لم تعد هناك حدود للتكنولوجيا الذكية اليوم، فهذه الأخيرة التي تناولت في الخمس سنوات الماضية أدق التفاصيل في حياة ملايين المستخدمين حول العالم، والتي تغلغلت في الكثير من الأجهزة والمعدات المستخدمة في حياتهم اليومية، ها هي اليوم وعلى عكس ما قدمته في الماضي، تنتشر بطريقة ذكية وجديدة كلياً في عالم السيارات، لتمنح قائديها وركابها متعة غير مسبوقة، وتأتيهم بجملة من ميزات وخصائص الذكاء الصناعي التي تفردت بها.
لم يشكل حضور الألمانية العريقة «أودي»، في معرض إلكترونيات المستهلك CES 2014، الذي أسدل الستار على فعالياته مؤخراً، مفاجأة لزوار المعرض والقائمين عليه، حيث شهدت لاس فيجاس خلال السنوات الماضية حضور / وجود الكثير من شركات السيارات العالمية، التي قدمت آخر ما توصلت إليه من تقنيات حديثة، وجديدة في عالم السيارات، موجهاً بشكل مباشر لقائد المركبة.
فكرة مبتكرة
لكن المفاجأة التي كانت من العيار الثقيل، تمثلت في مشاركة سيارة الشركة الألمانية الرياضية المميزة «أودي تي تي»، ولأول مرة في المعرض، من خلال مقصورتها الذكية جداً، التي ركزت بشكل أساسي على قائد المركبة، والتي استلهمت الكثير مما تمتاز به أجهزة الكمبيوتر اللوحية والهواتف المتحركة من ذكاء صناعي، وزودت به مقصورتها الداخلية، وهو الذي لم يتوافر حتى هذه اللحظة في أي من علامات السيارات الأخرى على مستوى العالم.
حيث حضور / وجود الشركة الألمانية في معرض المنتجات الاستهلاكية، من خلال قمرة سياراتها أودي تي تي الافتراضية، والتي كانت محل اهتمام عشاق السيارات والأجهزة الذكية على حدٍ سواء، خصوصاً أن هذه السيارة، من السيارات المفضلة للكثير من عشاق سيارات شركة أودي.
فجاءت قمرة قيادة السيارة الرياضية، بلوحة عدادات رقمية بالكامل، قادرة وبكل سهولة وذكاء صناعي، على عرض جميع المعلومات مباشرة أمام السائق، وخلال تركيزه في الطريق أمامه، وهو الأمر الذي جعل الشركة الألمانية تتخلى عن شاشة نظام MMI الحصري والمنفصل في المنصة المركزية لقمرة القيادة، الأمر الذي منح المصممين في أودي الحرية المطلقة في تقليل حجم لوحة أجهزة القياس، بما يتناسب بصرياً مع مبدأ التشكيل فائق الخفة من أودي.
معايير جديدة
ستأتي المنصة الرئيسية أمام قائد سيارة أودي تي تي الجديدة، والتي يتوقع لها أن تصل إلى أسواق الشرق الأوسط، خلال 2015، بشاشة عرض من نوع TFT، بحجم كبير يصل إلى 12,3 إنش، مجهزة بمعايير جديدة كلياً، في عالم السيارات، ومزودة في نفس الوقت برسوماتها ثلاثية الأبعاد وعالية الدقة والتفاصيل.
وحسب الشركة المنتجة للسيارة، يستطيع السائق أن يبدل بين نظامين للعرض، الأول يتضمن طريقة العرض الكلاسيكية، حيث يظهر عداد السرعة وعداد دوران المحرك في المقدمة، وأمام السائق في المنصة الرئيسية بصور رقمية بشكل كامل.
أما في حال اختار السائق وضعية «المعلومات والترفيه»، فستتحول هذه العدادات الافتراضية الرقمية، كبيرة الحجم لتصبح أصغر حجماً، على جانبي المنصة الرئيسية، ولتفتح المجال أمام الشاشة العملاقة، ليتم استغلال المساحة كاملة التي ستتوافر للسائق في المنصة الرئيسية لعرض وظائف أخرى حيوية ومهمة للسائق، مثل خارطة الملاحة، والإرشادات والتوجيه إلى أقرب نقطة معينة يرغب السائق بالوصول إليها.
التركيز على السائق
عمدت شركة أودي على التركيز في الماضي على سائقي مركباتها المختلفة، وخصوصاً الرياضية منها، وهو ما تجلى اليوم مع مقصورة القيادة الذكية والجديدة من الشركة الألمانية، حيث ركزت هذه الأخيرة مع جميع عناصر مفهوم التشغيل الجديدة المرافقة لها على السائق.
ورغم أن مقصورة النسخة الجديدة من سيارة أودي تي تي خصوصاً ما يتعلق بلوحة الأدوات المركزية، ليست بعيدة تماماً من حيث الشكل العام، عن نسخ السيارة الحالية، إلا أنها بدت في النسخة 2015، أكثر رشاقة وحدة في الخطوط والتصاميم، حيث تميزت عجلة القيادة متعددة الوظائف الجديدة لهذه السيارة الرياضية المدمجة بقاعدة مسطحة، مع مشابك بمظهر معدني من الألومنيوم حول عوارضها، كما جاءت الأزرار والضوابط على العوارض لتسمح للسائق بالتحكم في جميع الوظائف، بما في ذلك نظام المعلومات والترفيه الحديث.
ويشابه تصميم قوائم التحكم بالوظائف تلك المستخدمة في الهواتف والأجهزة اللوحية الذكية، حيث تشمل وظيفة البحث عن النص الكامل (MMI search)، كما يمكن القيام بجميع الوظائف الرئيسية في السيارة الآن بمجرد النقر على بعض الأزرار، هذا بالإضافة إلى أن الشركة عمدت إلى تبسيط الوصول إلى كافة الخيارات الأخرى بسيارتها الجديدة، بسهولة وسرعة من قبل السائق.
كما تمت إعادة تطوير محطة الوسائط المتعددة MMI على المنصة الوسطى بشكل شامل، وبفضل انسيابية تصميم المنصة الرئيسية وبفضل مزايا التحكم باللمس، وكبر حجم الشاشة، يمكن للسائق التمرير والتكبير في القوائم وعلى الخرائط، حسب رغبته، وفي المستقبل سيكون من الممكن استخدام اثنين فقط بدلاً من أربعة أزرار في المنطقة المحيطة بزر التشغيل الدوار.
من الألف إلى الياء
أعادت الشركة الألمانية تصميم الجزء الداخلي من الجيل المقبل لسيارة تي تي من الألف إلى الياء، حيث تشبه منصة أجهزة القياس من الأعلى جناح طائرة بشكله الانسيابي، كما جاءت منافذ الهواء بشكل دائري كلاسيكي، يشبه المحركات النفاثة، كما أن معدات التحكم بتكييف الهواء موجودة أيضا على فتحات التهوية نفسها، بما في ذلك وظائف تعديل تسخين المقعد، وتعيير درجة الحرارة، واتجاه وقوة تدفق الهواء، مع شاشة عرض صغيرة تشير إلى الإعداد الذي تم اختياره.
كما تقع تحت فوهات الهواء المركزية مفاتيح الإنذار الضوئي والوظائف الثانوية التي تأتي في النسخة القادمة بشكل مركزي يمكن الوصول إليه بسهولة.
عدد اليوم
