الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدواخ و الشيشة ·· مزاج قاتل بعبوات جذابة

المدواخ و الشيشة ·· مزاج قاتل بعبوات جذابة
18 نوفمبر 2008 01:13
''أنا مخي خربان، من 4 أيام دوخة ما في''·· بهذه الكلمات تحدث الشاب سعيد إلى بائع أدوات ''المدواخ'' ولوازم التدخين، متسائلاً عن سبب تغيير نوع ''الدوخة'' أي التبغ الذي يدخنه، فيما كان البائع يحضر إليه مجموعة أنواع مختلفة ليشمها سعيد وينتقي منها ما يروق لمزاجه· ويبحث سعيد، الذي انتهز فرصة تواجده في العاصمة أبوظبي ليعرج على أحد المحال المعروفة وشراء ''دوخته'' المفضلة، عن نوع معين من ''الدوخة'' يتميز بأنه ''خفيف''، مشيرا إلى توفر محال بيع هذه اللوازم في المنطقة التي يقطنها، وهي ''ليوا''، غير أن النوعيات المتوفرة هناك ليست بمثل جودة البضاعة التي تباع في محال أبوظبي· إقبال متزايد وتشهد محال بيع لوازم التدخين و''الشيشة'' إقبالا يوميا متزايدا على الشراء يشتم نسيمه في المساء مع انتهاء العمل وبدء السهرة مع الأهل والأصدقاء· في حين لا تعرف أمزجة أصحاب ''الدوخة'' وقتا محددا للشراء، إذ يقبل الشباب الإماراتي، خاصة، على شرائها في مختلف الأوقات بدءا من الصباح الباكر· وتتواجد في محال بيع لوازم التدخين أنواع مختلفة من ''البايبات'' أو ما يسمى محليا ''بالمدواخ''، منها ما هو مصنوع من الخشب الخام، أو الخشب الملبس بالجلد، أو من البلاستيك، وكذلك بأشكال جميلة ملفتة وألوان مختلفة تتفنن المصانع في عملها، وتبدأ الأسعار من 5 دراهم وحتى 120 درهما، منها ما يصنع محليا أو يجلب من الهند أو يصنع في الصين· وفيما يتعلق ''بالدوخة'' أي التبغ، فله أنواع هو الآخر يعرفها أصحاب المزاج جيدا، يقول خليل، وهو بائع في محل بيع لوازم التدخين و''الدوخة'' و''المدواخ'': ''إن هنالك أنواعا تختلف من حيث ''الثقل''، أي كمية ''النيكوتين'' بداخلها فهنالك أنواع خفيفة وأخرى ثقيلة، تماما كالسجائر أو خلطات ''المعسل'' الخاصة ''بالشيشة''· مضيفا إنها تباع بكميات مختلفة حسب رغبة الزبون بأسعار رخيصة· ويلفت خليل إلى أن زبائن ''الدوخة'' و''المدواخ'' كثر، وهم من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، وخاصة بين الفرنسيين الذين يشكلون ما نسبته 10% من زبائن المحل الذين يقبلون على شراء لوازم ''الدوخة'' والمدواخ''· فيما يعرض يونس، بائع في محل مجاور، أنواعا متعددة من ''الدوخة'' وضع كل منها في ''برميل'' مصنوع من الألمنيوم يحمل كل منها اسما مختلفا، وهي أسماء غريبة درجت بين الزبائن، لا أحد يعرف من أو لماذا أطلق عليها هذا الاسم، مثل: مرعب، عمار، جرناس، ألماس، علي كرم ويوسف رضا· نهاية الأسبوع وإذا كانت الحركة أمام محال بيع لوازم التدخين ''خفيفة'' بعض الشيء نهارا، إلا أنها تبدو أوضح ليلا، إذ تصطف السيارات أمام هذه المحال مع حلول المساء· وقد اعتاد فراس كل ليلة خميس أن يرتاد محل بيع لوازم التدخين، ليتناول منه بشكل عاجل نوعه المفضل من ''المعسل'' بالعنب أو النعنع، مع كيس فحم صغير قبل أن يلتقي أصدقاءه مجدي وعمر ومعاذ في حديقة البحيرة المطلة على شارع الكورنيش· ويفيد فراس بأن ''الشيشة'' لا