الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الجناح اللبناني ينقل بلاد الأرز إلى القرية العالمية

31 يناير 2006
دبي- 'الاتحاد': تعكس الديكورات الخاصة والمميزة للجناح اللبناني بالقرية العالمية المراحل التاريخية المهمة التي مرت بها لبنان طوال العقود الماضية، وصنعت من هذا البلد أسطورة خالدة رغم تحديات الزمن خلال الفترة الممتدة من عهد الفينيقين ومرورا بالرومان البيزنطيين وحتى الحكم الإسلامي العربي لهذه المنطقة·
واتخذت جدران الجناح اللبناني شكل صورة أعمدة بعلبك الرومانية التاريخية، التي بنيت في العهد الروماني في العام الخامس عشر قبل الميلاد، وكانت أحد العجائب السبع للعالم القديم حيث تمثل هذه الأعمدة الحقبة الرومانية التي انتشرت آثارها في كل بلاد الشام وفي لبنان بصورة خاصة واهم آثارها متمثلة في الحصون والقلاع والحصون والمعابد القديمة المتواجدة في مدن جبيل وبترون وصور وطرابلس· فيما صممت بوابات الجناح اللبناني طبقا للعمارة الإسلامية المتمثلة في النقوش والأقواس والمنمنات، التي تعكس الفن الإسلامي الذي ساد العهد الإسلامي في العصر الأموي، وبقيت آثاره في لبنان شاهدة على عظمة هذا البلد· ومن بين هذه الآثار الخالدة التي صممت على النهج المعماري الأموي، مبنى السراي القديم و'قصر بيت الدين'، الذي يقع على بُعد نحو 17 كيلومترا إلى الجنوب من بيروت·
وتشارك لبنان بجناح مميز بالقرية العالمية على مساحة 1800 متر، وهي المشاركة العاشرة لها· وحرص منظمو الجناح على إضفاء ديكورات داخلية تبرز النمط المعماري الأوروبي المتمازج مع النمط العربي الإسلامي والمتمثل في منطقة الوسط التجاري في بيروت، ويشتهر هذا الخط المعماري بالشرفات والنوافذ المزركشة بالنقوش والرسوم المستوحاة من عصر النهضة الأوروبية والخط الإسلامي، مما يعكس في هذا التمازج الالتحام الحضاري الثقافي الذي تمثله لبنان·
وتم استخدام المؤثرات الصوتية والبصرية في بناء الجناح اللبناني، فمع استخدام ألوان أقرب ما تكون إلى الحجر الطبيعي اللبناني المستخدم في بناء البيوت والمنازل في القرى اللبنانية فإنه تم كذلك وضع شاشات على الجدران لتعرض صورا عن مناطق أثرية سياحية طبيعية في لبنان في جبيل وصور، إلى جانب صور من الوسط التجاري في بيروت، وذلك لنقل الزائر إلى أجواء لبنان كمكان ينبض بالعراقة ويقطر بالأصالة·
ويشارك نحو 52 محلا في عرض البضائع التقليدية والمواد الغذائية التي تتسم بالأصالة وتتميز بمذاقها اللذيذ والمختلف عن باقي الأطعمة في المنطقة· وخصوصا أن المطبخ اللبناني يعتبر من أعرق المطابخ في العالم، بما يحتويه من وصفات طهي مختلفة وطرق تقديم للأطباق والأطعمة والمقبلات، حيث تجمع مائدة المقبلات اللبنانية ما بين 30 -40 صنفاً·
ومن أشهر المواد الغذائية المعروضة في الجناح اللبناني العسل الطبيعي، الذي يجمع من مناطق جبال لبنان وسهل البقاع ومن جنوب لبنان وهو متعدد الأنواع بالإضافة إلى عرض الزيتون وزيت الزيتون اللبناني، والذي يشتهر بالجودة والصفاء· ويرجع ذلك إلى طبيعة التربة الخصبة المزروع بها، إلى جانب الأجواء والمناخ الرائع الذي تتميز به لبنان والمناسب لزراعة وإنتاج أجود أنواع الفاكهة والخضروات بشكل عام·
فضلا عن ذلك يوجد في الجناح اللبناني المواد الصابونية والصابون اللبناني الطبيعي المتعدد الأنواع والاستعمالات، ويعرض في الجناح ما بين 50 إلى 60 نوعا من الصابون· وتحظى هذه الصناعة بإقبال كبير من الجمهور لما لها من فائدة صحية وجمالية واستخدامات أخرى في عمليات التنظيف بشكل عام· ومن أهم هذه الأنواع: صابون زيت الزيتون وصابون العسل وصابون الأعشاب العطرية المتنوعة وصابون الغار· وكل هذه المنتجات مصنوعة بطريقة تقليدية تعبر عن عراقة الصناعة في لبنان، ويعكس مدى هذا الاهتمام بصناعة الصابون بصورته التقليدية في إنشاء متحف خاص للصابون في لبنان في منطقة صيدا ، الذي يروي حكاية الصابون في لبنان والمراحل التي تمر بها عملية التصنيع، فضلا عن تنوع أشكال الصابون وخصائصه، ويعرض كذلك الأحواض والمواد الأولية المستخدمة في التصبين وتقنيات التجفيف والتقطيع المتبعة لإنتاج الصابون الحرفي·
ويوجد في الجناح كذلك الملابس النسائية والرجالية التي تنتمي إلى أكثر من منطقة ومدينة لبنانية، وهي تعبر بدورها عن الفلوكلور والثقافة اللبنانية التي تدخل تصاميم الملابس عنصرا مهما في تكوينه حيث يعرض الجناح العبايات والجلابيات اللبنانية المطرزة المشهورة في زحلة وسهل البقاع، كما تعرض الجلاليب الرجالية أيضا· وهناك المشغولات الحرفية اليدوية التي تصنع من مواد مختلفة مثل المعدن والخشب والنحاس والقماش والزجاج المعشق كالبراويز والكراسي ومفارش الأسرة والطاولات ومختلف الاكسسوارات المنزلية التي تلاقي رواجا كبيرا بسبب أسعارها المناسبة وجودتها صناعها العالية·
وقال عبد السلام القرى، منظم الجناح اللبناني قائلا:'يأتي تنظيم الجناح اللبناني بالتعاون مع وزارة السياحة اللبنانية والقنصلية اللبنانية العامة في دبي والإمارات الشمالية· وهو حدث نحرص على المشاركة به سنويا، لما للقرية العالمية من زخم يزداد موسما تلو الأخر، بسبب التطور الذي طرأ ويطرأ في كل دورة من دورات القرية العالمية سواء كان ذلك في الخدمات المقدمة للجمهور أو عن طريق زيادة عدد القرى والأجنحة في القرية العالمية'·
وأضاف القرى:' تتيح المشاركة لنا فرصة تقديم وجه جميل ومشرق للبنان، ولا شك أن قيام المهندس جو سركيس وزير السياحة اللبناني بافتتاح الجناح اللبناني في القرية العالمية يعطيه بعدا وأهمية خاصة ترتقي لمستوى هذا التجمع العالمي المميز '·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©