الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المقاصف المدرسيــة ... المسموح والممنوع

المقاصف المدرسيــة ... المسموح والممنوع
1 أكتوبر 2016 14:16
استطلاع: إبراهيم سليم ومريم الشميلي ومنى الحمودي مع بداية كل عام دراسي تتجدد مخاوف الطلبة وأولياء أمورهم، وكذلك الجهات المجتمعية ذات العلاقة، من قضية غذاء الطلبة، في وقت لا تزال بعض المقاصف المدرسية في صورتها التقليدية التي ألفناها منذ عقود، ساندويتشات فلافل وزعتر وجبن، في حين امتدت يد التطوير إلى مقاصف أخرى ىشهدت تغييراً نوعياً في الأغذية المقدمة إلى الطالب، لكن على الرغم من ذلك، لا تزال الشكوى قائمة، من جانب أولياء الأمور بشأن عدم «توازن» الغذاء الذي يتناوله أولادهم في المدرسة. «الاتحاد» تستطلع اليوم عدداً من الآراء وترصد ملاحظات تباينت من شخص إلى آخر، فيرى البعض أنها تمكن الطلاب والطالبات من تناول وجبة خفيفة تعينهم حتى العودة إلى منازلهم وتناول أطعمتهم المفضلة، ويرى البعض الآخر أنها تشكل عبئاً على ميزانية الأسرة، خاصة الذين لديهم عدد من الأبناء في مختلف المراحل. يؤكد معظم المستطلعين أن وجبات «المقاصف المدرسية» لا تغني ولا تسمن من جوع، وطالب عدد من أولياء الأمور الجهات المختصة في برامج التوعية الصحية والوقائية بضرورة التركيز على تثقيف الطلاب علمياً وعملياً بمخاطر الأمراض المزمنة كالسمنة والسكري، مؤكدين انتشار تلك السلبيات وبشكل كبير وواضح بين طلاب المدارس ورياض الأطفال من دون استثناء، في حين أكد تربويون في المقابل أن النمط الغذائي والسلوكي الصحيح مسؤولية حقيقية تقع على عاتق الأسرة والمدرسة والمجتمع الطبي الذي يحيط بالطالب. بدورهم أجمع عدد من تربوي إدارات المدارس ورياض الأطفال أن بعد الإجازة السنوية للعام الدراسي، يأتي العديد من الطلبة بأوزان وسلوكيات غذائية سلبية وغير صحية، مما يحتم على إدارات المدارس بالتعاون مع المنطقة الطبية تعديلها وإرجاعها إلى وضعها الطبيعي، وأن هذه الأمور تحتاج للتعاون المشترك بين البيت والأسرة لتصحيحها، موضحةً أن هناك أسراً قليلة التعاون والتفاعل، بعكس أسر أخرى، وأن المسألة تحتاج للوقت والجهد ومتابعة دورية من الأطراف الثلاثة المعنية بالمسألة. وقال ولي الأمر عبدالرحمن سالم الهاشم: إن طلاب المدارس ورياض الأطفال يكتسبون أحياناً عادات سلوكية وغذائية غير صحيحة من أقرانهم الطلبة، ويعتمدونها كنمط أساسي في حياتهم، مما يؤثر بالتالي سلباً على الناحية الصحية، خصوصاً لدى الطلاب أصحاب الأمراض المزمنة الذين يتبعون نمطاً محدداً من الغذاء ويكسرون الروتين الخاص بهم، فور التحاقهم بمقاعد الدراسة، لذا وجب على الجهات المتخصصة في الصحة والتعليم التركيز على هذه الناحية، وتدارك العواقب .