الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مراسلة حرب» تشارك في تغطية الأحداث الأكثر سخونة في العالم

«مراسلة حرب» تشارك في تغطية الأحداث الأكثر سخونة في العالم
18 مايو 2011 14:07
لكبيرة التونسي ( أبوظبي)- تبلورت الأحداث على نحو سريع في ليبيا، وتطورت المواقف وطال النزاع، فانخرط بعض الصحفيين فيها، وذهبوا لجبهات القتال، سعياً وراء نقل الحقيقة من عين المكان، من هؤلاء جنان موسى من قناة الآن، التي أسهمت بتغطية الأحداث المضطربة في ليبيا. عن تجربتها وكيفية التحاقها برقعة الأحداث تقول جنان: وصلت إلى الإمارات بعرض من قناة « الآن» كمنتجة بقسم التنسيق، لكن حلمي بالصحافة دفعني للبحث عن موقع لي ضمن الجسم الصحفي للقناة، وأثبت جدارتي بسبق صحفي أحرزته فقدمت لي فرصة التحول إلى مذيعة في القناة. هذه الخطوة شجعت جنان موسى لتخطو خطوات أخرى، حاورت الرئيس الباكستاني برفيز مشرف، وباتت تبادر وتسابق الزمن لتخلق لنفسها مكانة مميزة في عالمها الجديد الصحافة، وبعد الأحداث العربية، طرحت فكرة المشاركة في تغطية ما يجري في بعض أطراف العالم العربي، إلى ذلك تقول جنان موسى: لم أتردد أبدا في المشاركة في تغطية الأحداث الأكثر سخونة في العالم، وأصبحت مراسلة متحركة في قلب ليبيا، لم أخبر أهلي بداية، وغادرت الإمارات متوجهة إلى ساحة المعركة، توقعت في البداية أن الأمر سينتهي بنفس الطريقة التي انتهى بها عند تونس ومصر، لكن تفاجأنا بطول المدة، وبصعوبة الموقف وتصعيده. خلفية متوترة وتشير جنان إلى أن الحرب والتوتر لم يكن مغيباً في طفولتها ومراهقتها، حيث نشأت في لبنان، وتعودت على مثل هذه الأحداث، في ذلك تقول: تعودت منذ طفولتي على مثل هذه الأحداث، عايشت عدة توترات وعدة حروب في لبنان، بالإضافة لذلك فإن والدي مرشد سياحي، وكان يأخذني معه أينما حل وارتحل لأساعده في الشرح للسياح عن أحداث لبنان، كما كان من بين زبائنه مجموعات متعاقبة من الصحفيين، وكنت أنوب عنه بشرح تفاصيل ما يحدث، هكذا أصبحت تدريجياً على دراية بما يريد اقتناصه الصحفي والتركيز عليه، وعرفت طريقة الأسئلة والأجوبة، وبالتالي أصبح عندي شغف بالسؤال ومعرفة الجواب، ومن غير أن أدري أصبحت عاشقة للصحافة ولا أهاب المخاطر، وتذكر جنان أنها عملت متعاونة مع كثير من الجرائد الأجنبية، وغطت أحداث لبنان، لكنها لم تعمل يوماً في إطار الصحافة المرئية وتعتبر هذه التجربة مع قناة الآن أول خطوة في حياتها المهنية، وتضيف جنان: كان هناك حلم دائما يحركني، وهو رغبتي القوية في أن أكون مراسلة حرب، هدفي من ذلك كشف الحقائق، وأكون أيضا صوت من لا صوت له، فكثير من الأشياء لا يتم الكشف عنها خلال الحروب، وهي تفاصيل حياة الناس المتواجدين في النصف، ليسوا سياسيين و مشاركين في الحرب، هم أناس أبرياء. إرهاق عاطفي وتشير جنان إلى أن معرفتها بالبيئة الليبية وناسها كانت صفراً، وتضيف في هذا السياق: لم أكن أعرف أي شيء عن هذا المجتمع ولا عن أهله، ولكن على أرض الواقع تفاجأنا بطيبتهم، وبإيمانهم بقضيتهم، فكانوا يفتحون لنا بيوتهم، ويساعدونا في القيام بمهامنا الإعلامية، سمعنا لأحزانهم وهمومهم الكبيرة، وهذا الأمر جعلنا نرهق عاطفياً، وليست هناك طريقة أبداً للتخلص مما يعيشه هؤلاء الأبرياء، توحدنا معهم وأصبحنا جزءاً منهم، وما قد يصيبهم يصيبنا في أي لحظة، وتذكر جنان أنها لاتزال متأثرة ببعض المواقف ولاتستطيع التخلص منها، وتضيف في هذا السياق: لن أنسى منظر سيدة وهي تبكي وتتلوى على الأرض، وكانت بين مجموعة من الناس محملين في سفينة قادمة من مصراتة إلى بنغازي، وكانت سيدة في الخمسين وهي مصابة بمرض السكري، أصيبت ابنتها البالغة من العمر 14 سنة، بصاروخ واستشهدت أمام أعينها، وهي ترافقها إلى المستشفى، كما صادفت والداً متشحاً بالسواد، والحزن يغلف نظراته، حين سألته فاض غضبا وبكى بحرقة على قتل ابنه رياض ذي السنوات العشرين. كمائن ومن الصعوبات التي تذكر جنان خلال قيامها بعملها الصحفي أن سيارتهم علقت أكثر من مرة بكمين، لكن استطاعت النجاة، إلى ذلك تقول جنان: كنا نرافق الثوار خلال عملنا، وتعرضنا مرة لإطلاق الرصاص، ومرت من جانبي أكثر من 20 طلقة، ونجونا بأعجوبة، وأذكر أننا كنا في قافلة مكونة من عدة سيارات وحافلات متوسطة الحجم، ورجعنا يومها، واستمر المسير في يوم آخر، وفي طريقنا شاهدنا بعض السيارات التي كانت معنا في الطريق محروقة تماما، وتشير جنان إلى أن الناس العاديين من كانوا يشاركون في هذه المعارك من مهندسين وأطباء وطلاب وشباب، ولم يكونوا مدربين على حمل السلاح، ولكن إيمانهم بالقضية من يقودهم للنصر رغم العذابات التي يمرون منها يوميا، وتشير جنان أنها مرت أيام على الناس هناك بدون أكل أو شرب أو تواصل، فلا مطاعم مفتوحة، ويقتصرون على أكل المواد المعلبة، وتذكر جنان أن البداية كانت صعبة التواصل، مع الجهات الإخبارية، وكان طلب الصحفيين على الأنترت كبيراً، مما كان يسهم في بطئها، كما تضيف: هناك من انقطعت أخبار أهله ولم يعد يعرف عنهم شيئاً، وهناك من يجلس ينتظر أياماً طوالاً ليتصل بأهله في الخارج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©