الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

في بورصة هونج كونج قاعة التداول للذكرى وإدراج 70 شركة سنويا

31 يناير 2006

هونج كونج - عاطف فتحي:
عقدت الدهشة لساني، وظللت لوهلة غير قادر على متابعة حديث مرافقنا الأميركي سكوت ساب لدى دخولنا مقر بورصة هونج كونج، سرحت بفكري وقطعت آلاف الأميال عائداً إلى دبي حيث سوق دبي المالي بما اعتدت مشاهدته يومياً من ممارسات وظواهر تصور البعض في فترة ما أنها دليل جاذبية ومؤشر (صحة وسلامة) في السوق، لكن الإطلاع على ما يحدث في أسواق العالم المتطورة يدفعنا للاقتناع بغير شك بأن ما يحدث لدينا آخر ما يمكن تصوره بشأن أسواق المال في العالم هذه الأيام، بل هو اقرب ما يكون إلى المشهد في سوق الخضراوات والفاكهة!
الداخل إلى أي من أسواقنا الإقليمية يتعين عليه وضع عينيه وسط رأسه لتجنب الاصطدام بآلاف الأشخاص ممن يمرون حولك ويتجادلون، وتتعلق عيونهم بشاشات التداول وينصب تركيزهم على الهواتف النقالة حتى أن بعضهم ربما يصطدم ويطيح بك أرضاً دون أن يدري!!
في بورصة هونج كونج - ثالث أكبر بورصات آسيا، والتاسعة عالمياً من حيث القيمة السوقية التي تجاوزت 8,26 تريليون دولار هونج كونج لن تشعر أنك في سوق مال إلا إذا قادتك قدماك إلى موقع قاعة التداول وهي بكل حال متوسطة الحجم، لا يزيد معدل إشغال مكاتبها عن 60 بالمئة، لأنه وببساطة لم يعد هناك حاجة إلى قاعة تداول فعلية كما اعتدنا أن نشاهد في (أفلام الأبيض والأسود)، حيث أن 98 بالمئة من معاملات بورصة هونج كونج تتم من خارج تلك القاعة كما يقول بول تشاو الرئيس التنفيذي لشركة هونج كونج للبورصة والمقاصة التي تتولى ادارة البورصة، ليس هذا فحسب بل يعلق سكوت ساب وهو نائب رئيس إدارة الاتصالات التجارية بالشركة بالقول: (وجود القاعة أصبح رمزياً وقد تركناه كذكرى للتاريخ، حيث يحب البعض أن يتواجدوا في القاعة رغم أن حضورهم لا يحدث فارقاً على صعيد إنجاز المعاملات)
في بورصة هونج كونج يتم تنفيذ أوامر البيع والشراء الكترونيا من خلال شركات الوساطة التي يفضل غالبيتها إنجاز العمل من مكاتبها مباشرة، والتواجد في قاعة التداول لا يمثل فارقا يذكر بالنسبة للوسطاء، ولا يتجاوز الأمر مجرد أن 'بعضهم يحب التواجد في القاعة' كما يقول مرافقنا·
وتجدر الإشارة إلى أن بورصة هونج كونج تحولت إلى شركة مدرجة يتم تداول أسهمها منذ يونيو ،2000 ويقول تشاو خلال لقاء بوفد إعلامي من الإمارات زار هونج كونج بدعوة من مجلس تنمية تجارة هونج كونج إن عدد الشركات المدرجة لديهم وصل إلى 1135 شركة
وسألت (الاتحاد) تشاو عن عدد الشركات التي تستعد بورصة هونج كونج لإدراجها حالياً فيقول بلا تردد: (هناك طلبات إدراج من 40 - 45 شركة قيد المعالجة حالياً ويستغرق الأمر عادة في حدود 3 شهور، وقد اعتدنا خلال السنوات الثلاث الأخيرة على إدراج 70 شركة جديدة في المتوسط سنوياً)·
وتعد هونج كونج أهم مراكز جمع الأموال لحساب الشركات سواء الإقليمية أو العالمية أو الصينية في القارة الآسيوية واحتلت في العام 2004 المرتبة الثالثة عالمياً بين أهم بورصات العالم التي يلجأ إليها المستثمرون لجمع الأموال
