الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لن نذهب إلى القاهرة للسياحة

لن نذهب إلى القاهرة للسياحة
18 نوفمبر 2008 01:40
استحق يوسف عبدالرحمن حارس مرمى منتخبنا للشباب، لقب الأفضل في القارة الآسيوية، حتى ولو لم يكن هناك لقب رسمي بذلك، فقد اختاره النقاد والخبراء والمتابعون حارسا لشباب آسيا، عن جدارة واستحقاق، بعد أن أبلى بلاء حسنا في الذود عن مرمى فريقه، وطوال ست مباريات كان الأكثر براعة بين كافة الحراس، وتفوق على أقرانه، خاصة حارسي مرمي كوريا الجنوبية واستراليا واللذين ودعا مع فريقيهما من الدور نصف النهائي بالخسارة أمام أوزبكستان ومنتخبنا، واللذين يرى يوسف أنهما كانا من الحراس الأكثر تميزا في البطولة· واحتضنت شباك يوسف عبدالرحمن طوال البطولة ثلاثة أهداف فقط، بواقع هدف في كل من مباريات المنتخب أمام العراق، وكوريا الجنوبية، وأوزبكستان، وهي نسبة قليلة جداً مقارنة بـ الأهداف التي تدخل مرمي أي من المنتخبات بالبطولة، إضافة إلى أن شباكه ظلت عذراء، طوال ثلاث مباريات أخرى، أمام سوريا، والسعودية، واستراليا، وهي منتخبات قوية صاحبة باع كبير، وتمتلك مهاجمين لديهم قدرة هائلة على الوصول للمرمى، ولكن أمام يوسف، كانت الإشارة حمراء، بمعنى أنه ''ممنوع العبور''، وارتدى الحارس العملاق قفاز الإجادة، وانتزع الآهات، وأصبح نجما متوجا بين حراس المرمى· وحول التكريم والبطولة وأسرار التفوق، تحدث يوسف عبدالرحمن لـ''الاتحاد''، معرباً عن سعادته بمصافحة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ''حفظه الله''، مؤكداً أن هذا التكريم أنساه كل تعب السنين التي قضاها يستعد مع الفريق لهذا اليوم، وهي مكافأة لا يعادلها شيء آخر، متمنيا أن يكون على مستوى المسؤولية، وأن يكون هذا التكريم دافعاً للمزيد من التألق مستقبلاً إن شاء الله لرفع علم الإمارات في شتى المحافل، ومن بينها كأس العالم بمصر، التي لن يكون الفريق ضيف شرف فيها، وإنما سيواصل أداءه الذي اعتاده، ويسعى لأن يكون منافساً بين الكبار· وعن أسرار المستوى الذي ظهر به في البطولة، يقول يوسف: الحمد لله أن وفقني والشكر للجهازين الفني والإداري وللكابتن حسن إسماعيل مدرب حراس المرمى الذي لم يبخل علي بنصائحه، وساهم في وصولي إلى هذا المستوى· وأضاف أن الجميع قدموا مستوى طيباً، توجوه بالفوز باللقب، وقبله تحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم، مشيراً إلى أن مباراة السعودية كانت بمثابة مفتاح البطولة، وأنهم تعاهدوا قبلها على بذل قصارى جهدهم للفوز بها وتكملة مشوارهم حتى النهاية، لأن ما مضي من البطولة وقتها، لم يكن يساوي هذه المباراة، والحمد لله أن وفقهم فيها، ليتأهلوا، ثم يواصلوا المشوار حتى اللقب، ليرفعوا راية الإمارات عالية خفاقة· ويعود يوسف عبدالرحمن بالذاكرة إلى فترة الإعداد الأولى، وتحديدا في الفترة التي أصيب خلالها الفريق بهزة أثناء تولي التونسي خالد بن يحيى المسؤولية الفنية للفريق، وما حدث في الدورة الدولية بأبوظبي، والتي جاء فيها منتخبنا أخيرا، ونسأله، كيف حدث التغيير؟