الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قراءة لازمة

30 سبتمبر 2016 21:38
تشكلت حركة النشر في الإمارات وفرضت نفسها على خريطة المشهد الثقافي المحلي، على الرغم مما تواجهه من تحديات وهو أمر طبيعي، وأصبحنا نتابع إصدارات متنوعة أغلبها الأدبية، ثم الثقافية، ولعل اللافت هنا هو الزيادة في عدد الإصدارات الأدبية الإماراتية. كما أنه بدخول الإمارات عالم النشر نكون بهذه الحركة قد دخلنا سوق النشر من أبوابه الواسعة العربية والعالمية كمنظومة ثقافية متكاملة. وبوجه عام، نحن نقف مع حركة النشر في الدولة، نقف معها على الجديد دائماً، وعلى برامج جديدة تقدمها هذه الحركة من التشجيع على النشر إلى رعاية المبدعين، وبرامج تدريب المواهب الأدبية وغيرها، إلى تقديم أصوات جديدة منها المميزة الواعدة ضمن ما يقدم لنا من إبداع نصفه بالحديث، لكننا مع ذلك نفكر أحياناً فيما لو كان هنالك مجال لتوسيع دائرة اهتمام حركة النشر. في مجال الأدب مثلاً، نتساءل لماذا لا يتسع الاهتمام ليشمل أعمالاً أدبية أخرى لاتزال تقرأ كالأدب الكلاسيكي، أو ما أصبح يشكل في يومنا هذا أدباً كلاسيكياً بالنسبة لجيل الشباب الذين لم يتسن لهم الوقوف على مراحل سابقة من عمر الأدب العربي ما قبل تسعينيات القرن العشرين؟ هذه الإصدارات التي تشكل مرجعية أدبية وثقافية، لماذا لايعرفها شبابنا ؟ فالأدب الكلاسيكي العربي والأدب الغربي المترجم كذلك، قابل للقراءة على المدى الطويل، وأنت تشعر بأنه يشكل بالفعل فضاء مفتوحاً لارتياده. لماذا لا يقدم هذا الأدب، لكي يستهدف طلابنا جيل الشباب من طلبة المدارس والجامعات، بأغلفة وإخراج وجماليات وتقنيات حديثة تفتح شهية هؤلاء ليتعلموا منه؟ وبالمناسبة، لكيلا نذهب بهؤلاء القراء بعيداً فيما يشمله مصطلح الأدب الكلاسيكي، فإن من الممكن تسليط الضوء على مرحلة معينة منه غير متقدمة كثيراً، كمرحلة التجديد في الأدب العربي مثلاً، ومنها نستمر إلى أن نقف على أعتاب الحداثة الأدبية العربية. الواقع أن الشيء الذي سيجده القارئ أثناء تأمله بأعمال أدباء مبدعين، منهم شعراء مثل «أحمد شوقي وإليا أبو ماضي وأبو القاسم الشابي، والسياب، وأمل دنقل، ومحمود عفيفي مطر»، وروائيون وقصاصون ومسرحيون من أمثال« يحيى حقي، ونجيب محفوظ، والطيب صالح، وتوفيق الحكيم، وغسان كنفاني، وغائب طعمة فرمان وحنا مينة وعبدالرحمن منيف، وجبرا إبراهيم جبرا وممدوح عدوان، وسحر خليفة وسعد الله ونوس، وغيرهم الكثير» هو الفهم، وهو الرؤية الجديدة للقريب والبعيد. هذه التجارب الإنسانية ببعدها القابل للتفاعل التي يقدمها الأدب العربي والعالمي بسخاء هي قراءة لازمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©