دبي- صبحي بحيري:
كل ما في الجناح الوطني بالقرية العالمية صنعته أيدٍ مواطنة، فقد استغرق إعداد النموذج الذي خرج إلى النور هذه الأيام شهوراً طويلة وجاء الجناح صورة طبق الأصل لشكل الحياة في جميع إمارات الدولة قبل عشرات السنين، الأسواق القديمة، البيت الشعبي، العريش، الفريج، سوق الذهب، القلاع، الفرق الشعبية··· كلها مفردات هذا الجناح الذي ترى ادارة القرية العالمية أنه صمم ليبقى حيث ترى ادارة القرية أن فكرة ثبات القرية العالمية على مدى العام قابلة للتحقق خاصة في ظل الاقبال الكبير عليها حتى بعد تأجيل مهرجان دبي هذا العام إلى العشرين من شهر ديسمبر المقبل·
داخل القرية عالم آخر ينقلك عشرات السنين إلى الوراء مع فرق نسائية تقوم بتقديم الحرف التقليدية التي اندثرت، وتصنع خبز الرقاق والجباب، والعديد من الأكلات الشعبية التي تحفظها ذاكرة الأجداد ويقبل عليها أبناء الجيل الحالي··· فرق شعبية ما زالت تقبض على موروثها وتقدم فنون الأجداد··· أسواق شعبية تعرض الذهب والمنتجات الوطنية وتقدمها للزوار الذين جاءوا من أماكن شتى حول العالم·
أجنحة
حمدان عبدالله بن دلموك مدير الجناح يقول إن الجناح الوطني بالقرية العالمية أقيم على مساحة 3063 متراً مربعاً ويضم 109 عارضين، وقد تم تقسيم القرية من الداخل؛ فهناك مجموعة الذهب التي تضم 25 محلاً، وجناح الأنشطة التراثية أما المباني فقد تم تصميمها على الطراز القديم وبحيث يسهل التجول بين جميع الأقسام بسهولة ويسر·ويضيف: إن فكرة الجناح الوطني بالقرية العالمية موجودة في أذهان المسؤولين منذ مدة طويلة، وعندما اتخذوا قرار تنفيذها قدمت بالتصميم وركزت على التراث المعماري الذي يمثل كل إمارات الدولة، وتم تعديل هذا التصميم أكثر من مرة قبل أن يرى النور حيث قامت شركة مواطنة ايضاً بتنفيذه·
ويبدو أن وجود جناح وطني بالقرية العالمية هذا العام شجع المواطنين على المشاركة حيث يؤكد بن دلموك أن 60% من العارضين هذا العام من المواطنين، وأن ادارة القرية قدمت تسهيلات كبيرة للعارضين من أهمها أن ايجار الأجنحة لمدة أربعة أشهر يعادل ايجارها لمدة شهر في العام الفائت؛ إلى جانب التسهيلات الكبيرة التي قدمتها للعارضين سواءً من حيث توفير وسائل المواصلات العامة إلى موقع القرية العالمية أو تسهيل اجراءات دخول العارضين من خارج الدولة·
المراهقون داخل القرية
داخل الجناح الوطني انشغلت مجموعة من طالبات جامعة زايد بإعداد مشروع دراسي حول 'المراهقون في الإمارات'؛ وتقول أثير الزعابي (طالبة بالجامعة): 'اخترت مع مجموعة من زميلاتي موقع الجناح الوطني بالقرية العالمية لإعداد الفيلم الوثائقي حول سلوك المراهقين ورأيهم في كل القضايا الوطنية والدولية· وجاء اختيار المكان باعتباره مقصداً للعديد من المواطنين والزوار'· أما ميثاء ابراهيم (طالبة في السنة الثالثة بكلية الإعلام ومخرجة الفيلم الوثائقي) فتقول: 'الفيلم عبارة عن مشروع دراسي يدور حول رؤية المراهقين في البلاد العربية للقضايا العامة ومدى تفاعلهم مع قضايا مجتمعهم، ونركز بشكل رئيسي على المراهقين المواطنين· ويتم إنتاج الفيلم بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة وتشارك به (5) طالبات متخصصات في الانتاج الإعلامي وهو بمثابة مشروع تخرج لهن'·
شامسة الشريف التي تشارك في إعداد الفيلم، تقول: 'إن المكان عالمي؛ بمعنى أنه يمكنك أن تقابل مراهقين ومراهقات من جميع أنحاء العالم وهو ما يسهل كثيراً انجاز مشروعنا الدراسي'· في حين تقول علياء أهلي: 'إن اختيار القرية العالمية جاء بإجماع الآراء بين الطالبات المشاركات في مشروع الفيلم، وما أنجزناه حتى الآن يؤكد أن الفيلم سوف يكون جيداً حيث يتجاوب المراهقون والمراهقات مع ما نطرحه من أسئلة واستطعنا تصوير لقطات جيدة'· من جهتها ترى الطالبة مريم العور أن تصوير فيلم مثل هذا داخل القرية العالمية، واختيار الجناح الوطني يعد بمثابة ترويج لتراثنا وحاضرنا الذي نفخر به· بينما ترى مريم أهلي أن مشاركتها في هذا المشروع أكسبها خبرة جيدة قد تساعدها على العمل المستقبلي في المجال الإعلامي الذي تهواه·
عدد اليوم