وذكرت موزة سعيد أن ورشة عمل مع أولياء الأمور عقدت مؤخراً في مدرسة ابنها، وركز النقاش على الطعام المقدم للأبناء في المدرسة عن طريق شركة متخصصة ، ولكنني أفضل إرسال الطعام من المنزل كون ابنتي لا تتقبل أي نوع من الطعام، واعترف بأني أقوم بإرسال ساندويتش الشوكولاته معها لأنه المفضل عندها، مشيرة إلى أنهم إطلعوا خلال الاجتماع على أنواع الأطعمة التي يمكن ولا يمكن إرسالها مع الطلبة ومنها على سبيل المثال البيض وبعض الخضراوات، وذلك لتعرضها للفساد، إضافة إلى ضرورة تنبيه الأبناء بأن الفواكه لا يمكن تناولها في نهاية الدوام المدرسي، وذلك لتعرضها للعطب. ولفتت إلى أن مثل هذه الورش لأولياء الأمور تجعل الأمور أكثر توضيحاً فيما يتعلق بطعام الطلبة، خصوصاً أن بعض أولياء الأمور يغيب عنهم ما يتعلق بالغذاء الصحي وفترة صلاحية الأغذية. فيما أوضحت علياء راشد أن لا علم لها بما يتم بيعه في المدرسة من طعام ، لأنها تعتمد على الطعام الذي يرسل من المنزل ، قائلةً إن المدرسة أساساً لم تقم بتزويد الأهالي بقائمة الطعام المتوفرة لديها، وما يسمح ويمنع إرساله مع الطالب. وأشارت إلى أن أبناءها منذ الصغر معتادون على نظام غذائي معين، والمقاصف المدرسية لا توفر أي نوع من أنواع الغذاء المفيد لهم، لذلك يجب أن تحوي المقاصف ما يوفرالغذاء السليم، وأن لا تكون عبارة عن مشروع تجاري ربحي للمدرسة.ومن جانبها أشارت موزة النقبي إلى أنها تعاني مع أبنائها المصابين بأنيميا الفول، فهي في المنزل تمنع عنهم البقوليات، أما في المدرسة فلا وجود للرقابة حيث تباع الفلافل والفوشار والمواد التي تسبب هبوط نسبة الدم في الجسم، مشيرة إلى أنه يحبذ بيع «كرواسون الجبن» والعصائر الطبيعية من دون ألوان مصنعة، كنوع من الوجبات الخفيفة حتى يحين موعد انتهاء اليوم المدرسي، ويتجه الطالب لتناول الطعام في المنزل. ولفتت إلى ضرورة إعادة النظر في الوجبات المقدمة من المقاصف في جميع المراحل الدراسية، وأن يتم تحديد قوائم الوجبات والمنتجات التي يتم بيعها والرقابة المفعلة لهذا الأمر، فهناك مدارس تبيع طعاماً من المنازل، وذلك بالاتفاق مع نساء يطبخن في المنازل، ومن ثم تعبئته بأطباق، وبيعه مثل «المحشي والكشري والبرياني»، وبسعر يتراوح ما بين 5 و10 دراهم للطبق الواحد. وقالت بما أن المدرسة تُعتب المنزل الثاني للطالب يجب أن تهتم بتغذيته وأن يتم توفير الطعام الصحي والمشبع للطالب في فترة الغداء، على أن تكون هي الوجبة الرئيسية ولا داعي للانتظار حتى العودة إلى المنزل لتناوله. من جانبه يرى ولي الأمر خالد علي الحنطوبي أن لا فائدة من الأبناء خصوصاً الذكور فيما يتعلق بالطعام الصحي لأن أغلبهم يتجهون قبل مجيء الحافلة وفي الفسحة المدرسية إلى البقالة والكافتيريا لشراء ما يحلو لهم من مشروبات غازية وسكريات ورقائق البطاطا، ولا أحد قادر على منعهم خصوصاً أنهم يقلدون أصدقاءهم ويرغبون في تناول ما يتناولونه. ولفت إلى أن الحديث في هذا الأمر شائك وشبه عقيم، لأن الأمر لا يتعلق بجهة واحدة، بل المنزل والمدرسة والبقالة والكافتيريا والجهات الرقابية وغيرها، والتي لا يمكن حصرها، لذلك فإن أهم ما في هذا الأمر هو أن على أولياء الأمور الرقابة