أزياء تستلهم تصاميمها من أجواء الكلاسيكية المترفة

موسم بعد آخر يعود المصمم الأميركي المبدع أوسكار دي لارينتا بطرازه الكلاسيكي المعهود، منحازا دائما للترف والفخامة الذين ميزا كل مشواره الفني في عالم الموضة، وعلى مدار أربعين عاما لم يتجه فيها للبساطة مطلقا، حيث عرف ومنذ بداياته بأسلوبه السفسطائي الأنيق في مجال التصميم، ليبقى محتفظا بمكانته الرفيعة وبصمته اللافتة في اتجاهات الموضة العالمية. أزهار البياتي (الشارقة) - لموسمي ربيع وصيف 2012 في خط الملابس الجاهزة، فضل المصمم الدومينيكي الأصل والأميركي الجنسية أوسكار دي لارينتا أن يبقى مخلصا لفلسفته الثابتة وشغفه اللامحدود بكل تفاصيل الثراء والأناقة في الموضة، والتي استقاها من محيطه العام وحبه للجمال ورؤيته الخاصة للمرأة التي تأسره. لمسات الترف راهن دي لارينتا في هذه التشكيلة على عناصر التنوع والاختلاف، بحيث يصمم قطعا منقاة من الأزياء التي تندرج تحت مسمى “القديم المتجدد”، من تلك الفئة التي تتسم بالروح الشبابية المتمردة وتحتفظ في الوقت ذاته بحسها الكلاسيكي الراقي، لتظهر عارضاته الرشيقات وهن يتمايلن على أنغام موسيقى فرقة “البنك فلاود”، مغلفات بكل لمسات الدلال والرفاهية، ويرفلن بأثواب وموديلات متكلفة غاية بالأناقة والجمال، ليدخل المصمم على باقته الملونة مجموعة من تايورات التويد النهارية، وتشكيلة من الفساتين اليومية القصيرة، وعدد من أزياء المساء والسهرة، مع بعض البنطلونات الحريرية المستقيمة، والقمصان التقليدية المكشكشة بالبليسيه، بالإضافة إلى سترات قصيرة مخرمّة وأثواب مزركشة مقصّبة كانت تظهر خلال العرض بين الفينة والأخرى. ذوق رفيع تنوعت تصاميم مجموعة دي لارينتا فظهرت تنوراته بشكل جلي مع مرر كل موديل، حيث ظهرت بعض القطع بجوب ضيق وقصير لحدود الركبة، كما ظهرت قطع بكلوشات أو كسرات حرة وواسعة، ولكن أكثر ما جذب أنظار الحضور هو تلك الفساتين التي ترقى لمستوى الهوت كوتور، وتتسم بتنانيرها التفتا المنتفخة بالجيبونات التي تبطنها، أما لناحية قصــات الأكمام فقد اختلفت هي الأخرى وتنوعــت، فكان هنالك وجود للكم المنتفــخ الذي يذكـــر بطــراز فســاتين العصــور الوســطى، والكم الضـيق والطويل في جاكيتات التويد، مع الكم التقليدي القصير. كما كان هناك حضور قوي للفساتين العارية الأكتاف في ملابس السهرة.? وجاء عرض دي لارينتا لخط الملابس الجاهزة أثناء أسبوع نيويورك الصيفي لهذا الموسم، مفعما بملامح الكلاسيكية والجمال، ومعبرا عن قمة الأناقة والذوق الرفيع. غنى الألوان استخدم دي لارينتا في عرضه الصيفي عدة أقمشة وخامات مثيرة ومعبرة، وتتميز بالغنى والجودة، وتتمكن من تجسيد القصّة والتصميم، ومنها قماشة الدانتيل المحبوك، والتويد المنسوج، والتفتا الفرنسي، التريكو القطني، والأورجانزا الشانجان، والشيفون المطبوع، والحرير الطبيعي، والتول الشفاف، والمخمل الوثير، مع بعض الريش والفراء هنا وهناك، وقطع مشكوكة يدويا ومطرزات موشاة بخيوط البريسم والقصب اللامع، جاءت جميعا بظلال زاهية ونابضة بالحياة لتتلون مع ورود الربيع وأشعة الصيف، مبتدئة ببراءة الأبيض، وإشراقة الأصفر، وزهوة الوردي، وحيوية الأخضر، وفورة الأحمر، وملوكية الأزرق، وغنى النبيذي، وعاجية البيج، وثراء الذهبي، مع كثير من القطع التي دخل عليها المد الأبيض الناصع، أو الكحل الأسود الحالك، مؤلفا بين المطفأ والبراق، والناعم والخشن، والسادة والمطرز بشكل بديع ومبتكر. أما الأكسسوارات فقد جاءت موظفة بشكل مدروس، لتتلاءم مع الموديلات النهارية والليلية على حد سواء، ومنها تشكيلة من الأحزمة الرفيعة التي تعقد بأناقة فوق فساتين الشيفون، وأخرى عريضة ومشغولة للسهرات، مع باقة من الحقائب اليدوية الجميلة بأحجام مختلفة، وصنادل صيفية عالية ومفتوحة مع جوارب بيضاء قصيرة تذكرنا بفتيات المدارس الصغيرات، و أحذية رسمية راقية من الجلد والحرير، بالإضافة لمجموعة مجوهرات مقلدة من القلائد المخرمة والسلاسل المذهبة وأدوار اللؤلؤ الأسود، وعددا من الأساور العريضة والأقراط المرصعة بالأحجار، كما ظهرت عدة أصناف من النظارات الشمسية لأوقات النهار، وبروشات الكريستال الملون لسهرات الليل.