عواصم (وكالات) - خرجت السلطات الفرنسية أمس، عن تحفظها متحدثة للمرة الأولى عن احتمال إدانة المدير العام لصندوق النقد الدولي دومنيك ستروس- كان الذي ظل أصدقاؤه الاشتراكيون يدافعون عن منحه قرينة البراءة منتقدين النظام القضائي الأميركي. وأكد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أمس، أنه إذا ثبتت الوقائع التي اتهم بها ستروس- كان (محاولة الاغتصاب)، فإننا سنكون إزاء “فعل بالغ الخطورة لا يمكن أن يقبل فيه أي عذر”، بحسب ما ذكر مسؤولون في الأغلبية الحاكمة بالبلاد. في حين قال وزير الداخلية كلود جيانت أثناء زيارة له إلى تونس أمس، إن إدانة ستروس-كان بهذه التهمة ستكون “أمراً شنيعاً” لسمعة فرنسا. من جهته، أعلن صندوق النقد أن مديره العام لا يتمتع بأي حصانة قضائية يمكن أن تحميه في قضية الاتهام بالاعتداء الجنسي.
وبالتوازي، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى “العمل وهدوء الأعصاب والشجاعة والوحدة” في الوقت الذي يهز فيه اتهام ستروس-كان في محاولة اغتصاب، الطبقة السياسية، بحسب ما ذكر مسؤول في الأغلبية الحاكمة. بينما انتقد رئيس وزراء لوكسمبورج جان-كلود يونكر، الذي يترأس مجموعة وزراء مالية منطقة اليورو، الليلة قبل الماضية، حديث ألمانيا وبلجيكا بشأن خلافة ستروس-كان على رأس صندوق النقد الدولي. وفي وارسو ذكر مارك بيلكا رئيس البنك المركزي البولندي أمس، أنه لن يكون مرشحاً لرئاسة صندوق النقد الدولي، وسط تكهنات بأنه قد يحل محل الفرنسي الذي اعتقل بتهمة الاعتداء الجنسي. وقال دبلوماسي أوروبي أمس، إن وزيرة المال الفرنسية كريستين لاجارد “هي طبعاً مرشحة ذات صدقية” لخلافة ستروس- كان كمدير عام للصندوق ولكن “علينا أن ننتظر لنرى إذا كان الرئيس ساركوزي سيرشحها”.
وبحسب مصادر فرنسية، فإن فيون قال في الاجتماع الأسبوعي المغلق لنواب حزب الأغلبية “الاتحاد من أجل حركة شعبية”، إن المدير العام لصندوق النقد الدولي “يتمتع بقرينة البراءة والضحية المفترضة لديها الحق في الاحترام والتعاطف”. وتابع “علينا أن نتحلى بالرصانة والمسؤولية. يجب الا يستغل أي كان هذه القضية”. وحرص رئيس الوزراء الفرنسي على توضيح “إنها قضية حق عام وليست قضية دولة”. وستروس-كان الذي كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2012 أمام ساركوزي، تم توقيفه السبت الماضي بالولايات المتحدة ووجهت إليه تهمة الاعتداء الجنسي والاحتجاز ومحاولة اغتصاب عاملة في فندق بنيويورك. ونفى ستروس-كان كافة الاتهامات وسيدفع ببراءته. وأمضى أمس الأول، أول ليلة له في سجن رايكرز ايلاند بنيويورك بعد أن رفضت قاضية الافراج عنه بكفالة.
عدد اليوم
