تكوين لوني بديع، وانكسار ضوئي مثير، تنطق بمفردات جمال الأحجار الكريمة وهي عبارة عن مواد طبيعية معدنية تتميز بصلابتها ومتانتها وشفافيتها وبصيصها الأخاذ فتتفاوت قيمتها تبعا لندرتها، فهي أحجار تكونت بفعل عوامل طبيعية في باطن الأرض كالياقوت والزفير والزمرد والألماس وبالطبع لا يمكن تجاهل أول حجر عرفه الإنسان وهو الدر والآلئ التي وجدت في أعماق البحار وبظهور اللؤلؤ المزروع انخفضت قيمة اللؤلؤ الطبيعي وتبع ذلك ظهور أحجار كثيرة ومتنوعة حيث يوجد أكثر من 3000 نوع من المعادن المختلفة لا ينطبق وصف حجر كريم إلا على 50 نوعا منها، أما الباقية فلا تستخدم في تصنيع الأحجار الكريمة نظرا لرخاوتها وسهولة خدشها·
نتيجة لاكتشاف مناجم جديدة وتشكيلات أخرى زاد العدد الفعلي للمعادن التي تدخل في تصنيع الأحجار الكريمة، بحسب خبير الأحجار الكريمة ويلد قسطنطين، الذي أضاف: أن الأحجار المصنعة من قبل الإنسان هي كالأحجار الكريمة في تركيبتها الكيميائية والفيزيائية، كالتوباز والسترين والزفير والزرجون، وهناك النوع المقلد من الأحجار الذي يتم صنعه من الزجاج والسبينيل الصناعي، وهذه الأنواع تملك المظهر الخارجي للأحجار الكريمة الأصلية، ولكنها تفتقد لخصائصها الداخلية·
ويتم تحديد قيمة الحجر من خلال وزنه وحجمه ولونه بالإضافة إلى طريقة قصة وتقطيعه، باستخدام الضغط العالي للماء الذي لا يترك أي أثر على الحجر، كما تتطلب عملية القص معرفة خاصة ودقيقة بالخواص الكيميائية والفيزيائية بشكل عام والضوئية بشكل خاص·
وأغرى ارتفاع أسعار الأحجار الكريمة شركات تجارية على انتاج بلورات مقلدة من الزمرد يصعب تميزها عن البلورات الطبيعية، وهذا ما دفع الشركات المنتجة للزمرد الطبيعي إلى البحث عن طرق مخبرية للتميز بين الحجر الطبيعي والمزيف وذلك بتحليل جزئياته·
ونجد أن الكثير من الناس ليس لديهم خلفية وافية حول الأحجار الكريمة، مما يجعلهم فريسة سهلة لبعض التجار الجشعين· ويعتقد البعض في وجود قوة خارقة خفية في بعض الاحجار الكريمة وهو اعتقاد خاطئ ليس له أي أساس علمي، فمنهم من يعتقد أن بعض الأحجار تمد الفرد بالقوة وحب السيطرة، في حين بعض منها تهدئ وتريح الأعصاب، وأخرى تجلب الحظ وتحمى ضد الأخطار·
وبناء على دراسة كشف عنها نادي دبي للمجوهرات، في معرض دبي العالمي للأحجار الكريمة ،2008 فإن سوق الأحجار الكريمة تشهد نموً متسارعا وستواصل توسعها مسجلة معدلات نمو أسرع من أي فئة أخرى من المجوهرات، خلال السنوات الخمس المقبلة، ويقدر حجم السوق العالمية للأحجار الكريمة بمختلف أنواعها بنحو 80 مليار دولار أميركي، أي ما يمثل 55% من إجمالي مبيعات قطاع المجوهرات العالمي·
وتبلغ حصة الألماس والمجوهرات الماسية في السوق العالمية للأحجار الكريمة نحو 70 مليار دولار، فيما تبلغ حصة الأحجار الكريمة الملونة حوالي 10 مليارات دولار·
ويرى تجار الأحجار الكريمة أن الياقوت والسفير والزمرد من أسرع المجوهرات مبيعاً، بمعدلات 44% و28% و24%· كما يسعى المستهلكون دائما إلى الحصول على المجوهرات الفريدة، وهو ما يمثل أحد أهم عوامل زيادة الطلب على الأحجار الملونة في قطاع تجارة التجزئة· ولا شك في أن تنوع الأحجار الكريمة الملونة يتيح مجالاً كبيراً لتصميم مجوهرات استثنائية·
عدد اليوم