المستمرة وتعويض تناول الأطعمة غير الصحية بممارسة الرياضة والحركة والحد من تناولها. وتقول الطالبة ميثة وليد 9 سنوات إن الطعام الذي يباع في المدرسة هو ساندويتش الفلافل والجبنة والزعتر والعصائر ومعمول التمر فقط، وهو غير كاف ولا نستطيع الاعتماد عليه، ونظل جائعين حتى موعد العودة إلى المنزل، وقد نضطر في بعض الأحيان إلى وضع رقائق البطاطس والشوكولاتة في الحقيبة المدرسية لتناولها بين الحصص بسبب الجوع، ذلك لأن الوجبة ليست كافية، وأيضاً وقت الاستراحة غير كافٍ بسبب الازدحام على المقصف، وفي كثير من الأحيان تنفد السندويتشات، وبالتالي لا نجد ما نأكله. أما الطالبة مريم عبدالوهاب 10 سنوات فتقول: في مدرستها تتوفر الوجبات الساخنة بشكل يومي، ولديها بطاقة تحتوى أسبوعياً على خمسين درهماً، وتستخدم عشرة دراهم يومياً لدفع قيمة الوجبة اليومية التي تعتبر كافية ومغذية وصحية، لأنها تحتوي على الخضار والأرز واللحوم والعصائر الطازجة. وقالت والدة مريم: إنها راضية تماماً عما يُقدم من وجبات وأنواع أطعمة تعتبر كاملة وصحية، وإن الوعي حول الغذاء الصحي لابنتيها أصبح أكثر بسبب نوعية الطعام الذي يتناولونه في المدرسة، فعلى سبيل المثال تستطيع ابنتي التفريق بين الطعام الذي يحتوي على كمية كبيرة من الدهون مجرد تناوله، لذلك لجأت لاستخدام زيت الزيتون في الطبخ لأنه يحتوي على الدهون غير المشبعة، مشيرة إلى أن مثل هذه الأمور لم تقم هي بتعليمهم إياها، إلا أنهما استطاعتا اكتسابها في المدرسة بسبب التعود على الغذاء الصحي يومياً، لذلك من الضروري أن تهتم المقاصف والمطاعم في المدارس بهذه الأمور لأنها تترسخ من الصغر في أذهان الطلبة ويعتادونها. ويقول سعيد الفزاري إن أبناءه يفضلون أخذ طعامهم معهم إلى المدرسة، وهو عبارة عن ساندوتشات ورفضوا أخذ المصروف لعدم رغبتهم في الشراء للازدحام وضيق الوقت، وأن المتاح معجنات أو مناقيش أو مكرونة، مشيراً إلى أن تناول هذه المواد بصفة يومية يؤدي إلى السمنة والبدانة، وخاصة أن هناك أطفالاً مصابون بأمراض السكر أو البدانة وهو غير صحي أبداً، ولك أن تتخيل طفلاً يتناول مكرونة أو كشري كل يوم. ويشير أسامة الحارثي إلى أن أبناءه يفضلون تناول سندوتشات يعدونها بأنفسهم في المنزل، وأنه قام بتوفير ما يشبه الثلاجة لحفظ الطعام من الفساد، عازياً عزوف الأبناء عن المقصف إلى عدم التنوع في الأطعمة ووجود المعجنات والمكرونة، وغير ذلك من المواد التي لا تنال رضاهم، وقال: حسناً فعلت المدارس بالسماح للطلاب بحمل موادهم الغذائية وعدم المنع لافتاً إلى أن احتياجات الطلاب والطالبات تختلف من مرحلة عمرية عن الأخرى، لافتاً إلى أن بعض ما يباع أغلى من الذي يباع في المتاجر. وذكر علي المنصوري أن بعض أبنائه يفضل الشراء من خارج المدرسة، ثم العودة بعد تناول وجبتهم المفضلة، حتى إن العصائر الموجودة ليست طازجة وإنما معلبات تحتوي على مواد حافظة، مقترحاً التعاقد مع مطاعم متخصصة تقدم وجبات صحية. ومن