، ويرد بأن الأسلوب الذي اتبعه خالد بن يحيى مع الفريق، ربما لم يتماش مع اللاعبين وما اعتادوه وتربوا عليه، وهذا لا يقلل من شأنه كمدرب كبير، ولكن الفكر الذي كان يريده يحتاج إلى وقت طويل، والبطولة كانت على الأبواب، وجاء تولي الكابتن مهدي علي ليعيد الفريق إلى الطريق الصحيح، خاصة أنه كان يعرف كل شاردة وواردة عن اللاعبين· ووجه الشكر للكابتن مهدي علي مدرب الفريق، وإلى مترف الشامسي مدير المنتخب، وياسر سالم الإداري، وكل أعضاء الجهاز الفني والإداري والطبي، والذي يعمل معظم أعضائه معهم منذ قرابة خمس سنوات في مراحل مختلفة، وكانوا جميعاً بمثابة إخوة لهم، وساهموا في هذا الإنجاز الكبير الذي تحقق، كما شكر الجمهور السعودي والعربي الذي ساندهم في النهائيات، وكان دعمه ومؤازرته وقوداً ألهب حماس اللاعبين· وتمنى أن يقدم المنتخب المزيد في كأس العالم إن شاء الله، مؤكداً أن النتائج التي حققها الفريق والعروض التي قدمها تفرض على ''الأبيض الشاب'' ألا يكون مجرد ضيف عادي في المونديال، وإنما عليه أن يبرهن على أنه بطل آسيا المتوج، مؤكداً أنه إذا كانت بطولة آسيا فرصة للاعبين للظهور على مستوى القارة، فقريباً ستأتيهم الفرصة للظهور في ساحة أكبر، هي الساحة العالمية، وهو ما يعني أنه بإمكان اللاعبين أن يكتبوا أسماءهم في التاريخ الكروي· وقال: هذا الإنجاز الذي تحقق هو أقل شيء نقدمه لبلدنا الذي أعطانا الكثير، والحمد لله أن حبانا بقيادة وفية، معطاءة وشعب يستحق أن نبذل من أجله الكثير، وما يقدمه أي فرد هو جزء من حق الوطن الذي يعطي بلا حساب، ودون أن ينتظر منا رداً لأفضاله وعطاياه، وكم نحن سعداء بأننا كنا سببا في إسعاد قيادتنا وشعبنا· وعن اللاعب الذي كان يخشاه في بطولة، قال يوسف عبدالرحمن: لم أخش أحداً طالما أنه كان أمامي هذا الدفاع الصلب بقيادة حمدان الكمالي وبقية زملائي، ونحن أهم شيء لدينا روح الفريق وإيماننا بأن المهمة على الجميع وليست على فرد بعينه، وهذا هو ما قادنا للقب الآسيوي· أما عن المباراة التي كان يخشاها، فأكد أيضاً أن الخوف لم يعرف الطريق إلى قلبه في أي مباراة، ولكن يمكن القول إن مباراتي كوريا الجنوبية، والسعودية كانتا الأصعب، خاصة وأن الفريق الكوري دخل البطولة متوجاً بتسعة ألقاب سابقة، أما السعودية فهي المنظمة ولديها جمهور يحرك الصخر والحمد لله أن وفقنا في المباراتين· وحول وجهته القادمة، وما يتردد عن تلقيه عروضاً للانتقال من اتحاد كلباء الذي يحرس مرماه حالياً، قال يوسف عبد الرحمن: لا يوجد أي شيء رسمي للآن، وعموماً، وكما قلت دائماً، هذا الأمر يحدده نادي اتحاد كلباء، والكلمة الأولى والأخيرة في وجهتي القادمة، هي لمجلس إدارة النادي الذي أعطاني الكثير، وساهم فيما وصلت إليه، معرباً عن شكره لإدارة نادي اتحاد كلباء، وقياداته ومدربيه الذين كانوا حريصين على الاتصال الدائم به طوال أيام البطولة، وخص بالشكر، الشيخ سعيد بن صقر القاسمي رئيس النادي، والشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس النادي، وعادل محمد مدير الفريق وحسين عيسى الإداري، ومحمد الإجباري مدرب حراس المرمى بالنادي· وعن أمنيته الخاصة في حالة العودة إليه لاختيار النادي الذي يرغب في اللعب له، قال حارس آسيا الأول: اللعب للزعيم العيناوي، أمنية تراود كل اللاعبين، وإذا كانت كافة أندية المحترفين تعد حلماً كبيراً، إلا أن الزعيم العيناوي بالذات يبقى أمنية كبرى، وشرف لي أن أرتدي فانلته، وهو بالطبع النادي الذي أتمناه، ولكن كما قلت يبقى الأمر أمنية، والكلمة الأخيرة لنادي اتحاد كلباء· وأخيرا وعن حلم الانضمام إلى المنتخب الأول، قال: هو حلم أي لاعب، والانضمام لهذه الكوكبة من اللاعبين حلم يراود الجميع، وأدرك أن هذا الحلم لن يتحقق إلا بالعرق والكفاح