الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نزلاء منشأة العين يطلقون إبداعاتهـم بين جدرانها

نزلاء منشأة العين يطلقون إبداعاتهـم بين جدرانها
19 نوفمبر 2008 01:05
تطالعنا وسائل الإعلام العالمية بين حين وآخر بمعاناة نزلاء السجون في أصقاع مختلفة من العالم، وحجم الآلام النفسية التي تترافق مع سلب حرياتهم، أما في الامارات فإن الدولة تولي اهتماماً كبيراً للنزلاء في منشآتها الإصلاحية والعقابية، حيث عملت على استثمار مواهبهم الفنية من رسم ونحت وأعمال ورشية· وبتوجيهات من سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، سيتم عرض الأعمال الخاصة لنزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية بقسم العين في جميع فعاليات بلدية العين، وفي المعارض والفعاليات التي تقام على هامش أنشطة البلدية، على أن يتم تخصيص قسم خاص بأعمالهم في مكان دائم، وذلك لإشراكهم ضمن أنشطة المؤسسات المجتمعية، وتعريف الجمهور بهم وبأعمالهم الإبداعية· يقول الملازم سالم طحنون اليماحي (ضابط وحدة التدريب المهني): ''هناك عدة وحدات متفرعة من فرع التدريب والتأهيل بالمنشأة، أحدها وحدة التدريب المهني والتي تضم ورشاً لأعمال النجارة والنحاس والخياطة خاصة بالرجال، أما النساء فلهن مشغل خاص للخياطة والمنتوجات اليدوية المختلفة''· ويضيف اليماحي: ''توفر إدارة المنشأة المواد الخام والأدوات اللازمة للعمل، كما تعنى بتسويق هذا الانتاج ليعود ريعه كمردود مالي لهم، وهكذا تشغل هذه الأعمال وقت فراغهم وتكسبهم مهارة عند الإفراج عنهم لتكون مصدر دخل لهم، وبالفعل هناك بعض الحالات التي خرجت من المنشأة بعد انتهاء فترة الحكم لتفتح ورشاً، وتعمل في النجارة والأعمال الفنية المختلفة''· وعن كيفية معرفة رغبة السجين بالعمل في الورشة، يحدثنا الشرطي خالد سلطان الشامسي (مسئول ورشة النجارة): ''يأتي النزيل للسؤال عن الورشة بنفسه، ويبدي رغبته واستعداده للعمل، وينضم بالتالي للورشة بعد أن نجري له فحصاً طبياً شاملاً جسدياً ونفسياً وسلوكياً، تفادياً لأي ردة فعل منه أثناء تواجده في الورشة، لاحتوائها على مواد قد يستخدمها في إلحاق الضرر بنفسه أو بالآخرين، وهناك بعض النزلاء الذين يكونون على معرفة مسبقة بأعمال النجارة والنحاس فيقومون بتعليم الآخرين، حيث يقضي النزيل حوالي ست ساعات في الورشة يفيد ويستفيد، إضافة إلى مشاركته في نشاطات المنشأة الأخرى''· مشروع بعد الخروج وعن الحديث عن التجارب الشخصية للنزلاء ومدى استفادتهم، تحدثنا إلى البعض عن تجاربهم، حيث يعبّر النزيل (ن·ك) عن سعادته لدور المنشأة في توفير ما يلزم من مواد، وتشجيعه للخروج من عالمه المغلق إلى عالم جديد ومبدع، حيث إنه تعلم النجارة من خلال دورة تدريبية في المنشأة، وهو على أتم الاستعداد لإفادة الآخرين لإدراكه بأن دوره أصبح إيجابياً وإن اختلفت وجهات نظر المجتمع، وهو يدرس فكرة افتتاح مشروع ورشة بعد خروجه من الإصلاحية· أما النزيل (ع·س) فيعد ''معلم نجارة'' في