الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ثورة الغضب الجماهيري في المغرب

31 يناير 2006
المغرب - بدر الدين الإدريسي
لم تكن أي من المشاركات السابقة لمنتخب مصر في تاريخ بطولة أمم أفريقيا على نفس الدرجة من كارثية الحصيلة التي كانت عليها المشاركة في دورة 2006 بمصر، إذ فاجأ أسود الأطلس الكل ليس فقط بأنهم لم يتخطوا عتبة الدور الأول، ولكن بأن لم يسجلوا أي هدف في مبارياتهم الثلاث، إذ خسروا بهدف للاشيء، من كوت ديفوار وتعادلوا سلبا أمام مصر وليبيا··وجاء هذا العجز المركب والغياب التام للنجاعة الهجومية ولفعالية الأداء أيضا ليكشف محدودية المدرب محمد فاخر من جهة، وليعري الأخطاء التي ارتكبها مجلس إدارة اتحاد الكرة عندما تعامل بشكل سمج بل وأرعن مع مرحلة ما بعد الإقصاء من كأس العالم 2006 عند التعادل مع تونس برادس، وهي المرحلة التي شهدت استقالة المدرب الزاكي، الإستقالة التي قبلها أعضاء مجلس إدارة الإتحاد بإجماع غريب·
ولم يكن أكثر المتشائمين يتصور أن يكون أسود الأطلس بكل هذه الرعونة في الأداء خاصة في مباراتهم الأخيرة أمام ليبيا، إذ كان متوقعا بعد التعادل 'الشجاع' أمام مصر البلد المنظم، أن ينتفض الأسود في مواجهتهم لليبيا ويحققوا الفوز الذي يحفظ لهم الكبرياء، حتى وإن عجزوا عن بلوغ الدور الثاني، مادام أن التأهل بعد الذي خلصت إليه الجولتان الأولى والثانية من الدور الأول قد أصبح في عداد المستحيل، إلا أنهم أدوا مباراة أسوأ مردودا وأفظع أداء مما سبق، مما جعلهم يخرجون من الباب الضيق· ووجدت جماهير كرة القدم المغربية صعوبة كبيرة في هضم مرارة الإقصاء المهين والخروج الصاغر من بطولة أمم إفريقيا، خاصة وأن المنتخب الذي حضر دورة مصر وكان بهذه الكارثية في المحصول يضم نسبة كبيرة من اللاعبين الذين حازوا قبل سنتين لقب وصيف البطل في دورة تونس·
ولا يصعب على هذه الجماهير ولا حتى على النقاد والإعلاميين إيجاد مبرر منطقي لهذا الذي حدث، فالمسؤول في نظر الكل هو إتحاد كرة القدم الذي تعامل بشكل سمج ومع مرحلة كانت تبدو دقيقة في حاضر منتخب المغرب، مرحلة ما بعد الخروج من كأس العالم، إذ أن القبول باستقالة الزاكي كانت في نظر كل هؤلاء هي أم الأخطاء، إضافة إلى أن اتحاد الكرة سمح لنفسه ولتروسييه المدرب المتعاقد معه والمنفصل عنه في زمن قياسي بأن يهدرا وقتا من ذهب في حياة منتخب المغرب··ويكاد يحصل اجماع داخل الشارع الرياضي المغربي بضرورة تقديم المسؤولين الحقيقيين عن كارثة الإقصاء للمحاسبة وحل الاتحاد واستبعاد كل من كانت له علاقة بكل هذا الذي حدث·
وذهبت أصوات أخرى كما حدث بملعب الكلية الحربية خلال مباراة ليبيا إلى المطالبة بالعودة الفورية للمدرب بادو الزاكي الذي خاض معه منتخب المغرب 26 مباراة رسمية خلال ثلاث سنوات لم ينهزم سوى في واحدة منها، وكانت أمام تونس خلال نهائي كأس أفريقيا للأمم بمصر، كما أن الأسود حصلوا في عهده على لقب وصيف بطل أفريقيا·
وكان المدرب محمد فاخر قد عقد لقاء صحافيا قبل المباراة أمام ليبيا جمعته بالإعلاميين المغاربة الذين واكبوا دورة مصر، ليكشف لهم عن الرهان الصعب الذي قيل بوازع وطني تحمله، وقال فاخر:ليس هناك مدرب على الإطلاق يتحمل مسؤولية منتخب قبل عشر أيام من بداية حدث مثل حدث كأس أفريقيا للأمم، ويجري على عجل ثلاث مباريات ودية، ويحصل للاعبيه أعطاب كثيرة وأخيرا وليس بآخر يواجه بلعنة الحظ، لو حدث ونجحت لأصبحت الإتحادات تعين مدربين قبل أسبوع من بداية أي بطولة ووفرت مبالغ مالية كبيرة· وقال فاخر أن منتخب المغرب ذهب ضحية الزمن الاعدادي الصغير، وأن عمله الحقيقي من المفترض أن يبدأ بعد نهائيات كأس إفريقيا للأمم بمصر··وطالب طلال القرقوري مدافع نادي شارلتون الإنجليزي بالتعامل بمنتهى الحكمة مع الحصيلة الرقمية الفظيعة التي ترتبت عن المشاركة في دورة مصر··وعلينا أن نقرأ بإمعان حصيلة المشاركة بتونس والمشاركة بمصر، ونتوصل إلى معرفة السبب في نجاحنا بتونس وإخفاقنا بمصر في أقل من سنتين، وتكون لنا بعدها الشجاعة في تسمية المسببات··واعتبر القرقوري التدبير الهاوي أم المعضلات، وعلينا أن نوجد سريعا إطارا إحترافيا يؤطر العمل على مستوى الأندية والمنتخبات·
وبجرد سريع للمشاركات الإثنتي عشر سنجد أن منتخب المغرب تحصل مرة واحدة على اللقب وكان ذلك سنة ،1976 وتحصل مرة واحدة على لقب وصيف البطل سنة ،2004 وتحصل مرة واحدة على المركز الثالث سنة ،1980 وحل رابعا في مناسبتين سنة 1986 و،1988 وخرج من الدور الربع النهائي مرة واحدة سنة ،1998 وخرج من الدور الأول في ست مناسبات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©