وأنا عازم على أن أبذل المزيد من الجهد، وستظل البطولة الآسيوية علامة فارقة في مشواري، وأدرك أنها تحملني مسؤولية جديدة، وأنا مصمم على عدم التفريط في الفرصة· كاسياس المثل الأعلى أبوظبي (الاتحاد) - أكد يوسف عبدالرحمن أن كاسياس، حارس مرمى المنتخب الإسباني وريال مدريد، هو مثله الأعلى من بين الحراس العالميين، وعربياً عصام الحضري، حارس مرمى الأهلي المصري سابقاً، وحارس مرمى سيون السويسري حاليا· ويرى أن الفيصل دائما هو الجهد والعرق، وأنه لا يكفي أن يكون الحارس الفلاني هو مثلك الأعلى، طالما أنك لا تبذل من الجهد ما يقربك إلى مستواه، وأنه يجب على الحارس، مثلما أيضاً يجب على أي لاعب أن يرتقي بمستواه دائماً، وأن يطلب المزيد، وألا يكون لطموحاته سقف معين، وعندها ستأتيه الأحلام وتصبح واقعا· أحمد وخلف صديقان مقربان أبوظبي (الاتحاد) - حول علاقته بحارسي المرمي الآخرين، أحمد محمود، ومحمد خلف، قال يوسف عبدالرحمن: هما أخوان وصديقان عزيزان، وما بيننا كبير ومتين، وما حققته في البطولة، هما مشاركان فيه، وليس بيننا إطلاقاً، ما يمكن أن يقال من أن هذا أساسي، وذاك احتياطي، لأننا جميعاً في خدمة المنتخب، وقد كانا داعمين لي ومساندين طوال البطولة، سواء بالتحفيز والشد من أزري، أو الجلوس معي قبل المباريات· وقال: نحن على المستوى الشخصي، وبعيداً عن الملعب أصدقاء، ولعل الفترة الطويلة التي قضيناها سويا ساهمت في توطيد العلاقة بيننا كثيرا، وبروح الأسرة هذه نعيش جميعاً في منتخب الشباب، ولا يوجد تصنيف، وأن هذا أساسي، وذاك احتياطي، فكلنا في خدمة الوطن، وكل له دوره، وأثناء إصابتي كان أحمد محمود هو الحارس، وهو ما يعني أن المنتخب بحاجة إلى جهود الجميع، كما أن مستواهما رائع، وهما من الحراس المميزين· البداية مع كرة اليد أبوظبي (الاتحاد)- يتذكر يوسف عبدالرحمن بداياته مع الكرة، ويقول: إنها كانت وعمري 13 عاماً، وقبلها كنت ألعب كرة اليد، وكنت جيداً فيها إلى حد ما، ولكن أحيانا يحتاج الرياضي إلى تجربة أكثر من رياضة، قبل أن يستقر على اللعبة الأصلية التي تناسبه، وأحيانا يتصور اللاعب أنه موهوب في لعبة ما، حتى يعيد اكتشاف نفسه من جديد، أو يكتشفه الآخرون، وهذا ما حدث لي، فقد بدأت مع كرة اليد، إلى أن ساقتني الأقدار إلى ملعب الكرة، وتحديداً إلى حراسة المرمى وفيه وجدت نفسي أكثر، والحمد لله على ذلك· الاتحاد جريدتي المفضلة أبوظبي (الاتحاد) - لم يرد يوسف عبدالرحمن أن ينهي الحوار دون أن يوجه تحية خاصة إلى جريدة ''الاتحاد'' لكونها الجريدة الإماراتية الوحيدة التي تواجدت في النهائيات قبل أن تنطلق وحتى النهائي· وقال: ''الاتحاد'' هي جريدتي المفضلة، كانت دائماً معنا، وما كتبته عنا ساهم في إنعاش معنوياتنا ودب الحماس فينا، ووجودها في السعودية طوال أيام البطولة كان يضعنا تحت المنظار، ومن هنا كنا حريصين على أن تكون الصورة رائعة، لأننا على ثقة أنها تنقل كل شاردة وواردة عن البطولة· وقال: لم نتفاجأ بحضوركم قبل المباراة الأولى، فقد كنتم معنا أيضاً قبل أن نأتي، وفي مرحلة الإعداد والدورة الدولية كانت ''الاتحاد'' حاضرة وداعمة، والحمد لله أن رحلتنا معا تكللت بهذا الإنجاز الذي شاركتم فيه بالدعم الإعلامي الواعي، والذي يراعي مصلحة الفريق، و''الاتحاد'' ليست بحاجة إلى شهادة، فهي كبيرة عملاقة، ويوماً بعد يوم تؤكد هذه المكانة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©