الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طوفان التقنيات يحيل الهاتف الثابت إلى التقاعد

طوفان التقنيات يحيل الهاتف الثابت إلى التقاعد
15 مايو 2012
جميل رفيع (العين) - غالبا لا أحد يرد عليه، ولا أحد يلتفت إليه أو يهتم لوجوده، بعد أن كان يوماً الملك المتوج في البيت، الكل يتمسح به، وينتظر سماع تغريده، يصمت الجميع إذا تحدث وأصدر رنينه المتقطع، كان العنوان الأجمل لثورة الاتصالات، إنه الهاتف الثابت الذي لطالما سد ظمأ الآذان المتعطشة لسماع صوت من بعيد، وكم أغاث ملهوفا بعد أن اعتصر النوى قلبه، وكم كان القشة التي تمسك بها غريق لطلب سيارة إسعاف أو نجدة أو رجال الإطفاء، بعد أن التهمت النيران نصف ما يملك كان يلعب الدور الاتصالي بجداره. تأدية الغرض اليوم وضمن قائمة طويلة من الاختراعات التكنولوجية الحديثة بات الهاتف الثابت على الرف محالاً إلى التقاعد اليوم، ونحن ننظر حولنا انقرضت عادات كثيرة كنا نمارسها يوميا، التقنيات الجديدة غيرت مهام كثيرة كان يتوجب على الفرد منا القيام بها شخصيا، ولا يجوز أن يتغيب عنها لإتمامها، والفضل يعود لأجهزة الحاسوب والهواتف النقالة بمختلف أنواعها، التي باتت في يد كل فرد من أفراد الأسرة نستدعي أياماً مضت ونقارنها بالحالية نتلمس بها طريق المستقبل. إلى ذلك، قال أحمد سالم، موظف، «كان تأثير الهاتف الثابت جميلاً ومعقولاً، ويؤدي الغرض إلى حد كبير قبل أن يأتينا طوفان التقنيات التي قلبت حياتنا بالكامل، والتي شملت أجهزة الجوالات والآي باد والآي فون وغيرها، وبالتالي شمل التغيير حياتنا بالكامل مشيرا إلى الإفرازات الاجتماعية والأخلاقية التي ترتبت على وجودها». وأضاف «نحن نقدر التطور والتقدم في جميع المجالات التي تيسر وتسهل حياة الإنسان، لكن نحذر من الآثار السلبية التي تترتب على استخدامها»، مشيرا إلى أن «هذه التقنيات وسيلة وليست هدفا ًيأخذ جل اهتمامنا، كما هو حاصل مع الكثير من الأفراد وخاصة الشباب الذين يجلسون، وكأن على رؤوسهم الطير لا يلتفت أحدهم إلى الآخر، وكأنهم في جزر معزولة، رغم أنهم يجلسون متقابلين في مكان واحد، وينفض المجلس دون أي حوار مجد أو مسل، كما كان من قبل في المجالس». ولفت خالد محمد، مدرس متقاعد، إلى أن ما يحدث هو من متطلبات العصر ولابد من مواكبتها. وأضاف «نعم كان الهاتف الثابت ضرورة، وكان له عصره ورونقه، وكان الملك المتوج في ذلك الحين، يوصل أصواتنا إلى من ابتعدوا عنا، وكان الصوت الذي يأتينا منهم كان بمثابة نصف مشاهدة». وأضاف «كانت شكاوى الناس من عدم وصول الهاتف الثابت مريرة، وكأنهم حرموا من حناجرهم، فهم لا يرون حينها مطلبهم ترف أو استعراض، بل كانوا يريدون أن تصل أصواتهم إلى الأشخاص الذين يحبونهم. أو للاتصال بالجهات الحكومية والخدمية اختصارا للوقت والجهد، وكان وجوده طبيعياً، وإذا احتاج إلينا صرخ فنأتي إليه نشعر بحريتنا، ونحن نتحدث من خلاله». علاقة محدودة من جهته، قال علي خميس، رجل أعمال «الهاتف الثابت علاقتنا به كانت تنتهي بمجرد خروجنا، أو ابتعادنا عن المنزل أو المكتب، لا يلاحقنا، وكأنه معلق بأجسادنا، كما هي الهواتف النقالة اليوم حتى بات البعض لا يستغني عنها فترافقه في الشارع وفي السيارة والمساجد ودور العبادة وفي المدارس والجامعات، وحتى في المصاعد ودورات المياه، وكأن البشر محكومون بها مؤبدا حتى أنها باتت موضة العصر تراه في أيدي كافة الأعمار من البشر بألوان وأشكال مختلفة». وأضاف «رحم الله الهاتف الثابت، لقد أخذ مجده قبل أن يتنحى اليوم الوضع مختلف. وهو بمثابة ثورات تقنيه متسارعة شهدتها الثلاثة عقود السابقة، وظهور التقنيات الجديدة لا ينبغي أن ندير لها ظهورنا، ومن والضروري أن نتعامل معها ونتفاعل بها فهي بمثابة لغة العصر وعدم التعامل معها كمن يغرد خارج السرب على العكس تماما»، مضيفاً «من وجهة نظري كان للهاتف الثابت زمانه واليوم زمان التقنيات الحديثة الآي فون والآي باد والآي بوت وغيرها، مما سيصنع في المستقبل فلكل عصر آذان، وهذه لغة العصر لا بد من التعامل معها وإتقانها وتبقى الآثار السلبية التي يتحدث عنها البعض ثقافة مجتمع». ويؤكد سعيد فهد، طالب جامعي، «هي حال الأشياء في حياتنا تتنحى جانبا فور ظهور ما يغنينا عنها بشكل أفضل، كان الراديو في مرحلة سابقة سيد عصره، وما إن ظهر التلفزيون حتى أصبح الأول تراثاً، حتى التلفزيون نفسه عند ظهور التلفزيون الرقمي المسطح لم يعد يلتفت أحد إلى التلفزيون القديم». ويشير إلى أن الموجود من الأجهزة اليوم أفضل بكثير عن ما كانت عليه يكفي الراحة التي ننعم بها، لافتا إلى أنه يستطيع إتمام إجراءات عديدة وهو في المنزل من خـلال الهواتف النقالة والحاسوب ومكان الهاتف الثابت اليوم في تقديري زاوية رائعة ضمن المقتنيات التراثية». مليون مشترك خلال عام استقطبت خدمة الهاتف المتحرك لدى شركتي «اتصالات» و «دو» مليون مشترك جديد خلال 12 شهراً، مقابل 152.31 ألف مشترك خدمة الهاتف الثابت ووفقا لإحصاءات هيئة تنظيم الاتصالات لشهر فبراير الماضي، تجاوز عدد مشتركي الهاتف المتحرك في الدولة لأول مرة حاجز 12 مليون مشترك، ليصل إلى 12.10 مليون مشترك بنهاية شهر فبراير الماضي، وقدرت هيئة تنظيم الاتصالات نسبة انتشار الهاتف المتحرك في الدولة، بنهاية شهر فبراير الماضي بنحو 150.8% أي 150.8 خط لكل 100 نسمة من السكان، استنادا إلى المعيار الجديد الذي أقرته الهيئة والذي يأخذ في الاعتبار ارتفاع عدد سكان الدولة. وفيما يتعلق بخدمة الهاتف الثابت، أوضحت الإحصاءات أن عدد المشتركين بلغ بنهاية شهر فبراير الماضي 1.86 مليون مشترك، بنحو 152.31 ألف مشترك عن فبراير من العام الماضي، و36.87 ألف مشترك جديد، منذ مطلع العام الحالي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©