أسجّل بعض أحلامي على كفي

شعر: الدكتور مانع سعيد العتيبة* ينام الصمت في حرفي بِلا خوفٍ يَنامُ الصَّمتُ في حَرْفي وَتَعْغو فيهِ عَيْنُ النَّحْوِ وَالصَّرْفِ فكُفِّي عَنْ قِراءَتِهِ فلا جَدْوَى لِحَرْفٍ صَامِتٍ في ضَجَّةِ العُنْفِ وَلَنْ تَجِدي إذا أَمْعَنْتِ في نَظَرٍ إلى حَرْفي سِوَى حالي سِوَى ظَرْفي تَركْتُ القَوْلَ مِنْ زَمَنٍ ولكِنيّ أُسَجِّلُ بَعْضَ أَحْلامي عَلَى كَفِّي وَمَا لِلحُلْمِ مِنْ صِلَةٍ بِواقِعِنا وَلا يُبْدي خَطايانا وَلا يُخفي ولا يَحْتاحُ تَفْسيراً وَلَيْسَ لَهُ نُبوءاتٌ تُثيرُ كَوامِنَ الخَوْفِ وَأَحْلامي بِلا فَحْوَى ولا مَغْزى وَصَمْتي باتَ يَحْميهَا مِنَ الحَذْفِ وَمَا يَعْني إِذا شاهَدْتُ في حُلُمٍ لَنا وَجْهاً وَمَا لِلوَجْهِ مِنْ أَنْف؟ وَدار القَومِ لا سُورٌ يُحيطُ بِهَا لِيحْفَظَهِا وَمَا للدّارِ مِنْ سَقْفِ؟ أَمِنْ حُلُمي يَخافُ السَّيِّدُ الغالي وَيُرْسِلُ لي وُفودَ البَحْثِ وَالكَشْفِ؟ أنا رجل بلا سيف أعِيديني إلى صَمْتي أعيديني وَفي أعداد أهل الكهفِ عِدّيني فمَا في القولِ مِنْ جَدْوَى وَكَثرتُهُ مُخالَفةٌ لِشَرْعِ اللهِ وَالدِّينِ خُذيني مَرَّةً أُخْرى لِمَدْرَسَةٍ لِطاعَةِ سَيِّدي الغَالي أعِدِّيني أنا رَجُلٌ بِلا سَيْفٍ فَإِنْ تَجِدي لَهَمْسي مِثلَ حَدِّ السَّيْفِ رُدِّيني عَشِقْتُ الصَّمْتَ مِنْ زَمَنٍ وكانَ لَهُ حِكاياتٌ لَمَجْدِ اللهِ تَهْدِيني كلامُكِ لا يَحُلُّ اليومَ مُشكِلَتي فَما بِالقَوْل تَحْميني وَتَفْديني ولا تَثِقي بغَيْر الصَّمْتِ في زَمَنٍ غَدَوْنَا فيهِ في عُلبٍ كَسِرْدينِ وَتُسْمَعُ فيهِ أَنْفاسُ الصُّدورِ فَإِنْ تَعَدَّى حَدَّهُْ نَفْسي فَصُدِّيني أرُيدُ العَيْشَ في أَمْنٍ وَفي دِعَةٍ فَفَوْقَ فِراشِ هَذا الصَّمْتِ مُدِّيني وَكُفِّي اللَّوْمَ لا جَدْوَى لِثرثرَتي وَغَطِّيني لَعَلَّ النَّوْمَ يُجْديني * من ديوان جديد يصدر قريباً للدكتور مانع سعيد العتيبة بعنوان «وعاء الصمت»، وقد خص «الاتحاد الثقافي» بهاتين القصيدتين منه.