أسباب نجاح زيدان

«ما زلنا نملك هذا النهم للفوز ببطولات، لكن كرة القدم ليست انتصارات دائمة.. علاقتي بريال مدريد أكبر من مجرد عقد ومن التوقيع على هذا العقد».. بتلك الكلمات يختصر زين الدين زيدان فلسفته وأفكاره وواقعيته.. وسط تساؤلات تدور حول أسباب نجاحه مع ريال مدريد، وقد وصفه الإنجليز بأنه «نجاح مجنون».. وهو أصبح رابع مدرب صاحب إنجازات في تاريخ ريال مدريد والمعروف أن ميجول مينوز يحتل مقعد المدرب الأول في تاريخ النادي بفوزه بـ16 بطولة.. فما السر الذي يضع زيدان في مصاف المدربين التاريخيين في قلعة مدريد لكرة القدم؟ السر كما أظن هو أنه كان لاعباً موهوباً هادئاً في الأداء ويخفي زيدان في الهدوء شجاعة دفينة مبعثها الثقة، ومن مظاهر تلك الشجاعة قراراته بشأن كريستيانو رونالدو، الذي جلس احتياطياً راضخاً لأوامر مدربه وواثقاً فيها، فقد منحه زيدان حرية حركة في الملعب لم تكن متاحة من قبل بنفس القدر. زيدان اللاعب الموهوب يقدر المواهب وهو يدرك ما يمتلكه من لاعبين في ريال مدريد، ومن تجاربه مع مدربيه وفي الملاعب هضم كرة القدم وفهمها جيداً، ودرسها أيضاً كمدرب، وهو يفهم لاعبيه ويضع نفسه في سلتهم، واللاعبون يفهمون منطق زيدان.. الذي يقول لهم: «التكتيك داخل الملعب مسؤوليتكم.. افعلوا ذلك. افعلوا ذلك. في مبارياته بدل زين الدين من طريقة لعب الريال. مرة 4/‏‏4/‏‏2.. ومرات 4/‏‏2/‏‏3/‏‏1.. وفي مباراة ذهاب السوبر الأخيرة لعب بطريقة 4/‏‏1/‏‏2/‏‏1/‏‏2.. وكان برشلونة يبحث من البداية عن وسيلة يعلن بها أن غياب نيمار ليس مؤثراً، فبدا عصبياً في الأداء ولم ينجح جيرارد دولوفيو في تعويض غياب نيمار. فيما لم يشغل زيدان كيف يبرر غياب رونالدو من البداية فنجمه الأول عائد من إجازة ولم يؤد سوى ثلاثة تدريبات.. هكذا لعب الريال بهدوء وتركيز واحتوى استحواذ برشلونة، إلى أن استدرج الفريق الكتالوني إلى الهجوم المضاد مسلحاً بسرعة مهاجميه، بنزيمة وبيل الذي كان مثل أرنب سباق مع اشتراك رونالدو، كما كان الريال مسلحاً بلاعبين عباقرة وهما توني كروس وإيسكو.. والأخير كان قلب كل شيء.. وهو يستحق 700 مليون يورو كشرط للاستغناء عنه، بعد واقعة نيمار وبرشلونة.. يستحق إيسكو أيضاً لقب رجل السوبر، بينما كان بيكيه هو رجل ريال مدريد الخفي.. وميسي هو رجل برشلونة!