السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حرارة الصيف الحارقة تمتد لأسواق السلع الأميركية

حرارة الصيف الحارقة تمتد لأسواق السلع الأميركية
30 سبتمبر 2016 21:28
ترجمة: حسونة الطيب على غير عادتها عند نهاية يوليو من كل عام، اتجهت شركات الطاقة في أميركا إلى السحب من مخزون الغاز الطبيعي، في أول خطوة من نوعها في غضون عشر سنوات. وجرت العادة، على قيام هذه الشركات بتخزين الغاز في موسم الصيف، حيث تعمل على حقنه في باطن الأرض لاستخدامه في فصل الشتاء الشديد البرودة. وتُعد الخطوة مثالاً واضحاً لمدى انتشار آثار الحرارة الحارقة في أسواق السلع. وارتفعت درجات الحرارة في المنطقة بنسبة كبيرة، في وقت تقلص فيه مخزون الغاز الطبيعي بدرجة عالية، ما دفع السكان إلى تشغيل المكيفات بطاقتها القصوى. واستهلكت محطات الكهرباء الأميركية، كميات ضخمة من الغاز هذه السنة. وفي غضون ذلك، يولي تجار السلع، اهتماماً متعاظماً بالآثار المنبثقة من حرارة الصيف في أميركا وفي جزء كبير من نصف الكرة الشمالي. وشهد شهر يوليو الماضي تسجيل درجات حرارة قياسية غير مسبوقة في تاريخ كوكب الأرض. وفي حين ارتفعت درجات الحرارة حول أرجاء العالم مع ارتفاع في الأجور، من المرجح أن يصحب ذلك زيادة في استخدام مكيفات الهواء على مدى العقود العديدة المقبلة. وفي أوروبا، أدى الارتفاع في درجات الحرارة بأكثر من المتوسط، إلى ارتفاع في عقود الفحم الآجلة بنسبة قدرها 17% منذ شهر يونيو الماضي. كما قفزت أسعار الواردات من السلع المادية إلى موانئ شمال غرب أوروبا، بما يقارب 2% إلى 60,25 دولار للطن. وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط خلال الصيف الحالي، كثف سوق النفط تركيزه على طلب الوقود في المنطقة. ولجأت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، إلى استهلاك بعض نفطها لتشغيل مولدات الكهرباء خلال أشهر الصيف، للمحافظة على دوران مكيفات الهواء. ومع ذلك، أكد وزير البترول السعودي خالد الفالح، أن الطلب المحلي، أقل من مستويات السنوات السابقة، بصرف النظر عن موجة الحر التي تسود المنطقة، في وقت فرضت فيه البلاد تدابير للكفاءة وزيادة سعة التوليد في المحطات العاملة بالغاز. وفي الولايات المتحدة الأميركية، ارتفع معدل عدد السكان بالنسبة إلى الأيام الباردة، المقياس المتبع لمعرفة احتياجات التبريد، بنحو 8% عن متوسط الخمس سنوات الماضية خلال الفترة من يونيو إلى أغسطس، بيد أنه لا يزال أقل مما تم تسجيله في صيف 2011. وعند 406 مليون ميجاواط ساعة، زاد استهلاك أميركا من الكهرباء في يوليو بنحو 3,4%، بالمقارنة مع الفترة نفسها من السنة السابقة، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة. وفي ظل زيادة الطلب على التبريد الذي تشهده أميركا في الوقت الراهن، ما زال أمام البلاد القيام بالكثير للوصول إلى مستويات احتياطي السنوات السابقة. ومن المؤكد أن سوق الكهرباء، ألقى بآثاره على سوق الغاز في أميركا. وبعد خروج البلاد من موسم شتاء دافئ على غير العادة مع توفر مخزون للغاز يزيد على المتوسط بنحو 50%، ساور القلق بعض الشركات في عدم توفر مستودعات كافية للاحتياطي عند نهاية ما يطلق عليه «موسم حقن الغاز». أما الآن، فقد تقلص الفائض لنحو 14% فقط فوق المتوسط. ونجم عن ارتفاع درجات الحرارة، تجاوز طلب الغاز في أميركا مستويات السنة الماضية، بنحو ما بين 1 إلى 2 مليار قدم مكعبة في اليوم، حسبما ورد عن سيتي جروب. وتقدر الحكومة، متوسط استهلاك قطاع الكهرباء من الغاز، بنحو 28 مليار قدم مكعبة يومياً هذا العام. وربما ترتفع أسعار الطاقة إلى مستوى تداول أعلى وأكثر استدامة، على مدى السنوات القليلة المقبلة. والحرارة ليست هي العامل الوحيد الذي تسبب في انخفاض مستوى مخزون الغاز، لكن بات الغاز يشكل قدراً كبيراً من إمدادات الكهرباء في البلاد، في وقت أغلقت فيه المرافق محطات التوليد العاملة بالفحم. وفي حين أن هذا الصيف ربما يكون بمثابة العلامة الفارقة لاحتراق الغاز، من المرجح تراجع مستوى استهلاك الفحم في محطات التوليد، إلى أدنى مستوياته هذا الصيف. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة، تجاوز إجمالي انبعاثات الكربون من الغاز الطبيعي والمرتبطة بنشاطات الطاقة، لتلك المنبعثة من الفحم هذه السنة، لأول مرة منذ أربعة عقود. وعموماً، استمرت انبعاثات الفحم الكربونية في التراجع في أميركا، وذلك بفضل التحول نحو تبني الغاز في عمليات توليد الكهرباء، نظراً إلى تميزه بقلة هذه الانبعاثات إضافة إلى بروز مصادر الطاقة المتجددة. ومع ذلك، تعتقد الإدارة، زيادة استهلاك محطات توليد الكهرباء للفحم، بنحو 3% في السنة المقبلة إلى 963,4 مليون طن، في وقت يغري فيه ارتفاع أسعار الغاز بعض شركات التوليد، للعودة إلى الوقود الأسود. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©