وتعتبر بورصة هونج كونج المنصة الأبرز التي تستفيد فيها شركات الوطن الأم الصين، حيث تفضل 90 بالمئة من الشركات الصينية الراغبة في الإدراج بأسواق خارجية بورصة هونج كونج، وفي نهاية العام 2004 وصل عدد الشركات الصينية المدرجة في تلك السوق إلى 304 شركات بقيمة سوقية وصلت إلى 256 مليار دولار أي ما يعادل 30 بالمئة من القيمة السوقية في تلك الفترة
وخلال السنوات العشر الأخيرة فإن ما يتراوح بين 70 بالمئة و80 بالمئة من الأموال التي جمعتها الشركات الصينية من هونج كونج تم من خلال إصدارات أولية بعد الإدراج في السوق، كما تستوعب هونج كونج ما لا يقل عن 40 بالمئة من التدفقات الاستثمارية الخارجة من الصين
ويشير بول تشاو إلى أن التحدي الأساسي بالنسبة لإدارة السوق هو رفع المستوى وتحسين الإجراءات والقواعد التنظيمية، موضحاً أن قواعد الإدراج في بورصة هونج كونج تعتمد أفضل المعايير العالمية المطبقة في بورصة لندن، كما تعتمد البورصة قواعد حازمة فيما يتعلق بالإفصاح والانضباط المؤسسي أو ما يعرف باسم (حوكمة الشركات)·
وسألت تشاو عن حضور الشركات الأجنبية بين قائمة الشركات المدرجة في بورصة هونج كونج فيقول: إذا ما تم استثناء الشركات الصينية فإن العدد محدود فعادة تفضل الشركات الإدراج في أسواق حيث محلها القانوني، وهو يرى أن غالبية الشركات المدرجة في أي سوق ينبغي أن تكون من السوق المحلية، فالمستثمر يجب أن يعرف الشركة التي يستثمر فيها
وتعمل في بورصة هونج كونج 460 شركة وساطة منها 120 شركة أجنبية بينها كبريات الأسماء المرموقة عالمياً في مجال الوساطة وإدارة الاستثمارات مثل جولدمان ساكس ومورجان ستانلي ودوتيش بنك·
ولا تعتمد بورصة هونج كونج أسلوب العمولة الثابتة حيث أن العمولة دائماً قابلة للتفاوض كما يقول تشاو، أضف إلى ذلك أن السوق لا تعتمد حداً معيناً لتقلب الأسعار حيث تعتمد على قوى العرض والطلب، ويوضح تشاو رداً على سؤال حول انعكاسات عدم وجود حدود للتقلب على الأسهم حيث يمكن أن تزداد حدة التقلب أو يساء التصرف من جانب المستثمرين: (قوى العرض والطلب تحكم الأمر كما أن حالات الانسايدر تريدنج ' استغلال المعلومات بقصد التربح 'محدودة، ونحن نتابع المعاملات ونتدخل إذا دعت الحاجة لذلك)·
ولا يقتصر تميز القطاع المالي في هونج كونج على سوق المال حيث تلعب تلك المدينة العالمية دوراً مهماً في مجال الاستثمارات الخاصة وإدارة الأصول، وتشير سالي وونج وهي المدير التنفيذي لاتحاد شركات الاستثمار في هونج كونج إلى أن هونج كونج هي ثاني أكبر مراكز الاستثمارات الخاصة في آسيا وهي تدير 27 بالمئة من الثروة الإقليمية، وتملك هونج كونج أكبر عدد من مدراء صناديق الاستثمارات على الصعيد الإقليمي، وتتوقع وونج أن يسهم إعفاء الصناديق الخارجية من ضريبة الأرباح في زيادة جاذبية هونج كونج أمام صناديق الاستثمار علماً أن 90 بالمئة من صناديق الاستثمار هناك مسجلة في الخارج خاصة في لكسمبورج ودبلن، ويتجاوز إجمالي الأصول التي تديرها تلك الصناديق حاجز 550 مليار دولار أميركي ولا يشمل هذا التقدير استثمارات صناديق المعاشات وفي الختام يحدد تشاو ثمانية عناصر أساسية تمثل أبرز مقومات النجاح في هونج كونج وهي ضمان شفافية التداول، والعمل في إطار قانوني مستقل، واعتماد اللغة الإنجليزية كلغة عالمية للأعمال، وتطبيق المعايير المحاسبية الدولية، وعدم التفريق بين الجنسيات ، ووجود حد أدنى من التدخل الحكومي، وحد أدنى من القيود مع نسبة ضريبية منخفضة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©