الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نازحون سوريون يروون معاناة تلكلخ

18 مايو 2011 00:14
وادي خالد (ا ف ب) - استقر آلاف السوريون في منازل أقربائهم في الجانب اللبناني من النهر الكبير الذي يفصل لبنان عن سوريا، بينما يجلس عشرات النازحين السوريين وعيونهم مسمرة على الطرف الآخر من الحدود، حيث على قاب قوسين منهم، تعيش قراهم وعائلاتهم ووطنهم فصولا دموية من المعاناة. ويتناقلون أخبارا يصعب التأكد من صحتها في ظل انقطاع الاتصالات والتعتيم الإعلامي الموجود في سوريا، وقال أحدهم “ قتلوا عائلتين، من بينهم أطفال”. ويتحدث هؤلاء بصفة الغائب عن “الشبيحة”، وهم مسلحون مدنيون يدينون بالولاء للنظام وتنسب إليهم أعمال العنف في المدن المنتفضة على نظام الرئيس بشار الأسد. وقد سلك آلاف السوريين معبر البقيعة غير الرسمي في شمال لبنان خلال الأسابيع الماضية هربا من أعمال العنف في بلادهم. إلا أن المعبر تعرض لإطلاق نار الأحد من داخل الأراضي السورية، ما جعل حركة العبور عليه تتراجع. ووصل مئات السوريين أمس الأول إلى لبنان، بعد أن سلكوا طرقا أخرى وعرة عبر البساتين والأنهر. وقال طارق، وهو عامل رفض الكشف عن اسمه كاملا، “الناس الذين يعبرون النهر يجازفون بحياتهم، والدي وشقيقي ما زالا هناك”، في إشارة إلى مدينة تلكلخ. وقد عبر طارق الحدود السورية اللبنانية تحت جنح الظلام، عبر البساتين. لكن عددا من رفاقه في الطريق أصيبوا برصاص قناصة سوريين. وأضاف “أعمال القتل هناك تجري على أساس طائفي”، متهما “مسلحين علويين” موالين للنظام بقتل السنة. “أنهم يدمرون منازل ومساجد. هل هذا معقول؟”. وتتهم السلطات السورية المحتجين السوريين بأنهم “سلفيون” و”متطرفون”. وذكرت وسائل إعلامية قريبة من النظام السوري الأسبوع الماضي، أنه تم إعلان “إمارة إسلامية” في تلكلخ. وأكد نازح قادم من تلكلخ، “لا يوجد إرهابيون لدينا، ولا يوجد سلفيون”. ويروي بعد رفض الكشف عن اسمه “سمعنا بمجزرة استهدفت عائلتين مع الأطفال”، مشيرا إلى أن “هناك جرحى وجثثا في الشوارع لا يجرؤ أحد على نقلها” إلى المستشفيات. وأضاف “إنهم الشبيحة، لا أحد يمكنه التصدي لهم”. وطالب عمار، الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية نبيل العربي “بالتحرك”، قائلا “يتم تدمير مبان من أربع طبقات أو خمس بالقصف”. وأضاف “لقد فقد هذا النظام القمعي شرعيته”. وقال شاب إلى جانبه “إنها إبادة جماعية، لماذا لا تحرك الدول العربية ساكنا؟”. وتروي هالة (19 عاما) التي تقيم منذ أيام مع والدتها وأشقائها الخمسة في منزل ابنة خالتها في البقيعة القريبة من الحدود، “السبت، كنا حوالي مئة شخص في مستوعب استهدفه رصاص قناصة سوريين”. وتتحدث عن الرعب الذي عاشته في تلكلخ “إنهم شبيحة ماهر الأسد (شقيق الرئيس السوري). لقد رأيتهم في تلكلخ قبل أن نرحل، كانوا يرتدون ملابس سوداء ويطلقون النار على النساء والأطفال في الشوارع”. وتضيف “قبل أن نرحل رأيت حوالي خمسين دبابة في المدينة”. وتؤكد الشابة أنها شاركت مرات عدة في “تظاهرات للمطالبة بإسقاط النظام”. عند معبر البقيعة، يتجمع عشرات السوريين هاتفين هم أيضا “الشعب يريد إسقاط النظام”، قبل أن يفرقهم الجيش اللبناني. ويقول أحدهم رافضا كغيره الإفصاح عن هويته كاملة “الجيش السوري يستهدف منازلنا بالدبابات والصواريخ”. وقالت أم علاء التي وصلت إلى الأراضي اللبنانية مع زوجها وأطفالها الستة ليل الأحد الاثنين “مشينا تحت القصف مجتازين الأنهار والأراضي الوعرة على مدى ساعة ونصف الساعة”. وأضافت “قتلت إحدى قريباتي مع أولادها الثلاثة عندما انهار منزلهم عليهم. ليس لدينا ماء أو كهرباء في تلكلخ والقصف طال الأفران. فيما قطعت الاتصالات”. ويعزي مئات اللاجئين السوريين أنفسهم بأنهم وجدوا لدى أقاربهم في شمال لبنان ملجأ بعد فرارهم من منازلهم في المدن والقرى السورية التي تشهد أعمال عنف مأسوية، ولكنهم يقلقون على الغد الذي يصعب التنبؤ بما سيحمله لهم. وقد بلغ عدد النازحين السوريين إلى لبنان خلال الأسابيع الماضية حوالي خمسة آلاف، وجميعهم تقريبا لديهم شقيقة أو خال أو ابن عم مستقر في منطقة وادي خالد الواقعة على بعد كيلومترات قليلة من الحدود السورية، أو قرى أخرى محيطة بها من قضاء عكار. وأوضح أكرم بيطار، وهو مدير إحدى المدارس في المنطقة، أن “هناك أكثر من 300 امرأة لبنانية متزوجات من سوريين من مدينة تلكلخ”، مضيفا “العائلات السورية واللبنانية في المنطقة متداخلة جدا”. وتقول حنين وقد أحاطت بها مجموعة من الأطفال في منزل من طابقين يملكه أقرباء لها استقبلوها مع عائلتها في البقيعة، “الحمد لله أن الناس هنا فتحوا أبواب منازلهم للسوريين”. إلا أنها تعبر عن قلقها من الغد. “ما الذي يمكننا فعله؟ لا أعرف. إذا عدنا، سنموت. إنهم يدمرون منازلنا في تلكلخ بالقصف المدفعي”. وقالت حنين وقد بدا عليها الإرهاق، “توقفنا عن إرسال الأولاد إلى المدارس قبل شهر من وصولنا إلى هنا”. الجيش السوري ينصب أسلاكاً شائكة على حدود لبنان بيروت (د ب أ)- ذكر مصدر أمني لبناني لوكالة الأنباء الألمانية، أن الجيش السوري نصب أسواراً من الأشلاك الشائكة على طول الحدود الشمالية مع لبنان أمس، لمنع اللاجئين من العبور إلى منطقة وادي خالد اللبنانية. وقال المصدر «إن الخطوة التي قام بها الجيش السوري المسيطر الآن على كافة أرجاء قرية تلكلخ أوقفت حركة اللاجئين السوريين إلى لبنان». وأضاف المصدر المقيم في شمال لبنان «لم يعبر أحد إلى لبنان من تلكلخ أمس الثلاثاء». وقال «حتى الطرق غير المشروعة التي يستخدمها المهربون كانت مهجورة». وقالت سيدة هربت من تلكلخ إلى لبنان «إن الجيش السوري الآن في كل شارع في تلكلخ». واتهمت الحكومة السورية بوضع القرية بأكملها رهن الإقامة الجبرية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©