تفارقه فهي موجودة طوال الوقت في صندوق السيارة مع منقل الفحم وكرسي حديدي من النوع الذي يطوى، وغاز صغير و''معسل'' وفحم يحتفظ بها طوال الوقت ليستخدمها كلما هاج المزاج سواء مع الأصدقاء أو وحيدا· ويقول خليل إن زبائن ''الشيشة'' يحتاجون لوازم أكثر من ''أراجيل'' و''معسل'' وفحم ومنقل أو غاز صغير لتسخين الفحم وغيره، ولهؤلاء أيضا يتفنن الصانعون في عمل أنواع وأشكال مختلفة من الأراجيل تباع في الأسواق بألوان جذابة، تصل أسعارها في بعض الأنواع الفخمة إلى 220 درهما· وفيما يختص بالمعسل فثمة نوعيات مختلفة تشمل جميع أنواع الفواكه، يتناول الزبائن حاجياتهم منها قبل أن يتوجهوا لقضاء سهراتهم في الهواء الطلق لا سيما مع تحسن الجو حاليا· وإذا كان البعض اتخذ من السجائر أو ''الشيشة'' أو ''المدواخ'' عادة يومية لديه مثل الشاب حمد الذي يواظب على تناول ''الدوخة'' يوميا وخاصة في الجلسات والسهرات مع الأصدقاء، فإن البعض، كحال سعيد، يربطها بالمزاج، معترفا في قرارة نفسه بأنها ضارة بالصحة· مؤكدا في نفس الوقت بأن ''المدواخ'' و''الدوخة'' لم تكن في يوم من الأيام جزءا من العادات أو التراث الإماراتي· يقول سعيد: ''نحن، الشباب الإماراتي، نفضل ''المدواخ'' على ''الشيشة'' والسجائر، ذلك أن السيجارة تشوه الأصابع وتوسخ الكندورة، كما أن الشيشة لا تناسب الأماكن البعيدة، فنحن نسهر في أماكن بعيدة في الصحراء أو البحر، ولا يمكن اصطحاب الشيشة إلى هناك، ويظل ''المدواخ'' أفضل وأنسب رغم أنه ''سم''، و''الله يفكنا من شره''· مخاطر مضاعفة يؤكد البروفيسور موفق يحيى، استشاري أمراض الباطنية والغدد الصماء، إن ضرر ''المدواخ'' و''الشيشة'' يفوق الضرر الذي يتسببه تدخين السجائر العادية ثلاثين مرة، من حيث تسببه في الإصابة بأمراض الكبد والقلب والرئة والسرطان، وهو أمر بات معروفا للجميع، لكن كثيرا من المدخنين يغفلون هذه المعلومات ويديرون ظهورهم لها رغم معرفتهم، ورغم تذكيرنا الدائم بمخاطر التدخين و''الشيشة'' و''المدواخ''· وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من ان استخدام الشيشة لتدخين التبغ المطعم بأنواع المعسلات وبطعم الفواكه، يعرض الشخص المدخن إلى كمية أكبر من الدخان على مدى أطول، مقارنة بالزمن الذي يقضى في تدخين السجائر· وأظهرت الابحاث الأولية أن تدخين الشيشة له اخطار مماثلة لتدخين السجائر، بل انه يمكن ان يشكل مخاطر صحية فريدة في نوعها· غواية الشكل يرى جمال الطويل، أخصائي اجتماعي، أن ''التفنن'' والإبداع في صناعة الأراجيل أو البايبات لا يشجع بالضرورة على ممارسة عادة التدخين، ولكن ربما تندرج هذه الأشكال تحت بند ''النيولوك'' أو الموضة وكذلك التباهي والاستعراض أمام الآخرين من قبل بعض الفئات المدخنة· لافتا إلى أن الشخص الذي يرغب بالتدخين سيفعل ذلك بصرف النظر عن شكل السيجارة أو الشيشة أو البايب ''المدواخ''، لكن هذه الأشكال الجذابة التي تتوافر في الأسواق بأسعار باهظة تلفت نظر شريحة معينة من المدخنين ممن يتمتعون بإمكانيات مادية مرتفعة، وكذلك تغويهم الأشكال والمظاهر الاجتماعية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©