الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

روسيا تعتبر «جاستا» استخفافاً بالقانون الدولي وسيادة الدول

1 أكتوبر 2016 11:32
عواصم (وكالات) قالت روسيا أمس إن قانون (العدالة ضد رعاة الإرهاب، جاستا) الذي صوت عليه الكونجرس الأميركي بأغلبية ساحقة يشكل تعسفاً واستخفافاً بالقانون الدولي. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان صحفي إن «البعض في واشنطن ممن يؤمنون باستثنائية الولايات المتحدة، يريدون أن يعمموا النظام القضائي الأميركي في جميع أنحاء العالم دون مراعاة لسيادة الدول والمنطق السليم». واعتبرت أن واشنطن «عمدت الى استخدام النظام القضائي لديها من أجل خدمة أغراض السياسة الخارجية». وصوت الكونجرس الأربعاء الماضي بأغلبية ساحقة على تجاوز فيتو استخدمه الرئيس باراك أوباما ضد تمرير مشروع قانون (جاستا) الذي يسمح لأسر ضحايا هجمات الـ11 من سبتمبر بمقاضاة حكومات أجنبية والمطالبة بتعويضات مالية. وفي أول رد فعل رسمي، حذرت السعودية أمس الأول من «العواقب الوخيمة» التي قد تنتج عن القانون. ودعا متحدث باسم الخارجية السعودية مساء الخميس «الكونجرس الى اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل تجنب العواقب الوخيمة والخطيرة التي قد تترتب» عن هذا القانون على العلاقات بين البلدان. ويتيح القانون للناجين من أحداث نيويورك وواشنطن 2001 وأقارب الذين قضوا فيها، التقدم بدعاوى قضائية في المحاكم الأميركية ضد حكومات أجنبية للمطالبة بتعويضات، في حال ثبوت تورط هذه الحكومات في الاعتداءات التي راح ضحيتها زهاء ثلاثة آلاف شخص. ولم تثبت التحقيقات الأميركية التي وجهت الاتهام لتنظيم القاعدة، أي ضلوع رسمي سعودي. ويرى المحللون أن التعاون الأمني بين واشنطن والرياض قد يصبح موضع شك، إضافة الى مجالات تعاون أخرى أبرزها المال والاقتصاد. وبحسب المستشار الأول مدير برنامج الأمن والدفاع ودراسات مكافحة الإرهاب في مركز الخليج للأبحاث مصطفى العاني، فإن على السعودية «تقليص الاستثمارات المالية في الولايات المتحدة، وتقليص التعاون السياسي والأمني» معها. ويرى الصحفي والمحلل السعودي جمال خاشقجي أنه «سيكون صعباً جداً على السعودية مواصلة التعاون الاستخباري» مع الولايات المتحدة بعد أن اتخذت الأخيرة «موقفاً عدائياً كهذا». ويضيف أن المسؤولين السعوديين قد يكونون في خضم إجراء مناقشات حول رد فعلهم «أو سينتظرون إلى أن يتم تقديم الدعوى الأولى». من جانبها، اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن أوباما، لم يفعل ما يكفي لإيقاف (جاستا). وأوضح الكاتب جيمس تارانتو أنها المرة الأولى، في تاريخ ولايتي أوباما الممتدتين على 7 سنوات ونصف السنة، التي يمارس فيها الكونجرس حقه في رفض فيتو الرئيس على قانون معيّن. وذكّر تارانتو أن (جاستا) سيئ جداً، كما يؤكده أوباما نفسه، إلا أنه اعتبر المسار الذي سلكه هذا القانون حتى وصل إلى مرحلة الإقرار من قبل الكونجرس هو أيضاً محفوف بممارسات سيئة، ما جعل الكل في واشنطن، وحتى أوباما نفسه، يظهر بشكل سيئ. وذكّر الكاتب بتقرير سابق نُشر في «وال ستريت جورنال» شرح أنه إذا أصبح (جاستا) نافذاً، فسيؤثر على قرارات مصيرية بالسياسة الخارجية لأميركيا، حيث إنها وبدل أن تأخذ بعين الاعتبار رأي الرئيس والدبلوماسيين، ستتأثر بقضاة ومحامين. وجزم الكاتب أن أوباما لم يدافع عن موقفه بقوة كافية، حتى إن تقريراً في صحيفة «بوليتيكو» لمّح إلى أن أوباما قلل من احترام الكونجرس وليس العكس، كما قد يوحي الفيتو. واستشهد الكاتب برئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب كوركر، الذي كشف أنه وبعض أعضاء مجلس الشيوخ، طلبوا مراراً أن يلتقوا مسؤولين في البيت الأبيض لإيجاد حل وسط قد يعجب الطرفين بشأن (جاستا) ويريح مخاوف الإدارة، ولكن لم يأتهم أي رد. على المستوى الشعبي، شن مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، هجوماً على«جاستا» مشيرين إلى أن الولايات المتحدة لا تطالب بالعدالة إلا لضحاياها رغم عقود من التدخل والانتهاكات الأميركية في أنحاء العالم. وعلى موقع «تويتر» انتشر وسمان عربيان عندما تمت إجازة (جاستا)، يشير أحدهما مباشرة إلى «العدالة ضد رعاة قانون الإرهاب»، أما الآخر فقد حمل عنوان «الإرهاب الأميركي». ونشر مستخدمون لـ«توتير» صوراً لانتهاكات أميركية في اليابان وفيتنام، وأيضاً تجاه السجناء العراقيين في سجن «أبو غريب»، كتب عليها«اليابان وفيتنام والعراق وأفغانستان لا يمكنها أن تنتظر لتطبيق العدالة ضد رعاة قانون الإرهاب حتى يمكنهم هم أيضاً أن يلاحقوا الولايات المتحدة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©