الإصلاحية منذ سنتين ونصف، وقد أصبح خبيراً في عمل المناديس والمباخر، إضافة إلى مهارته في النحت والخط العربي، ويساهم في الكثير من الأعمال والنشاطات داخل المنشأة، ويشعر بفخر لأنه اكتسب حرفة تعينه على كسب العيش مستقبلاً، حيث انه -مثل زميله السابق- يفكر في فتح ورشة نجارة بعد خروجه مستقبلاً· أما النزيل (ح·ت) فكان يهوى أعمال الخشب والنجارة قبل دخوله الإصلاحية، فاستثمر موهبته ليكون ماهراً في عمل السفن والمناديس، كما أنه قام بتعليم النزلاء الجدد الشيء الذي أشعره بقيمته بأنه يقوم بعمل يعود عليه وعلى الآخرين بالنفع الكثير· وفي ورشة النحاس يعبّر النزيل (ك·م) عن سعادته بوجود الورشة، مما ساهم في عرض أعماله وزملائه في المعارض، حيث تعلم الرسم على النحاس على يد أحد النزلاء القدماء، فيقوم بتزيين المناديس والمباخر وبعض المجسمات، ووجه شكره للمنشأة التي لم تتأخر في تلبية ما يلزمهم من مواد تشجيعاً لهم· النساء أيضاً وفي القسم الخاص بالنزيلات، هناك مشغل خاص لهن للخياطة والتطريز والمشغولات اليدوية، يلقى إقبالاً كبيراً من قِبل النزيلات خاصة الآسيويات منهن· وعن كيفية استقبال النزيلات في المشغل، تقول النقيب مريم سهيل الظاهري (مديرة فرع سجن النساء في العين): ''نقوم باستقبال النزيلة بناء على رغبتها، بعد إجراء الفحص الطبي الشامل لها، من خلال عمل استبيان لمعرفة مواهبها الأخرى فيتم قبولها، وكثيرات يأتين بأفكار تُضاف إلى مجموعة الأفكار المتواجدة، ليستقيم العمل الإبداعي من خلالهن على أكمل وجه''· وتحدثنا حصة يوسف آل علي (مسؤولة المشغل)، عن إقبال النزيلات على المشغل ومدى استفادتهن منه: ''نقوم بتعليم النزيلة بعض الأشغال، وذلك من خلال النماذج التي نأتي بها، ونجد البعض منهن سريعات التعلم لإقبالهن على العمل، ومنهن من تكون خبيرة في هذا المجال فتقوم بتعليم الأخريات، ونقوم نحن بتوفير المواد الخام بناء على طلبهن وما يتطلبه العمل، وفي النهاية تكون النزيلة هي المستفيدة من ناحية تعلمها حرفة تشغل وقتها، وكذلك الاستفادة من ريع بيعها ليكون إضافة إلى راتبها الأساسي، وهناك مشاركات عديدة لأعمال النزيلات من خلال معرض الخبيصي وسوق الزعفرانة، ومستقبلاً سنقوم بالتطوير من ناحية الآلات والمواد الخام، وهناك فكرة لعمل قسم خاص لتصميم وخياطة العبايا والشيلة وفساتين الأفراح''· سعادة العمل تقول النزيلة (ش·م) انها تقضي وقت فراغها في الخياطة من خلال المشغل الذي وفرته المنشأة، إضافة إلى حرصها على القراءة، وذلك بفضل تشجيع المسؤولين على ممارسة نشاطها وعدم تقييدها بممارسة نشاط واحد أو بقائها حبيسة زنزانتها· النزيلة (ف·ص) كانت ماهرة في الخياطة قبل دخولها الإصلاحية، فقامت بتعليم الأخريات واستفادت من التصاميم الجديدة والتي لاقت إقبالاً جيداً عند بيعها، وتشعر بالسعادة بتواجدها بين زميلاتها حيث كسبت صداقاتهن بعدما كانت تشكو من عدم تأقلمها مع أجواء الإصلاحية
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©