توعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالرد على التفجيرات التي وقعت في بلدة الريحانية على الحدود السورية «عاجلاً أم أجلاً وبالطريقة المناسبة».
وذكر أردوغان أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم أن التحقيقات كشفت عن المتورطين في الهجمات في محافظة هاطاي بوجه عام, مشيراً إلى أن جماعة تركية مرتبطة بالنظام السوري خططت لتنفيذ الهجمات التي أسفرت عن مقتل 51 شخصا وإصابة حوالي 100 آخرين السبت الماضي.
وقال إن الهجومين بالسيارتين المفخختين أسفرا عن مقتل 51 شخصاً، عرفت هوية 41 منهم، بينهم 36 تركياً، و5 سوريين، ودفن 9 قتلى منهم، فيما هناك 84 جريحاً، 41 منهم من الأتراك، والبقية سوريين، وإصابات 17 جريحاً خطرة، فيما حصلت أضرار مادية كبيرة».
وكشف أردوغان أن السلطات اعتقلت 13 مواطناً تركياً على ذمة التفجيرات ويتم استجوابهم. ودعا أردوغان أمس الأول، إلى ضبط النفس بعد وقوع التفجيرات الإرهابية قائلًا إنه التحقيقات قادت إلى أدلة قوية بأن ما أسماه «تمدد» النظام السوري في تركيا وراء تفجيرات الريحانية.
وقبيل مغادرته للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن أمس، رفض أردوغان بشدة اقتراحاً سورياً بإجراء تحقيق مشترك في تفجير السيارتين المفخختين بالريحانية الحدودية. وقال للصحفيين «النظام الحاكم في دمشق غير شرعي.. كيف يمكننا أن نعترف بإدارة لا يعترف بها حتى مواطنيها». وكانت الحكومة السورية اقترحت على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي القيام بتحقيق مشترك وشفاف من خلال الأجهزة المختصة، للوصول إلى الحقيقة.
وأدانت الحكومة السورية «التفجيرات الإرهابية» في الريحانية، واعتبرت هذا «نتيجة مباشرة لانتشار ظاهرة الإرهاب في المنطقة وتستهدف الإساءة المباشرة للعلاقات بين الشعبين السوري والتركي».
وقالت الحكومة في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية «لا صحة إطلاقاً لأي اتهام للدولة السورية بهذه الأفعال الإرهابية الجبانة..التي يدفع ثمنها من دماء الشعبين السوري والتركي الناجمة عن السياسات التي تتبعها الحكومة التركية في دعم الإرهاب».
وأضافت أن «الحكومة التركية تتحمل المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في المناطق الحدودية المشتركة جراء تحويلها إلى مقر وممر للإرهابيين ودعمهم والسماح لهم باستخدام الأراضي التركية للعبور إلى سوريا وارتكاب جرائمهم الممنهجة».
إلى ذلك، أدان مجلس الأمن الدولي «بشدة» الليلة قبل الماضية، الاعتداء المزدوج في الريحانية.
وفي بيان صادر بالإجماع، أشارت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس إلى «ضرورة ملاحقة المخططين والمنفذين والممولين لهذه الأعمال الإرهابية المدانة».
وطلب الأعضاء جميع الدول بالتعاون بشكل نشط مع السلطات التركية في هذه المسألة، معربين عن «تعاطفهم العميق مع عائلات الضحايا والحكومة التركية وقدموا إليهم التعازي».
عدد اليوم
