط الجوية·
ودفعت أخبار توقعت أن الحكومة ستضخ سيولة نقدية، سهم شركة '' تشاينا ساوثرن'' للارتفاع بنسبة 9ر9% وسهم شركة '' تشاينا ايسترن'' بنسبة 10% التى تمثل الحد اليومي·
وذكرت تقارير إعلامية أن قيمة التداول في البورصتين بلغت 887ر131 مليار يوان ( 841ر18 مليار دولار) أمس مقابل 9ر127 مليار يوان يوم الجمعة الماضية·
وقال محللون إن ثقة المستثمرين ارتفعت الأسبوع الماضي، بسبب انتشار تكهنات بأن الحكومة ستطبق إجراءات أخرى لتشجيع النمو الاقتصادي، وذلك عقب الإعلان في 9 نوفمبر الحالي عن طرح حزمة مالية بقيمة 4 تريليونات يوان (586 مليار دولار) لمشروعات البنية التحتية على مدار العامين القادمين·
ولكن مؤشرات الأسهم الهندية تراجعت بأكثر من 3% أمس، وسجل مؤشر سينسيكس القياسي لبورصة بومباي والمؤلف من 30 سهما 8990 نقطة خلال تعاملات الظهيرة بتراجع نسبته 21ر4% عن إغلاق تعاملات الجلسة السابقة·
وتراوح أداء مؤشر ''إس آند بي سي إن إكس نيفتي'' المؤلف من 50 سهما في بورصة الهند الوطنية حول مستوى 80ر2704 نقطة بتراجع نسبته 76ر3% بتراجع عن مستوى ختام تعاملات الجمعة الماضية، ومنيت جميع القطاعات المدرجة على مؤشر سينسيكس بخسائر وتكبد قطاعا البنوك والعقارات أكبر الخسائر·
ونقلت قناة ''إن دي تي في'' التليفزيونية الهندية عن سانجاي ساشديف من بنك ''شينسي بنك جروب'' قوله: ''نظرا إلى أن اقتصادات كبيرة حول العالم دخلت مرحلة الركود فإن التباطؤ سيؤثر أيضا على الهند·· لكن مجلس الاحتياط الهندي يتخذ تدابير استباقية للتغلب على المشاكل مستقبلا فضلا عن أن معدلات التضخم تشهد تراجعا لذا فإن الأسواق الهندية ستكون في وضع أفضل بكثير بالمقارنة باقتصادات الدول المتقدمة''·
وحددت مجموعة العشرين التي يساهم أعضاؤها بـ85 من اجمالي الناتج المحلي العالمي السبت سلسلة ''من التحركات العاجلة'' لمنع غرق الاقتصاد العالمي في انكماش على المدى الطويل مقترحة ''اجراءات على صعيد الميزانية لتحفيز الطلب الداخلي مع نتائج سريعة'' أو خفض نسب الفائدة في بعض الدول· وطلب قادة دول مجموعة العشرين من وزراء المال تقديم اقتراحات بحلول 31 مارس المقبل في خمسة مجالات: مراجعة التنظيمات التي تؤجج الازمات، وتوحيد المعايير الحسابية وتحسين الشفافية في اسواق المنتجات المشتقة ومراجعة ممارسات مكافأة مديري المصارف لتجنب ان يجازفوا كثيرا و ''اعادة النظر في تفويض وادارة وحاجات المؤسسات المالية الدولية لرؤوس الاموال''·
لكن مجموعة العشرين استبعدت في الوقت الراهن تشكيل ''هيئة ضابطة عليا'' للقطاع المالي العالمي معتبرة ان ''وضع الضوابط يعود في المقام الاول للهيئات المعنية في كل بلد''·
وقالت دانيكا هامبتون خبيرة الاستراتيجيا في ''بنك اوف نيوزيلاند'' التي أوردت تعليقها وكالة ''داو جونز نيوز واير'' للانباء: ''لا يمكننا الا ان نعتبر ان الاجتماع كان مجرد واجهة·· فقد تم تجنب اتخاذ القرارات الاصعب حول اصلاح الضوابط المالية حتى القمة المقبلة''·
واعتبر نوريكو هاما خبير الاقتصاد في جامعة دوشيشا في كيوتو باليابان: ان ''جدول الاعمال كان مثقلاً جداً والكثير من المواضيع لم يكن على علاقة بالازمة المالية·· وامكانية التوصل الى نتيجة ملموسة بحلول مارس المقبل قد يكون وعداً خاطئاً''·
وفي أوروبا واصلت الاسهم انخفاضها في تعاملات الأمس مع تراجع أسهم البنوك وهبوط أسهم فولكسفاجن الالمانية للسيارات عشرة في المئة بعد أن قالت إن مبيعاتها انخفضت في أكتوبر تشرين الاول الماضي·
وفي الساعة 11,17 بتوقيت جرينتش انخفض مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لاسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة 1,9 في المئة إلى ·843 5 نقطة بعد أن تذبذب صعودا وهبوطا في الساعات الاولى من التداول·
وفقد المؤشر أكثر من 43 في المئة من قيمته منذ بداية العام الجاري تحت وطأة أزمة الائتمان وانزلاق عدة قوى اقتصادية كبرى إلى الركود·
وانخفض سهم فولكسفاجن عشرة في المئة ليتصدر قائمة الأسهم الهابطة على مؤشر يوروفرست 300 بعد أن قال إن مبيعات المجموعة انخفضت 5,1 في المئة في أكتوبر الماضي·
وفي القطاع المصرفي انخفض سهم ستاندرد تشارترد 3,4 في المئة بعد أن قالت تقارير صحفية خلال العطلة الاسبوعية إنه يتحرى امكانية جمع مليارات الجنيهات لتعزيز قاعدة رأسماله وإنه طلب من بنكي الاستثمار مورجان ستانلي وكازانوف بحث الخيارات المتاحة لزيادة رأس المال·
وانخفض سهم يو·بي·اس السويسري 5,7 في المئة بعد أن أعلن خطته الجديدة لمكافآت مديريه· وهبط سهم بنك اتش·اس·بي·اس ثلاثة في المئة وسهم بنك بي·ان·بي باريبا 6,5 في المئة·
عدد اليوم