ناحيتهم أشار معلمون إلى وجود بعض الأطعمة الممنوعة التي تُصر بعض الأسر على إرسالها معهم في حقيبة الطعام، وتتولى المدرسة التفتيش عليهم بصفة يومية، ما يزعج الطلاب، ونتمنى من الأسر التزام الشروط حرصاً على سلامة أبنائهم، وخاصة فيما يتعلق بأطعمة تحتوي على البيض أو اللحوم أو سلاطات خضراء تحتوي على الطماطم لأنها مواد غذائية معرضة للتلف والتغير. من جانبها أكدت ثنية أحمد أن المقاصف المدرسية لا تلبي حاجة الأطفال، وتختلف من مدرسة لأخرى، ولكن المواد نفسها التي تباع والمفروض أنها صحية ليست كذلك، إضافة إلى المصروف، وهناك أسر لديها خمسة أو ستة أفراد، تخيل كل واحد منهم يحتاج إلى مصروف لطعام لا يسد الجوع، وهو عبء إضافي على الأسر دون نتيجة، وهناك مدارس لا تفتش على حقيبة الطعام الخاصة بالطلاب، وبعضها يفتش لمنع هذا الطعام أو ذاك، وإجبار الطالب على شراء طعامه من المقصف. وأضافت: إن الأطفال سواء في الابتدائي أو الإعدادي أو حتى في المرحلة الثانوية، لهم نظام ورغبة معينة في تناول أي طعام، ومن الصعب إلزامه نوعاً معيناً يجده كل يوم أمامه، والغريب أن بعض المدارس تبيع مكرونة أو كشري، والمساحة المخصصة لتناول الطعام لا تمكن الطلاب من المزاحمة على المقصف، واليوم الدراسي طويل، لذلك أرى أن تزداد الفسحة أو فترة الراحة المخصصة حتى يستطيع الطلاب تناول طعامهم. وترى داليا عبدالمنعم أن الأساس هو الاهتمام بغذاء الأطفال قبل التوجه للمدرسة مع وضع «ساندويتش» أو عصير أو فاكهة، يتناولونها خلال فترة الراحة القصيرة، ولا ينبغي الاعتماد على الأكل خارج المنزل لا في المدرسة أو في غيرها، لكن بما أن أبناءنا يقضون فترة طويلة في المدرسة، من المهم أن يكون هناك مكان يستطيعون شراء ما يحتاجونه، لحين عودتهم، ويفضل أن تتنوع المنتجات أو المواد التي يحتويها المقصف، بحيث تلبي ذوق كل طالب مشيرة إلى إلى أن أطفالها لا يفضلون التوجه إلى المقاصف كون الفترة المخصصة للشراء محدودة، والازدحام كبير على المقصف من الطلاب الأكبر سناً، ولذلك يفضلون أخذ طعامهم معهم. ودعا مجلس أبوظبي للتعليم مع انطلاق العام الدراسي أولياء الأمور إلى التأكد من تناول الأبناء وجبة الإفطار قبل ذهابهم إلى المدرسة، ووضع نظاماً خاصاً بالمقاصف الدراسية لضمان سلامة الغذاء وذلك بهدف ضمان التزام المقاصف المدرسية المعايير الصحية والسلامة التي يقرها مجلس أبوظبي للتعليم وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وهيئة الصحة - أبوظبي، ومجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، وضمان أن تمارس جميع المدارس الحكومية دورها في تعزيز الممارسات الغذائية الصحية في مجتمعاتها المدرسية، وضمان تنفيذ التعليمات الواردة في دليل أبوظبي الإرشادي لإمارة أبوظبي، والوعي والمعرفة بالعادات الغذائية الصحية السليمة في المدارس. كما انتهج مجلس أبوظبي للتعليم التغذية الصحية كأولوية ضمن أجندته، ووضع ضوابط للتعاقد مع مقدمي خدمة المقاصف