محمد صلاح الدين:
بدانة، كسل، خمول، إحساس دائم بالبرودة، ابحث عن الغدة الدرقية· نحافة، شراهة، عصبية وتوتر، جحوظ في العينين، ابحث أيضا عن الغدة الدرقية، فمتاعب الغدة التي تشبه الفراشة عندما تفرد جناحيها والتي تقع في المنطقة الأمامية من الرقبة، قد تجعل من يصاب بها بدينا جدا، أو نحيفا جدا، قد تجعله عصبيا جدا، أو باردا جدا جدا، فهي تسبب العرض ونقيضه، وهي بحق واحدة من أكثر الغدد الصماء غرابة·· وهو ما يؤكده الأستاذ الدكتور عباس السادات أخصائي الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد في مستشفى السلامة بأبوظبي·
يقول: تحتوي الغدة الدرقية على خلايا خاصة تعرف بالخلايا الكيسية وهي المسؤولة عن إفراز هرمون الثايرويد أو الهرمون الدرقي المهم جدا للكثير من الوظائف الحيوية في الجسم· ويؤدي نقص الهرمون الدرقي إلى الكثير من الأعراض مثل زيادة في الوزن، ترهل الجسم، الميل إلى النعاس، الشعور بالكسل، وأخيرا الإحساس بالبرودة·· وعلاج هذه الحالة يكون بتعويض نقص الهرمون الدرقي، وهو سهل وبسيط ولا يتطلب أكثر من تناول أقراص معينة يصفها الطبيب بانتظام·
وتنتج الزيادة في الهرمون الدرقي ـ وهي الحالة المناقضة للحالة الأولى ـ عن الإصابة بالأورام أو التكيسات أو بمرض جريفيز، وهو مرض مجهول الأسباب حتى الآن وإن كان المرجح أنه أحد أمراض ما يعرف بالمناعة ضد الذاتية أو الأمراض المناعية والتي يحدث فيها خلل في الجهاز المناعي يؤدي الى قيام الغدة الدرقية بإفراز كميات كبيرة جدا من هرمون الثيروكسين، ويؤدي ذلك الى مجموعة من الأعراض تشمل: الشراهة في تناول الطعام من الانخفاض الشديد في الوزن، والعصبية وكثرة التبول والإسهال وجحوظ العينين· يضيف الدكتور السادات: هناك بدائل علاجية عديدة لهذا المرض منها العلاج باليود المشع، وقد يؤدي هذا العلاج الى انخفاض شديد في إفراز الهرمون الدرقي الأمر الذي يتطلب علاجا تعويضيا· والنوع الثاني من العلاج هو عبارة عن علاج دوائي يساعد على خفض أو إنتاج هرمون الثيروكسين ولكن يجب أن يخضع المريض الذي يطبق عليه هذا العلاج لمراقبة طبية مستمرة ودقيقة·
وتتحسن حالات البعض من خلال هذه الطريقة العلاجية ولا يعود إليهم المرض مرة أخرى· وفي الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي أو العلاج باليود المشع فإن العلاج الجراحي يصبح هو الاختيار الأخير الفعال حيث يقوم الجراح باستئصال جزء كبير من الغدة·
وقد تحدث زيادة إفراز الغدة الدرقية بسبب وجود تكيسات أو تورمات، وهذا النوع من الأسباب لا يستجيب للعلاج الدوائي، وقد لا يكون العلاج الإشعاعي فعالا بالقدر الكافي، ولذلك يكون التدخل الجراحي هو الحل الأمثل في معظم الحالات، وهذا المرض ينتشر في المناطق التي لا يتوفر فيها اليود، أو يوجد بقلة مثل المناطق التي لا تتصل بالبحار ويندر فيها تناول المأكولات البحرية، وقد تراجع هذا المرض بشكل كبير في السنوات الأخيرة بعد أن انتبه العلماء الى أهمية عنصر اليود في الوقاية منها، فتزايد الاتجاه الى إضافة اليود الى ملح الطعام·· كما ساهم تزايد الإقبال على المأكولات البحرية أيضا في الحد من انتشار المرض بشكل كبير·
عدد اليوم
