الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البساطة تحتضن الوادي

31 يناير 2006

أكثر ما يميز قرية ريامة في إمارة الفجيرة بساطة أهلها ولطفهم واستقبالهم لزائريهم بمودة، فهؤلاء الناس ابتعدوا عن أناقة المدينة الزائفة وتألقوا مع الطبيعة وعاشوا في بيوتهم المتواضعة والتي ظهر فيها حكم الزمن ولم ينقطعوا عن التواصل فيما بينهم والاجتماع في جلساتهم عند عتبات البيوت أو في ظلال الشجر·
يتحدث الوالد عبيد علي حمود بعفوية صادقة عن حياة الماضي قائلاً: كانت البيوت من العسبج والحطب والسمر، وكنا نسكن في الجبال ولا يأتينا السيل، أما بيوتنا الآن ينهمر الماء في سقوفها ونخاف أن تسقط علينا، ولا أحد جاء ليصلحها، وقد كانت حياتنا في الماضي على صعوبتها مريحة ولا نفكر بالديون أو صعوبات الحياة، وقد كنا نسير إلى رأس الخيمة، نبيع الحطب والغنم والسخام والعسل ونشتري سح وقهوة وطحين، ونأخذ يومين في رحلة الذهاب، الحين نأخذ بالسيارة نصف ساعة، وفي الماضي كل واحد يعرف أرضه وأسماء بقاعها واليوم لا أحد يعرف شيئاً، والماضي كان أحسن لأن فيه قوة، ولم يكن هناك طبيب 'فإذا مرض أحد جاء المطوع وقرأ عليه، وكنا نشترى كارة 'الخنيزي' بريال، أما اليوم فتجد الأسعار مرتفعة وكل شيء غالي الثمن·
ويتحدث محمد علي حمود عن سبب تسمية المنطقة فيقول: 'كان في القرية بئر محفورة وعندما يأتي السيل يهدمها، لذا سميت 'ريامة' وكان أهل الوادي كلهم يشربون منها، وعندما جاء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بنى البئر ووفر الماء لأهل القرية، وفي الماضي كان المسافرون باتجاه دبا يستريحون عند البئر ويشربون منها، ولم يكن هناك طريق إلا عن طريق الوادي، ولا يسافر الرجل إلا ومعه سلاحه، ويحفظ 'فلوسه' في طرف غترته، حيث يعلقها بطرف الغترة ويشدها لتكون قريبة منه دائماً، وكان كل رجل يمتلك بندقية لحماية نفسه وبيته، وهي أنواع مختلفة منها الميزر والصمعة والفلاسي وأم عشر والمستحية، ولكننا لم نعد نحتفظ بها، فقد تكسر معظمها، وأصبحنا في أمان اليوم بفضل حكومتنا، فلم نعد نهتم بالسلاح أو نفكر في شرائه·
سعود بن عبدالعزيز العتيق
أم القيوين
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©