المدرسية من خلال إجراءات وخطوات تتم بالتنسيق مع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ودائرة التنمية الاقتصادية، حيث ألزم المجلس مقدمي الخدمة استخراج تصاريح وتراخيص لاستخدام المقاصف وتشغيل المطابخ. كما اعتمد المجلس قائمة الأصناف الغذائية المسموحة والممنوعة بهدف توفير غذاء صحي سليم آمن تتوافر فيه جميع الاشتراطات الواجب تطبيقها خلال مراحل تحضيره وحفظه وتقديمه لضمان سلامة الغذاء، ويلتزم مقدمو خدمة المقاصف القائمة المعتمدة، إضافة إلى عدم توريد المواد الممنوعة، كذلك التزامهم أسعار المواد الغذائية المحددة من قبل المجلس الذي حدد المعايير والاشتراطات الملزمة لمقدمي خدمة المقاصف فيما يخص الاشتراطات الصحية بحيث تتولى إدارات المدارس في ما بعد مسؤولية متابعة مدى التزام الموردين ما نص عليه العقد المبرم بين الموردين وبين المجلس، لضمان عدم التلاعب بالقيمة الغذائية أو المادية للأغذية المقدمة إلى الطالب. كما تم إبرام اتفاقية تفاهم بين المجلس ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية لدعم المقاصف المدرسية بحيث يتم دعم بعض المواد الغذائية، إضافة للألبان والحليب والعصائر المقدمة للطلبة، فقد تم تعيين مشرفات مقاصف بالتعاون مع المؤسسة، ومواصلات الإمارات للعمل في المقاصف بعد حصولهن على برامج تدريبية بشأن سلامة ونظافة الغذاء، وفق اشتراطات جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية. «المفتش الصغير» في مدينة العين ينفذ جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية مشروع «المفتش الصغير» في مدارس مدينة العين، من خلال ترشيح 3 طلاب من المتميزين لتنفيذ عملية التفتيش الميداني في المقاصف المدرسية. ويهدف المشروع إلى تدريب الطلاب على الطرق التي يتبعها المفتشون لضمان سلامة الغذاء في المقصف المدرسي. ويقوم المفتش من جهته باطلاع الطلاب على السجلات، وطرق حفظ المواد الغذائية، والاشتراطات الصحية وأهمية الممارسات الصحية للعاملين، ومدى تأثيرها على السلامة الغذائية. كما يعتزم الجهاز تعميم المشروع لاحقاً على مدارس أبوظبي والمنطقة الغربية، لضمان حصول كافة الطلبة على غذاء آمن وسليم، في إطار حرص الجهاز الدائم على نشر التوعية الغذائية بين أفراد ومؤسسات المجتمع المحلي، وتعزيز منظومة السلامة الغذائية في الدولة، من خلال سلسلة من الأنشطة التوعوية التي ينفذها الجهاز، متمثلاً بقطاعاته المختلفة بشكل دائم. نبراس سفيان: الإضاءة على الغذاء الصحي المتوازن تقول الدكتورة نبراس سفيان، أخصائية طب أسرة في مركز ميدكير الطبّي: تعدّ الكربوهيدرات عنصراً مهماً يوثر على حياة الإنسان، ولاسيّما في الفئة العمريّة الشبابيّة لدى طلاب المدارس، لذا يجب الاهتمام بصحّتهم وتوجيههم لالتزام غذاء صحي سليم ومتوازن، يؤدّي لنتائج مستقبلية جيدة، بعيداً عن الأمراض، كما أنّ زيادة تناول النشويّات والكربوهيدرات رغم اعتبارها مصدراً مهماً للطاقة، قد يؤدي لزيادة الوزن