الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أعواد الثقاب البشرية لا تحرق إلا نفسها

19 نوفمبر 2008 02:07
في كل يوم نصادف صنوفاً من البشر، منهم الطيب الكريم ومنهم البخيل المتعجرف والمسكين البائس وغير ذلك كثير· في كل مجتمع نرى زمرة تجمعت واتفقت على حب الشر والمكيدة للغير، وللأسف ستجدهم يظهرون أمامك بمنطق وشكل مختلفين تماماً عما يحدث داخل كواليس حياتهم، وهم أحرار فيما يفعلون في حياتهم، ولكن عندما يصل أذاهم للغير يجب أن نقف جميعاً أمام هذا الظلم والجبروت، وأن نذكرهم بأننا مجتمع مسالم نحب الخير للجميع، وأنه لا مكان لهم بيننا، فهم كالأفاعي التي تدس السم بين أنيابها وتتظاهر أمامنا بأنها فرحة وتتراقص وتتمايل ولكنها تخبئ لنا مفاجأة تصعقنا بها حينما تحين الفرصة· هم كأعود الثقاب إذا اشتعلت قد تحرق كل شيء بجانبها إن تمكنت من ذلك، فعود الثقاب هو نفسه الشخص الذي ينقل الأخبار غير الصادقة لنا عن فلان أو فلانة، ويشوه الحقائق وينمقها، ويشعل الفتن، فإن استمعنا له وصدقناه وأعطيناه آذناً صاغية سنحترق مثله، وإن تجاهلناه وتأنينا في حكمنا سنبقى على حالنا وسيحترق هو وحده· مثل هؤلاء يرون أنهم ناقصون وليس عندهم أي ثقة في أنفسهم، فلذلك ترونهم يزيفون الحقائق ويكيدون المكائد والدسائس لغيرهم· فهم حاقدون، يحسدون غيرهم على أي نعمة ينعمها الله عليهم، ناسين أن الأرزاق بيد الله، وغاب عنهم أنه لو اجتمعت الإنس والجن على أي أحد لن ينفعوه أو يضروه الا بأمر من الله وحده· هم مثل أعواد الثقاب، تشتعل بسرعة ثم تنطفئ بشكل أسرع وبعدها تلقى وتهمل· لنكن يداً واحدة متعاونين ومتكاتفين·· محبين الخير للغير·· نتأكد قبل حكمنا على غيرنا من صحة ما يقال، لأن بعض الظن إثم، فكيف إن نحن حولنا هذا الظن الى اليقين بأن ما نقل الينا حقيقة لا مجال فيها للشك؟ لماذا لا نتأكد مما نسمعه حتى لا نظلم أحداً لمجرد أننا لم نتعب ولو قليلاً في التثبت مما قيل أو حدث؟ فكما نعلم أن من ينقل لك حديثاً هو نفسه من ينقل عنك حديثاً آخر· لنسأل أنفسنا سؤالاً مهماً: هل من السهل علينا أن نخسر صديقاً أو أخاً أو أختاً كنا معاً في يوم من الايام كالجسد الواحد اذا اشتكى جزء بسيط منه، تأذى باقي الجسد كله؟فإياكم والعجلة في الحكم على الناس، فإن في العجلة الندامة· وتريثوا واعفوا واصفحوا (ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم)· خالد عبدالله المؤذن الشامسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©