الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرية التعليم

15 مايو 2012
التعليم المبكر من أكثر المراحل التي يتم التركيز عليها خاصة في الدول المتقدمة، وذلك لخلق جيل يختصر الطريق في الدراسة، وما كان يستغرقه الطفل في ربط الحروف وتعلم أبجدياتها الأولى أصبح متجاوزاً اليوم في بعض المدارس، بحيث بات تلميذ الروضة الذي لا يتعدى عمره 4 سنوات يقرأ الجمل، وهذا ما أصبحت تسعى له بعض الحضانات في أبوظبي، حيث تطبق منظومات برامج عالمية لتطوير ملكات الطلاب وتنمي مهاراتهم الحسية، بحيث بات متعارفاً على تطبيق نظريات دولية أسسها مفكرون، أعطت أكلها، وتم تجريبها، وذلك لاختصار الوقت والجهد في تلقين صغار السن وتعليمهم الحياة، وما يحيط بهم عن طريق أدوات تعليمية مدروسة مبسطة، تتعلمها المعلمة قبل أن يتعلمها الطفل. ومن هذه المناهج العالمية المطبقة منهج تعليم «المونتيسوري» التي تؤمن بأن التعليم يجب أن يكون فعالاً و داعماً وموجهاً لطبيعة الطفل، ومبنياً على الحرية في الإبداع بتوفير بيئة سليمة خالية من الفوضى، كما تطبق بعض رياض الأطفال أيضاً منهجية فلسفة نظام «فروبيل للطفولة المبكرة»، وهو أول مؤسس لرياض الأطفال في العالم، حيث وضع الأسس الفلسفية لرياض الأطفال والتي وصلت إلى أعلى نقطة لها في بيئة التعلم قبل المدرسة، وذلك في أوائل القرن التاسع عشر. وعرف فروبيل رياض الأطفال بالحديقة التي بها نباتات والتي يجب أن نتولاها بالعناية الفائقة لتنمو وتزدهر، واهتم بقيمة اللعب والخبرات الحسية بالأشياء كأساس لتعلم الطفل، ومن مبادئه إعداد الأطفال ليعبروا عن ذواتهم وينموا شخصياتهم ويشاركوا اجتماعياً. ولكون التدريس في هذه المرحلة من العمر يعتبر أصعب بكثير من المراحل الجامعية، فقال فروبيل إنه من المفروض أن يكون معلم الحضانة ورياض الأطفال مؤهلاً تربوياً، وأوصى بانتشار كليات رياض الأطفال في أنحاء العالم، كما أوصى بأن تلحق الحضانات ورياض الأطفال في كثير من الجهات بالمدارس الابتدائية، حتى تمثل البدء الحقيقي بسنوات المدرسة وتهيئ التلاميذ للالتحاق بالسنة الأولى الابتدائية. ربما سيغير هذا الطرح العديد من المفاهيم الكلاسيكية عند بعض المعلمين وبعض الآباء الذين مازالوا يجلسون إلى جانب الطفل، ويلقنونه بالصراخ والعنف والضرب أحياناً، هذا في مراحل دراسته الأولى في الروضة، أما في المراحل الأكبر سناً فيتم التركيز على الدراسة بشكل كلي، كما يتم التركيز على خلو البيت من التعبير بطرق فنية مثل الرسم والتلوين وترك المجال للإبداع، فأغلب الأطفال مازال يُوجه لهم العتاب، إن نشروا أقلامهم وفرشوا أوراقهم وأرادوا التنفيس عما بصدورهم عن طريق الألوان، إذ يعتبر ذلك لهواً غير نافع. وفي اتجاه آخر مازلنا نربط التميز بالعلامات، ولا نبالي بما يتمتع به الطفل من مهارات إبداعية وفنية، ولم نستطع التخلص من سيطرة الأماني التقليدية كأن «أريد ابني طبيبا»، أو»أريد ابني مهندسا»، بينما الإبداع لا حدود له. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©