انفجرت القنبلة الموضوعة بين القمامة عند مرور المدرعة الثالثة في القافلة الاميركية في احد شوارع الموصل، لكنها لم تلحق سوى اضرار طفيفة في اطار آلية هامفي واصلت طريقها لتتوقف بعد مسافة قصيرة، خشية وقوعها في مكمن· وبعد دقائق من الانفجار قال جيفري هيل الذي يشغل السلاح الرشاش في الآلية وقد بدأ عليه الارتياح ''كنت ادير برج الالية عندما وقع الانفجار وتلقيت كمية من التراب والحجارة في وجهي فارتميت داخل الآلية· ثم عاودت سريعاً الصعود لمراقبة المكان''· وانكب رفاقه على تنظيف وجهه المحمر وهم يمزحون ويلعنون ويرتبون على ظهره·
وقال ''في الواقع شكل الامر مفاجأة اكثر مما اثار خوفاً في نفسي''، مضيفاً ''الامر يتم بسرعة قصوى، ولحسن الحظ فقد كنت اضع مسدات في اذني· اجتزت للتو اختبار انفجار القنابل اليدوية الصنع'' التي تمثل السلاح المفضل للمسلحين العراقيين·
وعلق الجندي كورتيس كارتر المسؤول عن الرشاش في الآلة الاميركية التي كانت امام الالية المستهدفة، ''كنا في شارع مقفر في قلب الموصل مطلع بعد الظه كان علينا ان نرتاب ونتوخى الحذر''· وبعد دقائق وصل عناصر الشرطة العراقية واغلقوا الشوارع المحاذية وبدأوا البحث عن شهود محتملين· وسرعان ما اطل فضوليون من نوافذهم واعادت المحال التجارية فتح ابوابها·
وواصلت الدورية الاميركية سيرها ببطء في اتجاه قاعدة للجيش العراقي، حيث يمكن الخروج دون خوف من المدرعات وتغيير العجلة المتضررة· والسبت كانت الموصل كبرى مدن شمال العراق والاشد خطراً في البلاد، ملأى بالمكامن المنصوبة للقوافل العسكرية الاميركية· ففي الصباح انفجرت قنبلة كانت موضوعة في حقيبة رياضية سوداء عند مصباح كهربائي في شارع وادي حجار ولم يتضرر في الانفجار سوى المصباح·
وقال الضابط تشارلز مولر قائد الوحدة التي تعرضت للهجوم والذي وصل بعد ساعتين من وقوع الانفجار ''اصبحنا نشهد اكثر فاكثر عبوات يدوية الصنع صغيرة يعتمد في تصنيعها على السماد'' مضيفاً ''هذا يعني ان عملياتنا تمنعهم من صنع قنابل اشد قوة· ونحن لا نزال نرى مثل هذه العبوات ولكن بدرجة اقل''· وعلى احد الارصفة جلس 20 رجلاً عراقياً ورؤوسهم مطأطأة·
ووصلت شاحنة صغيرة، في حين خاطب شرطي الجمع من مكبر صوت ''الواحد تلو الآخر وابقوا رؤوسكم مطأطأة''· ويدير الضابط حسن حميد من الشرطة العراقية العمليات، وقال ''ان من ضغط على الزر لا يمكن ان يكون بعيداً'' عن مكان الانفجار، مضيفاً ''كل هؤلاء مشتبه بهم وسنستجوبهم''·
واضاف ''الاسبوع الماضي اوقفنا عناصر من الشرطة المحلية لم يكونوا بعيدين وقد يكونون شاركوا في التفجير· لكن بلا جدوى''· وتابع ''في الشوارع الكبيرة لا يزرعون الا عبوات صغيرة لانه بسبب الازدحام لا يملكون الوقت الكافي للحفر ووضع كابلات·
وفي كل يوم عند الفجر ارسل الدوريات للبحث عن طرود مشبوهة·· بيد اننا لم نعثر على هذا الاخير''· وبسبب الخوف من انفجارات ثانوية تستهدف عناصر الامن لدى وصولهم الى مواقع الانفجارات فإنه يأمر رجاله بان يتفرقوا ليفتشوا المنطقة المحيطة بالانفجار وعدم البقاء في مكان واحد لتعقيد مهمة قناصين محتملين قد يكونون كامنين كذلك·
وفي المدرعات الاميركية يعلن جهاز اللاسلكي ''انتبهوا جميعاً· تقرير عن هجوم انتحاري يمكن ان يستهدف اليوم قافلة اميركية''· وبالفعل فقد انفجرت سيارة مفخخة كانت مركونة عند حافة احد الطرقات، لدى مرور دورية في شارع كبير بالموصل ما ادى الى اصابة جنديين اثنين بجروح·
عدد اليوم
