الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«مايكروسوفت» تعود لدائرة المنافسة

15 مايو 2015 21:25
** 87 مليار دولار العائدات السنوية * * 123 ألفاً عدد العاملين بالشركة ترجمة: حسونة الطيب انتهجت شركة مايكروسوفت التي تتخذ من مدينة ردموند في واشنطن مقراً لها، سياسة صارمة إبان رئاسة بيل جيتس لمجلس إدارتها أواخر تسعينيات القرن الماضي، من أجل المحافظة على هيمنة نظام تشغيل ويندوز وتقويته. ولم تتح الشركة الفرصة أمام أي تطبيق آخر في الشركة، للبروز في ظل وجود ويندوز. لكن تغيرت تلك الاستراتيجية في ظل المدير الجديد الذي دعا للتركيز على متطلبات السوق. وبتخليها عن بعض الأفكار القديمة، تبنت مايكروسوفت الآن برنامج تشغيل المصدر المفتوح، الذي كانت توصفه في الماضي بالمرض العضال. وببلوغها العقد الرابع، تنظر الشركة لأيام الشباب بشيء من الحسرة، حيث استطاعت في عقدها الثاني التغلب على عملاقة تقنية المعلومات آي بي أم، وفي العقد الثالث تعثرت بعض الشيء لتحل خلف منافستها أبل. وتتلخص السياسة الجديدة للنهوض بالشركة، في التحرك السريع والابتعاد ما أمكن عن منهج شركة تعتمد على ويندوز فقط والتحول إلى شبكة عالمية تحتوي على مراكز معلومات ضخمة قادرة على توفير سلسلة عريضة من خدمات الإنترنت للشركات والأفراد على حد سواء. وأحرز المدير الجديد ساتيا ناديلا، حتى الآن نجاحاً مقبولاً في تحويل دفة شركة قوامها 123 ألف من العاملين و87 مليار دولار من العائدات السنوية. وخضع تحول مايكروسوفت لبعض المراقبة من قبل شركات التقنية الجديدة والقديمة، نظراً إلى أما أنها تمر بنفس المرحلة من التغييرات أو لقلقها من ضرورة التجديد في المستقبل. ويترتب على كافة هذه الشركات التي تتضمن سيسكو وإي أم سي وهيولت باكارد وأوراكل وآي بي أم وساب، النظر في أمر التحول من عالم اتسمت فيه الكمبيوترات بأهمية كبيرة، إلى أخر يعتمد على الحوسبة السحابية وعلى بيانات مخزنة في الهواتف المحمولة على أيدي الناس. وتراقب بحذر شركات مثل، أمازون وأبل وفيس بوك وجوجل وغيرها، بروز منصة تقنية جديدة تسمح للشركات المنافسة ببناء تطبيقات تساعدها على جذب عملاء هذه الشركات. وهذا هو السبب الذي دفع فيس بوك لشراء واتس آب، تطبيق الرسائل الذي يحقق نمواً سريعاً مقابل 22 مليار دولار، بجانب شراؤها لشركة أوكيولوس للتقنية مقابل اثنين مليار دولار. وعندما أصبحت المُخدمات تشكل عاملاً أساسياً في مراكز البيانات الداخلية للشركات، أنتجت مايكروسوفت سلسلة من برامج المُخدمات تضمنت نظم البريد الإلكتروني وقواعد البيانات وكل بقية التطبيقات اللازمة التي ترتبط بويندوز، الشئ الذي ساعدها في التفوق على آي بي أم من ناحية القيمة السوقية منتصف تسعينيات القرن الماضي. ومن أكبر إنجازات ساتيا ناديلا حتى الآن، وضع جل تركيز الشركة في مجالي الهواتف المحمولة والحوسبة السحابية، منذ أنهما يمثلان المصدر الأساسي للنمو. ويتمثل الإنجاز الثاني في المنصات والإنتاجية، حيث لا يزال ويندوز واحداً من المنصات المهمة وكذلك أوفيس فيما يتعلق بأدوات الإنتاجية. وبجانب تطبيق أزور للحوسبة السحابية الذي أطلقته في 2006، تملك الشركة جملة من التطبيقات الأخرى التي تشمل كورتانا، المساعد الذكي الشبيه بتطبيقي سيري من أبل وناو التابع لجوجل. ويعمل التطبيق، للتعرف على اللغة