وفرصة الإصابة بمرض البدانة بصورة عامّة، والتي بالتالي تؤثّر على الغدد الصمّاء، ومنها غدّة البنكرياس التي لها ارتباط مباشر أو غير مباشر بمرض السكّري وانتشاره في مجتمعاتنا». وأضافت: «يجب أن تلتزم مقاصف المدارس الاهتمام بالغذاء الصحي المتوازن لطلابنا، وعلينا أولاً التشجيع على عادات صحيّة مثل ممارسة الرياضة، وشرب المياه بكمية وافرة، كما يجب الحرص على توفير الأغذية الصحّية، بما فيها الفواكه، والخبز الأسمر، والحبوب الكاملة التي تعدّ من الكربوهيدرات الحميدة والمهمّة لنظام غذائي متوازن، كما ننصح بالابتعاد عن الوجبات السريعة والأخرى المشبّعة بالزيوت وكميات كبيرة من السكر، ومن المهمّ التأكد من مصادر الأطعمة التي تباع في المقاصف المدرسية، وتواريخ الإنتاج والانتهاء». «طبية رأس الخيمة»: حملات توعية وخدمات أوضحت منطقة رأس الخيمة الطبية أن هناك خطة توعوية ووقائية وعلاجية لجميع المراحل السنية للعام الدراسي 2016-2017 يستفيد منها أكثر من 35 ألف طالب وطالبة يدرسون في 87 مدرسة حكومية ورياض الأطفال ، بحيث تقدم لهم تلك الخدمات في أكثر من 20 مركزاً صحياً في مختلف المناطق السكنية في الإمارة، ابتداء من مرحلة رياض الأطفال حتى مرحلة الثاني عشر،وتشمل مختلف الأمراض الصحية والمزمنة، وتوفير الخدمات الطبية والعلاجية والوقائية، ناهيك عن تنظيم العديد من الأنشطة والمبادرات، مثل مبادرة الأنيميا ومكافحة السمنة وآفة التدخين بين الطلبة المدارس وغيرها من الفعاليات الصحية. وأشارت المنطقة إلى أن الخطة السنوية تشمل دراسة وحصر تلك الحالات وبالتالي تطبيق الخطة المعتمدة لعلاجها وعمل الإجراء اللازم، منوهين بأن هناك جهة طبية ستتابع الفحص الطبي الشامل لطلبة المراحل «الأول التأسيسي، والخامس، والتاسع» ورياض الأطفال، بحيث يأتي الفحص الطبي في مقدمة تلك الخدمات، موضحين أن من ضمن خطط الطبية العام الجاري التركيز على السلوكيات الغذائية والجسمانية والنفسية لطلاب المدارس والتي تبدأ من سن 10 إلى 19 سنة، باعتبارها المرحلة التي يتعرض فيها أفراد تلك الفئة لمخاطر نفسية وصحية متنوعة، كالسمنة والأمراض المزمنة والتدخين، وغيرها من التعقيدات، والتي خصصت لها مبادرة صحية للاحتفال بصحة اليافعين بالتعاون مع منطقة رأس الخيمة التعليمية وإدارات المدارس وإدارة التثقيف والإعلام الصحي في الإمارة، والتي تتركز فعاليات هذا اليوم على حلقات نقاشية عن مستقبل وحياة اليافعين والشباب تشارك فيها الأطراف المعنية بهذه الفئة لمناقشة الأساليب الحياتية ذات المخاطر على حياة اليافعين والمهارات الخاصة بهم، وكيفية اتخاذ القرارات الصحيحة، مشيرين إلى أن الجهات المتخصصة تعني ضمن استراتيجياتها وبرامجها السنوية تخصيص أنشطة وفعاليات بشكل دوري ومكثف للعناية بصحة المراهقين الذكور والإناث باعتبار هذه الفترة السنية الأكثر تأثرا خلال مرحلة النمو المرتبطة ببيئة الأسرة والمدرسة.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©