الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رحيل الشاعر السوداني تاج السر الحسن عن 78 عاماً

رحيل الشاعر السوداني تاج السر الحسن عن 78 عاماً
15 مايو 2013 00:05
عصام أبو القاسم (الشارقة) ـ غيب الموت مساء أمس الأول في العاصمة السودانية، الخرطوم، الشاعر السوداني الدكتور تاج السر الحسن (مواليد 1935) أثر مرض لم يمهله طويلا. يعتبر تاج السر من أبرز الأسماء الشعرية التي اسهمت في ترسيخ مكانة شعر التفعيلة في المشهد الثقافي العربي وقد صحب جهده الإبداعي في هذا المجال برؤى نقدية ثرية عرفت طريقها باكرا إلى المكتبة مثل «الإبتداعية في الشعر العربي الحديث» و«بين الأدب والسياسة» و«قضايا جمالية وإنسانية» وسواها، وقد حظيت بالعديد من القراءات والمقاربات من قِبل طلاب الدراسات العليا في كليات الآداب بالجامعات السودانية، وقد مكنته نشأته الدينية من اللغة العربية التي تابع دراستها بكلية اللغة العربية في الأزهر مطلع الستينيات، ومن ثم سافر إلى موسكو وعاش أنضر سنين عمره جزءا من المشهد الثقافي بالاتحاد السوفييتي فلقد شارك في العديد من المناسبات التي كانت تنظمها دار الكتاب السوفييت وأيضاً بمعهد غوركي للأدب، حيث درس وتخرج فيه 1966، وتحصل على الدكتوراه في الآداب مطلع السبعينيات وهو عمل في موسكو بالتدريس في معهد العلاقات الدولية في فترة 1967 – 1973. جمعت صداقة عميقة الشاعر الراحل بصديقه جيلي عبد الرحمن [1931ـ1990] وعاشا معاً وقتاً ليس بالقصير في موسكو وترافقا في العديد من المشاريع الإبداعية وفي مقدمها ديوان «قصائد من السودان» 1956، وشاركا لاحقا بالحراك الثقافي السوداني في قاهرة الستينيات إلى جانب الشاعرين محيي الدين فارس ومحمد مفتاح الفيتوري. عرف تاج السر أكثر ما عُرف وسط عامة الناس بقصيدته «اسيا وافريقيا» التي غناها المطرب عبد الكريم الكابلي وشاعت أكثر. وكتبها الشاعر الراحل مستلهماً روح مؤتمر باندونق الشهير والذي انعقد في 1955 وتمخضت عنه حركة دول عدم الانحياز، فبدت مثل «مانفستو» للمبادئ العشرة لذلك اللقاء التاريخي الذي احتضنته إندونيسيا وشاركت به تسع وعشرون دولة من افريقيا واسيا، وتستهل القصيدة بـ: عندما أعزف يا قلبي الأناشيد القديمةْ ويطل الفجرُ في قلبي على أجنحِ غيمةْ سأغني آخر المقطع للأرض الحميمةْ للظلال الزُرق في غابات كينيا والملايو لرفاقي في البلاد الآسيويةْ للملايو .. ولباندوق الفتيةْ.. وقد ترجمت القصيدة إلى لغات عدة، وذاعت أكثر لما تضمنته من قيم تعلي من شأن الوحدة والتآخي بين الشعوب التي كانت قد نالت استقلالها حديثاً، وسعت إلى النهوض والتقدم. على رغم ما قدمه إلا ان الشاعر الراحل لم يكرم من قِبل وزارة الثقافة السودانية وخلال العقدين الاخيرين نشط في حضور المنتديات الثقافية والكتابة في صحف الخرطوم، وأبرز ما شهده قبل رحيله مؤتمر حول أعماله نظمه معهد عبد الله الطيب للغة العربية 2011 وشارك به عدد من النقاد. ولد الشاعر الراحل في جزيرة ارتولي في الاقليم الشمالي من السودان. وانهى دراسته في النهود – كردفان عام 1946 وتدرج في تعليمه القسم الابتدائي بمعهد النهود الديني عام 1950. وبعد انهاء المرحلة الثانوية التحق بكلية اللغة العربية في الازهر، وتخرج فيها عام 1960 وتابع دراسته في موسكو. ترجم العديد من العناوين في الشعر والنقد ومن مجاميعه الشعرية: القلب الاخضر 1968 – قصيدتان لفلسطين 1991 – النخلة تسأل أين الناس 1992 – الاتون والنبع 1992
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©