الطبيعية وإجابة الأسئلة وإصدار رسائل التذكير. ومن المخطط أن يتطور التطبيق مستقبلاً ليتوقع احتياجات المستخدم، مثل ترتيب المستندات المطلوبة لاجتماع ما. الأنشطة الأخرى وبالإشارة إلى نشاطات مايكروسوفت الأخرى، يطالب بعض المحللين بوقفها عن العمل. ويبدو محرك البحث بينج، في وضع آمن، حيث بدأ في تحقيق الأرباح بعد تجربة من الخسائر المقدرة بمليارات الدولارات، فضلاً عن توفيره لمدخلات البيانات لتطبيق كورتانا لعمليات دعم المستخدمين. كما بدأ أكس بوكس، التطبيق الخاص بالألعاب، في التعافي من المحاولات التي كانت ترمي لتحويله إلى مركز لغرفة رقمية. ويبدو قسم نوكيا للهواتف المحمولة الذي قامت مايكروسوفت بشرائه في العام الماضي لإنقاذ أخر الشركات الكبيرة العاملة في صناعة الهواتف المحمولة التي تعمل بنظام ويندوز، بمثابة الخطأ الذي ارتكبته نوكيا في أعقاب التغيير الذي أجرته تلك المؤسسة في استراتيجيتها. ويتعلق السؤال الأكبر بعمليات تمويل مايكروسوفت. وبينما قللت أبل والشركات الأخرى حول العالم من مشتريات الكمبيوتر الشخصي، انخفضت تبعاً لذلك العائدات من مبيعات ويندوز. وتراجعت هذه العائدات في الربع الأخير من السنة الماضية، بنسبة بلغت 13%، بالمقارنة مع السنة التي سبقتها، بينما زادت مبيعات الحوسبة السحابية التجارية بما في ذلك أوفيس 365، بأكثر من الضعف، لتحقق معدلاً سنوياً قدره 5,5 مليار دولار. لكن يشكل ذلك، جزءاً يسيراً من عائدات الشركة الكلية، مع الاعتقاد في أن القسم ما زال غير قادر على تحقيق الأرباح. ويرى بعض الخبراء، أن الرؤية لا تزال غير واضحة فيما إذا كانت التطبيقات الجديدة مثل، كورتانا، ستحقق الأرباح المرجوة. أرباح التطبيقات وليس من المرجح أن تدر هذه التطبيقات أرباحاً مماثلة لأرباح ويندوز وأوفيس، اللذان ما زالا يحققان عائدات بنحو 44% وأرباح تصل إلى 58%. وفي حين بلغ هامش ربح أوفيس القديم 90%، لم تتجاوز أرباح أوفيس 365 الحديث، سوى 53%. وتبدو الأرباح في بعض نشاطات الحوسبة السحابية، صعبة للغاية في ظل احتدام المنافسة من قبل شركات تشمل، أمازون وجوجل وآي بي أم. ويقدر بنك سيتي جروب، أرباح أمازون في قطاع الحوسبة السحابية، ما بين -2 إلى -3%. وفي الوقت الذي تسعى فيه شركات تقنية أخرى صغيرة لأخذ العبرة من حالة التراجع التي مرت بها مايكروسوفت، فإن الدرس الرئيسي يتعلق بالحماية طويلة الأجل التي أولتها الشركة لبرنامج ويندوز، ما جعلها تغفل التهديدات التي أصبح أمر تجاهلها مستحيلاً في النهاية. واستمرت الشركة في استنفاد السيولة النقدية التي وفرها البرنامج لوقت أطول مما كان متوقعاً، بيد أن ذلك كان على حساب بطء الدخول في قطاعي الهواتف المحمولة والحوسبة السحابية. وينبغي على الشركة الآن، القضاء على الانطباع السائد بين العملاء والمحللين وخبراء القطاع، في أن عهد الأرباح قد ولى دون رجعة. نقلاً عن: ذا إيكونوميست منافسة المواهب تعرضت مايكروسوفت لهجرة العديد من المواهب، رغم انضمام دماء جديدة لها جراء استحواذها على شركات صغيرة، لكن يترتب عليها تعيين أفضل خبراء البرمجة للبقاء في حلبة المنافسة. وفي حين تحاول الشركة العمل بنفس منهج الشركات الناشئة، حيث إطلاق المنتجات في وقت مبكر وبكثرة، بدأت برامجها في الافتقار للجودة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©